بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آب 2020 07:15ص هل بات لبنان بغنى عن ثقافة المقاومة؟

حجم الخط
بما أن بنداً من بنود صفقة القرن ينص بما معناه على توطين الفلسطينيين في بلدان الشتات ومن ضمنها لبنان، فكيف يمكن لعاقل أن يقلع عن التحدث عن ثقافة المقاومة المسلحة لطالما أن صفقة القرن بدأ الاعداد لها عملياً قبل البدء بأعمال نكبة فلسطين الوحشية عام 1948 وبعيدها بسنوات وصولاً إلى العام 1967. إن كل أقوال الساسة الصهاينة المسيئة إلى العرب والفلسطينيين تدل على أن هذه الصفقة بكامل مندرجاتها سبق أن تحدث عنها في العام 1799 نابليون عندما وجه نداءه الأول إلى يهود العالم للقتال معه من أجل اعادة انشاء مملكة القدس القديمة كما أنه في العام 1818 كان الرئيس الأميركي جون أدمز قد دعا إلى اعادة اليهود إلى فلسطين لاقامة حكومة يهودية مستقلة.
وبالعودة إلى أوائل شباط 2008 أي عقب انتهاء مؤتمر أنابوليس بقليل أدار مركز باحث للدراسات ندوة سياسية في القاهرة شارك فيها عدد من الباحثين المصريين المهتمين بالصراع العربي الاسرائيلي و وأكدت أن هذا المؤتمر عزز الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس وكانت المحصلة النهائية خروج الندوة بمقررات تحدثت عن سعي المخططات الاسرائيلية إلى تصفية القضية الفلسطينية بهدف تيئيس الشعب الفلسطيني وحمله على القبول بالمفهوم الاسرائيلي للسلام والمتجسد بقيام دويلة فلسطينية فاقدة للسيادة في جزء من الضفة الغربية وشطب حق العودة واقرار مبدأ التعويض كبديل له وجعل الفلسطينيية يقبلون بما دون حدود العام 1967 مع ضم المستوطنات.
ويذكر أنه في العام 1963 قال أمنون كابيلوك وهو مستشرق وصحفي مقدسي، بعد كل ما نقول ونفعل نحن متأكدون بأننا متفوقون على العرب وأنه من الصعب جداً بان هذا الشعور سيختفي ذات يوم. 
ولا يسعني إلا أن أعود لتيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية لأذكر بأنه قال إذا لم يتواجد عدو للشعب اليهودي فمن المفروض خلق هذا العدو ، فالسلام من شانه أن يفتت الشعب اليهودي وإذا حصلنا يوماً على مدينة القدس والكلام لهرتزل وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي عمل ونشاط فسوف أمحو كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود ، وسوف أحرق جميع الآثار ولو مرت عليها قرون. 
نعم منذ ذلك الماضي البعيد دخلت صفقة القرن حيز التنفيذ. يقول بن غوريون إن عظمة اسرائيل لا تكمن في ترسانتها النووية بل في القضاء على الجيوش العربية في كل من مصر والعراق وسوريا ، وبدوري أقول لقد رأينا كيف انقلب النظام المصري رأساً على عَقَبٍ عِقْبَ وفاة الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر.
والطريف في الأمر أنه غداة استرجاع مصر لصحراء سيناء صدق الشاعر أحمد فؤاد نجم عندما قال، يا خوفي من يوم النصر ترجع سينا وتروح مصر!! لقد رأينا كيف نهبت ثروات العراق وكيف تكالبت حركات جرارة مسلحة مدعومة من الغرب على سوريا عام 2011 ، وهذا ما كان يرغب به بن غوريون. 
ويعترف داني روبنشتاين الصحافي الاسرائيلي بضرورة نزع سلاح حزب الله عندما يقول، عبد الناصر صمد ستة أيام في حرب حزيران عام 1967 «أي النكسة «في حين أن حسن نصر الله سجن ربع سكان اسرائيل في الملاجئ أكثر من أربعة أسابيع في العام 2006». لكن ما فات روبنشتاين أن السلاح الذي امتلكه عبد الناصر وحلفاؤه لم توازي قوته التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية ابان أيام تلك النكسة وإلا لكان هنالك كلام آخر.
وباعتراف روبنشتاين بقوة سلاح حزب الله أكون غير منصف إن لم أقل يستحيل أن تكون قوة لبنان بضعفه وحياده. وهنا أجيز لنفسي أن أفند بعض بنود مواد القرارات الدولية التي تجيز مقاومة المحتل، فالقرار رقم 1514 الصادر في 14 / 12 / 1960 اشتهر بقرار «تصفية الاستعمار» الذي جاء تطبيقاً لمبادئ حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كما أنه في العام 1974 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3214 حول تعريف العدوان الناص على حق الشعوب في النضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلح من أجل الظفر بالحرية والاستقلال الناجز وحق تقرير المصير. 
وقد أكدت لجنة حقوق الانسان مراراً على شرعية القتال ضد الاحتلال بكل الوسائل المتاحة ومن ضمنها الوسائل المسلحة أي القرار رقم 3 / 35 الصادر في 21 /12/1979 و القرار رقم 19/1989 الصادر بتاريخ 6/3/1989. 
إلا أن السيطرة الصهيونية على قرارات الأمم المتحدة اضعفتها وافرغتها بشكل كبير من محتواها، من هنا قال ديفيد بريسمان نائب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، نحن بحاجة إلى أمم متحدة تضم اسرائيل وتشملها أمم متحدة تقرب اسرائيل لها ولا تدفعها بشكل منظم بعيداً عنها. 
ومن جهة أخرى أفادت تقارير استخبارية قادمة من نيويورك وواشنطن أن الهدف الرئيسي الذي يعمل جون بولتون سفير أمريكا لدى الأمم المتحدة على انجازه هو القضاء على نفوذ شعوب العالم في الأمم المتحدة و وضعها تحت النفوذ الأميركي ، ويُذكر أن بولتون سفير أميركا في الأمم المتحدة كان له الدور الفعال في الغاء قرار الامم المتحدة الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية. لذا فإن النفوذ الأميركي القوي في الأمم المتحدة ساهم في اضعاف قراراتها بشدة خصوصاً تلك التي تصب في خدمة القضية الفلسطينية.