إذا كان فريق الثامن من آذار يعاني انقساماً في ما يتصل بموقفه من الاستحقاق الرئاسي، بدليل عدم حسم مرشحه حتى الان، وتحديداً من جانب "حزب الله" الذي ما زال يفاضل بين رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، دون استبعاد أن تكون لديه ورقة مستترة لمرشحه الحقيقي، عندما يحين وقت التسوية، فإن إصرار قوى المعارضة على ترشيح رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، يجعل من الصعب، لا بل من المستحيل توافق الفريقين على مرشح للانتخابات الرئاسية، في ظل اتساع حدة الانقسام الداخلي على الملف الرئاسي، توازياً مع تبادل الاتهامات بين الطرفين، الأمر الذي يحول دون إمكانية حصول الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، لتلافي تداعيات الشغور الخطيرة على البلد والمؤسسات .
وإذ لا يتوقع حصول مفاجأة في جلسة الانتخاب الرئاسية الخامسة، بعد غد، في ظل استمرار المواقف على حالها، فإن المعلومات المتوافرة لموقع "اللواء"، من أوساط سياسية مراقبة لمسار الملف الرئاسي، تشير إلى أن "حزب الله الحذر دائماً من مجيئ رئيس لا يتماشى مع سياسته، مع ما لذلك من مخاطر على سلاحه في المرحلة المقبلة، لن يقبل بأي شكل من الأشكال الموافقة على انتخاب رئيس من الفريق الآخر، كالنائب معوض أو غيره . وإذا كان الحزب لايبدو في وضع القادر على فرض مرشحه، على غرار ما فعله مع الرئيس ميشال عون، لاعتبارات داخلية وإقليمية، لكنه في المقابل، يعتبر الممر الإلزامي مع حلفائه للرئيس العتيد، ما قد يدفع إلى إطالة أمد الشغور الرئاسي، لأنه لا يظهر أن هناك مؤشرات حتى الساعة، توحي بإمكانية التقاء الطرفين في الوسط على مرشح توافقي" .
وتضيف، "أمام هذا المأزق، وإذا ما تفاقمت الأوضاع الداخلية، مع تزايد التحذيرات من الآتي، ومتى وصل الجميع إلى الحائط المسدود، فإنه لن يعود أمام القوى السياسية إلا خيار واحد، ألا وهو انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة، كمخرج من المأزق، وتخفيفاً للأضرار وحفاظاً على ما تبقى، باعتبار أن هناك تأييداً داخلياً لوصول العماد عون إلى قصر بعبدا، طالما أن الطبقة السياسية تبدو عاجزة عن الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية . والأهم من كل ذلك أن العماد عون برهن في قيادة الجيش عن أنه على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين . ورغم الانتقادات التي طالته من جانب رئيس "التيار الوطني الحر"، إلا أن "حزب الله" لا يقف موقفاً معارضاً لانتخابه، كما نقل عن مقربين منه" .
وتلفت الأوساط، إلى أنه "يبدو من خلال المعطيات المتوافرة أن الاتجاه يميل إلى أن أن العماد عون، قد يكون أقرب من غيره إلى كرسي الرئاسة الأولى، طالما أن هناك استحالة للتوفيق بين "حزب الله" ومعارضيه على رئيس للجمهورية"، مشيرة إلى أن " المجتمع الدولي يشيد بأداء القائد عون، باعتبار أن الثقة الخارجية، العربية والدولية لاتزال كبيرة بقيادة الجيش وإنجازاتها خلال السنوات الماضية. وهو ما ظهر من خلال الإشادة الأميركية والفرنسية، تحديداً، بحرفية الجيش وقيادته في التعامل مع الاستحقاقات التي واجهها لبنان في المرحلة الماضية، وما قد يواجهه في المستقبل" .
والسؤال الذي يطرح، هل يكون العماد عون الرئيس العسكري الخامس للبنان؟ . واقع الانسداد القائم يشير إلى ذلك، سيما وأن التجارب في الظروف الصعبة التي واجهت لبنان، دلت على أن قائد الجيش، يشكل مخرجاً للجميع من المأزق. ولذلك فإنه ليس مستبعداً أن يقع الاختيار على العماد عون مجدداً هذه المرة، لينتشل السفينة من الغرق، بعدما فشل الربان في إيصالها إلى شاطئ الأمان .