بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2022 12:05ص هايتايان لـ"اللواء": الوقت ليس لصالحنا

ماذا يريد هوكستين من زيارته المقبلة؟

حجم الخط
لا يُعبِّر ما يحدث على صعيد إرباك لبنان الرسمي في موضوع ثروته البحرية سوى عن تخبُّط مسؤوليه مجدداً في إدارة الدولة لينضم هذا الموضوع الدقيق إلى جملة القضايا التي تشير إلى فشل هؤلاء في قاضاي الدولة، وما الكارثة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون سوى مثالاً بسيطاً لهذا الفشل.
بعد إهدار طويل للوقت، متعمد أو عن حسن نيّة، بات لبنان أمام أمر واقع ببدء عدوه العد العكسي لاستثمار ثروة مائية لم يحدد لبنان الرسمي حصّته فيها، علما أن هذا التحديد كفيلٌ بإعادة خلط الأوراق ولا يتطلب سوى قرارا رسميا من قبل السلطة التنفيذية بتعديل المرسوم 6433 على 2011 المتعلق بترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة والذي كان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء المعنيين وقعوا سابقا مرسومه وأرسلته الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى قصر بعبدا، وبقي ناقصاً توقيع رئيس الجمهورية ليصبح نافذاً، وكان من المفترض أن يعرض على مجلس الوزراء للموافقة عليه.
هو مرسوم يصحح حدود لبنان البحرية بإحداثياتها التي لم يحددها لبنان في رسالة أودعها سابقاً الأمم المتحدة لحفظ حقوقه بين الخطين 23 و29، يكتفي لبنان بها للدلالة (حتى اللحظة) على أن حقل "كاريش" على الخط 29 متنازع عليه.
وبذلك فإن تعديل المرسوم 4633 الذي يضيف 1430 كيلومتراً مربعاً على المساحة السابقة 860 كيلومتراً، والتي يفرضها الإكتفاء بالخط 23، ويعطي لبنان الحق في التفاوض على نسبة من حقوقها في حقل "كاريش"، ما زال غائباً.
فهل تكفي الرسالة اللبنانية التي لم تكن الأولى، للحلول مكان تعديل المرسوم؟ وهل يُعتدّ بها كخطّ رسمي لدى الأمم المتحدة؟
يبدو أن لبنان الرسمي غير متجه إلى هذا التعديل للمنطقة الإقتصادية الخالصة، حتى اللحظة، وقد يكون لتصاعد الاحتجاج الشعبي والرسمي والحزبي على ذلك العامل للضغط في هذا الشأن، وفي انتظار ذلك وصلت سفينة "انيرجيان باور" (Energean power) وملحقاتها للبدء بنشاطها في حقل "كاريش" في ظل خشية من خلق أمر واقع كعادة إسرائيل في الأراضي العربية منذ إنشائها.
بالنسبة إلى الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، لوري هايتايان، فهي تشير لـ"اللواء"، إلى أن "وصول السفينة لم يشكل مفاجأة لنا والأمر كان يُحضَّر منذ أشهر لكي يبدأ الإنتاج بين شهرين و ثلاثة أشهر من الآن".
هي تأسف لكون لبنان أضاع فرصاً كانت تشكل له ورقة ضغط قوية في المفاوضات لكي يستطيع إقفال موضوع ترسيم الحدود بطريقة مفيدة ولمصلحته. "واليوم قد نكون خسرنا هذه الورقة ولا نعرف الى أين سيصل مستقبل ترسيم الحدود وما اذا كان الحل سيكون لمصلحتنا"، محذرة من ان إذا استمر الملف مفتوحاً كما هو عليه، "قد لا نقدر البدء في أي من البلوكات التي تعتبر جنوبية على الحدود وبالتالي نخسر على صعيد موضوع النفط والغاز الهام جدا".
وتشير الى ان لبنان لم يقم بأي نوع من الاكتشافات بعد أن عوّل على شركة "توتال" التي تم التمديد لها للعمل في البلوك 9 ، من دون معرفة ما اذا كانت ستعمل أم لا بعد أن ربطت ذلك بمسألة ترسيم الحدود ما يعني أنها قد لا تعمل من هنا الى ثلاث سنوات!

العالم يتحول نحو الطاقة المتجددة

تحذر الخبيرة في هذا المجال من أن التأخير يضيّع فرصاً على لبنان، "ونحن نعلم اليوم بأن العالم يتحول نحو الطاقة المتجددة ولم يبق الكثير من المهتمين بالغاز الذي في حال أتى متأخرا قد لا يجد من يهتم به في أوروبا التي لم تعد مهتمة بمشاريع طويلة الأمد وقد نكون أصبحنا في مكان أن لا يرى هذا النفط والغاز الحياة!".
وهي تشدد على ضرورة أن يحصل تعديل المرسوم 6344 وهنا على الحكومة، على رغم تصريفها للأعمال، مضطرة على الاجتماع لحدث طارىء جداً.
كما على لبنان توجيه التحذير، والبعض يشير الى إمكانية توجيه إنذار، للشركة المنقبة من قبل الحكومة الاسرائيلية بأن توقف عملها في منطقة متنازع عليها حتى انتهاء المفاوضات أو تعديل المرسوم.
في كل الأحوال لم يُبلغ الوسيط الأميركي آموس هوكستين لبنان موعد زيارته المقبلة، والبعض يردد أنها ستحصل هذا الشهر، لكن من غير المعروف ماذا سيحمل معه وهو كان كان واضحا في أن على لبنان التفاوض على 860 كيلومترا مربعا، أي فقط بين الخط واحد الاسرائيلي والخط 23 اللبناني، وعلى لبنان تقاسم هذه المساحة مع عدوِّه.
لا تستبعد هايتايان أن يكون في جعبة الوسيط الأميركي بعض التغييرات أو قد يكون في حاجة لمعلومات إضافية حول البلوك 8 مثلا كون التنازل الكبير من الجانب المقابل سيكون هناك.
وثمة سؤال تطرحه حول حقل قانا وما إذا ستقبل الدولة اللبنانية أن تتقاسمه مع إسرائيل، وهو طرح جاء به هوكستين؟ وكيف سيتم ذلك وهل هناك شركة كـ"توتال" مثلاً ستقبل بذلك؟ وهل سيكون هناك من مخرج سياسي؟
لا تعوِّل هايتايان على زيارة من هذا النوع ولكن الضيف الأميركي قد يكون يهدف من زيارته أن لا يكون هناك أي خطوة لبنانية في خصوص "كاريش" على الخط 29، كما تشير.