بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الثاني 2020 08:14ص هل تنجح صيغة الوزراء السياديين المقربين من المرجعيات السياسية ؟

حجم الخط
تجري اتصالات مكثفة بعيداً عن الاضواء بغية الخروج من المأزق الحكومي لاسيما وأن الامور ذاهبة بإتجاه تصعيدي تنذر بعواقب وخيمة وذلك برز في الساعات الماضية من خلال الاتهامات المتبادلة حول من يعيق تشكيل الحكومة في حين ان المعلومات التي تشير اليها اوساط مطلعة تؤكد بأنه من الصعوبة لابل هناك استحالة لتأليف حكومة من اخصائيين بعد مقتل اللواء قاسم سليماني وهذا يدركه الرئيس المكلف حسان دياب الذي يحاول الخروج من الشروط التي تكبله من قبل من سموه لتكليف الحكومة.

 وبالتالي ان ما يجري حالياً يصب امام خيارات عديدة منها تطعيم الحكومة العتيدة بوزراء سياديين من الطبقة السياسية ومحازبين ينتمون الى حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر وهذا ما يصر عليه هؤلاء على اعتبار ان المرحلة الحالية تستوجب مثل هذه الحكومة وبناء عليه لا يمكن وفي ظل هذه الاجواء الصعبة ان تشكل حكومة لا يتمتع بعض وزرائها السياديين بالخبرة المطلوبة او هناك من يغطيهم من قبل احزابهم وتياراتهم السياسية ومرجعياتهم وبالتالي هذا ما يرفضه رفضاً قاطعاً الرئيس المكلف الذي لا زال يؤكد على التشكيلة التي انجزها وهي مكتملة من اخصائيين وايضاً من 18 وزيراً ما يعني ثمة اشكالية كبيرة.

 من هذا المنطلق فإن الصراع السياسي يسلك المسار التصعيدي وقد تخرج الامور عن مسارها اذا استمرت على ما هي عليه خصوصاً وان البلد يعيش انهيار مالي واقتصادي لا مثيل له وهناك مخاوف من ان تصل الاوضاع الى فلتانٍ امني وتتكاثر الاعتداءات والسرقات وعلى هذه الخلفية فإن كل يوم تأخير عن تأليف هذه الحكومة يسبب خسائر جسيمة على  الجميع لذلك يتوقع ان تتبلور الصورة في الساعات المقبلة على ضوء ما سيصدر من مواقف من قبل الاطراف التي سمت الرئيس المكلف حسان دياب والتي هي رافضة ما تقدم به من تشكيلة تعتبر مغايرة مع الواقع الحالي الذي استجد بعد مقتل اللواء سليماني في وقتٍ ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والثنائي الشيعي وكذلك التيار الوطني الحر يؤيّدون أن تكون الحكومة تكنوسياسية وهذا يعني العودة الى المربع الاول، بما يفتح الباب امام تجاذبات سياسية قد تؤدي الى اعتذار الرئيس المكلف او دفعه لذلك وان كان هذا الخيار غير متاح اليوم في ضل تمسكه بالمهمة التي اوكلت اليه وهو كما ينقل عنه مستمرٌ فيما تعهد به لذلك فإن الاحتمالات الواردة قد تكون اطالة امد التأليف الى سيناريوهات اخرى قد تكون من خلال تعيين وزراء سياديين سياسيين ومقربين من المرجعيات الداعمة لدياب. 

واخيراً يتوقع وامام هذه الاجواء الضرورية أن تتجه الامور الى التصعيد السياسي وذلك سينعكس ايضاً على الشارع بعدما عاد الحراك نهاية الاسبوع الماضي الى زخمه بإعتبار ان التزام السلطة بمطالب المتظاهرين بقي حبراً على ورق اذ لم يلتزم هؤلاء بما رفعه الثوار من شعارات تطالب بحكومة اخصائيين في حين ان المخاوف التي بدأت تتعاظم انما تتمثل بالاوضاع الجتماعية المتدهورة والتي قد تصل الى ما يحمد عقباه.