بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 نيسان 2023 12:00ص هل لنا نافذة أمل خلاصية في وطن شلّعته المصالح الخاصة؟

حجم الخط
أظهرت كل الأزمات المتعاقبة على وطني أبحاثاً فوضوية عن مخلّصٍ ما، وعلى ما لاحظته وبعد إستشارة إختصاصيين في العلوم السياسية وغيرها من العلوم أنّ هناك أبحاثا وحتى اجتماعات تكمُن في داخلها الكثير من النزاعات تدفع نحو الإنهيار وهي مدمِّرة للغاية. إنّ الوضع العام في البلاد قد فاق حدود التمييز بين التعاون والتآمــر على الذات وعلى الوطن وعلى مؤسساته المدنية والعسكرية والشرعية.
بات الخلاص صعباً للغاية بعدما تشتّتْ الأفكار وعاب ساسة اليوم في تصرفات رخيصة إضافةً إلى عجــز رجال الدين عن إمكانية حسم الأمور ولو بالحد الأدنى المقبول... ما ناقشت أمر رجال الدين، مسيحيين ومُسلمين، مع الاختصاصيين وحتى مع رجال دين أنفسهم حتى أكوِّنَ فكرة وللأسف باتت على لسان من اجتمعتُ بهم «هناك عجز فاضح عند القادة الروحيين وإنهم باتوا جزءاً من المؤامرة للأسف»، عجزهم وبمعية رجال السياسة هو أساس التبعية والإنسحاق أمام مغريات الحياة، ممّا جرّنا إلى سياسات ريعية تخدم من أدناها إلى أعلاها مصالح الغريب والمصالح الخاصة. إنّ خوفي هو من دورات المال ومعها دورات السياسة بصرف النظر عن قضية لبنانية وطنية وتنمية داخلية لمجتمعنا اللبناني المبني على الصيغة والتي للأسف يتنّكر لها من هم في سدّة المسؤولية.
حُسْن الأخلاق مفقودة في أي ميدان وأسفي على هذا التوصيف ولكنها الحقيقة لقد اتسعت المذاهب «المصلحجية» دينية وعلمانية وهذا النوع من التيه الغريزي الأخلاقي والسياسي استشرى في وطني وهناك عوامل وحالات تتداخل في تكريسه استعصاء على الحل ويكفي أن ألفت نظر من يتابعون مواقفنا تاريخ 5 نيسان في ذروة أيام الجمعة العظيمة أنْ يحصل إجتماع «لا بيقدّم ولا بيأخــر» في «بيت عنيا» حريصا في قلب جبل لبنان هذا الرمز التاريخي الذي حفلت تواريخه بأعظم الأحداث ها هو اليوم يستقطب إجتماعاً يضُّم نواباً مشكوكاً بنيابتهم ومسؤولياتهم وعجزهم عن القيام بواجباتهم... حقاً إنه التلاعب بمشاعرنا الوطنية وتوظيفها وهذا الاجتماع هو بمثابة بناء جدار عازل حول السلطة من الأغنياء وأصحاب المصالح وأصحاب الحظوة أحال دون التفتيش جدّياً عن حل لأزماتنا التي تتوالد كل يوم.
إنّ الوضع العام في البلاد متخلِّف ليس مرحلةً وليس نظاماً بعينهما بل هو تكوين تاريخي سياسي يوظّف كافة الإكراهات والمواقف لصالحه بشكل شامل، والحال السياسية تعكس الإعتقاد السلطوي الخادم لها وهذه الحالة تعجن المكائد وتغذّيها بالممارسات السلطوية اللاشرعية، وهي تهيمن على الأعمال والعلاقات التي تصل إلى أدنى الأفراد ثم تحدد هذه الأعمال خطة في كافة المجالات وتصيبنا الويلات بحيث لا ندري من ورائها وإلى أي إتجاه تسير، أما الملفت لقد تواصل معي صباح هذا اليوم أحد كهنة أبرشية جونية وأفادني أنّ نهار «خميس الغسل» لم يعُدْ في عداد الفرص وذلك نسبة إلى اجتماع شارك فيه مطرانين مع معالي وزير الداخلية واتخذ القرار في هذا الشأنْ... إلى متى يا ربّي يتنازلون إنّ صحّ الخبر.
نحن بحاجة إلى مجموعة تؤمن بكَ إيماناً عميقاً، تؤمن بالأديان السماوية وتؤمن حلاً لكل الأزمات الوطنية القائمة، مجموعة تتعاطى مع كافة القضايا بما يمليه عليها النهج المتحرِّر وتتعامــل مع كل الناس في لبنان وفي العالم تعاملاً سلمياً وتؤمن بالتغيير السلمي وتعمل في إطار من العلنية البعيدة عن التنظيمات القائمة على أرضنا.
نريد الخلاص، تعبنا من كل ما يدور حولنا، نحن في أرض الغربة نُشارك شعبنا في درب الجلجلة والصلب، نعم أقول هذا الأمر وبكل صدق وإخلاص إذا بقي الوضع على ما هو عليه فنحن متجهون إلى الإنهيار الكامــل بدأت ملامحه بسياسة «الترقيع» وهي تؤكده الوقائع القائمة... ألا يحق لنا أن نفكر بمصلحة لبنان، زعماء لبنان يُصرّون على المحاصصة ويقدمون مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة ومصلحة الشعب.
هل لنا نافذة أمل خلاصية، وهل يمكن إنقاذ لبنان من واقعه الحالي؟ لا زال أملنا كبير بكم يا ربّي، وبالأوادم في لبنان.