بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2022 10:21ص هل تؤجل واشنطن مفاوضات الترسيم بعد مسيرات "حزب الله"؟

حجم الخط
تتهدد مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل مخاطر كبيرة، بعد عرض العضلات الذي قام به "حزب الله"، بإطلاق ثلاث مسيرات باتجاه حقل "كاريش"، في رسالة تهديد مباشرة إلى الإسرائيليين، الأمر الذي أوقع المسؤولين اللبنانيين في حرج شديد، وهم الذين تلقوا قبل ساعات من هذا التطور اللافت، رسالة أميركية إيجابية نقلتها السفيرة دوروثي شيا بشأن مفاوضات الترسيم .

وتزامناً مع التهديدات التي أطلقتها إسرائيل رداً على خطوة "حزب الله"، فإن هناك استياء أميركياً مما جرى، عبر عنه الوسيط في ملف الترسيم أموس هوكشتاين في اتصالاته التي أجراها مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، تعليقاً على مسيرات الحزب، وموحياً في رسالة واضحة الأبعاد أن المفاوضات برمتها، قد تكون عرضة للخطر، نتيجة ما أقدم عليه "حزب الله"، وما يمكن أن تليه من ردة فعل إسرائيلية . ولهذا لا يستبعد أن تتخذ واشنطن وإسرائيل قراراً مشتركاً بتأجيل التفاوض بملف الترسيم، بعد الذي حصل، وما يمكن أن يتركه من تداعيات .

وقد بدا لافتاً، أن توقيت إطلاق المسيرات، جاء بعد إعلان فشل المفاوضات الإيرانية الأميركية في الدوحة، وبالتالي فإنه من غبر المستبعد على الإطلاق، أن تكون هذه المسيرات رسائل إيرانية عبر الصندوق اللبناني، من أجل دفع واشنطن، إلى تقديم تنازلات في الملف النووي، وإعادتها تالياً  إلى طاولة المفاوضات في مرحلة لاحقة، أو على الأقل إبقاء الخطوط مفتوحة بين الطرفين .

على صعيد آخر، ورغم أن المبادرة الكويتية قد أخذت حيزاً هاماً من اللقاءات التي جرت في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت، إلا أن الغياب اللافت لعدد من وزراء الخارجية العرب، بعث برسالة إلى المسؤولين اللبنانيين، كما كشفت أوساط دبلوماسية خليجية مفادها أن "على لبنان الكثير ليقوم به استناداً إلى مضمون هذه المبادرة، باعتبار أن هناك عدداً من النقاط التي لم يتم الالتزام بها، في ما يتصل بحزب الله الذي لا يزال يصوب باتجاه الدول الخليجية، وتحديداً المملكة العربية السعودية"، مشيرة إلى أنه "لذلك لم يكن مستغرباً غياب وزير خارجية المملكة العربية السعودية ونظيره المصري، إضافة إلى عدد من الوزراء الآخرين" .

وأشارت الأوساط، إلى أن "هذا يتطلب من لبنان أن يفهم الرسالة جيداً، وأن يعمد إلى الاستجابة لكامل بنود المبادرة الكويتية، ليستعيد الثقة العربية والدولية بمؤسساته" . 

وفي الإطار، اعتبرت مصادر بارزة في الأكثرية النيابية، أن "الاجتماع الوزاري العربي الذي استضافته بيروت، يجب ألا ينظر إليه وكأنه إنجاز لهذه السلطة المتحكمة بالبلد، أو نوعاً من عملية تعويم لها"، مشددة لموقع "اللواء"، على أن " لبنان عند إعلان المبادرة الكويتية، التزم بمضمونها إلى حد بعيد، ولكن سرعان ما لا حظنا أن هناك تجاهلاً لها في ما بعد، علماً أنها مبادرة جيدة جداً، كونها تتضمن أموراً عملية وتنفيذية هامة إيجابية" . وقالت، "للأسف لم نر حركة جدية من قبل الحكومة لتنفيذ بنود هذه المبادرة التي لا تزال صالحة، ومن المهم تطبيق بنودها"