بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2020 12:07ص هل يؤدّي التأزّم السّياسي إلى فوضى في الشّارع؟

حجم الخط
تتواصل الإتصالات الداخلية والخارجية بغية التوصل إلى صيغة ومخرج لتأليف الحكومة بعدما وصلت الأمور إلى حائط مسدود، وحيث تكشف معلومات، بأن الأوضاع السياسية الراهنة هي الأصعب بعدما تفاقمت الأوضاع ووصلت الأمور إلى مرحلة حرجة على الصعد السياسية والإقتصادية والمعيشية، وهذا ما حدا، وفق الأجواء والمعطيات الراهنة، إلى تحريك المبادرة الفرنسية من خلال الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، الذي لم يتوصل إلى أي إيجابيات خلال لقائه مع المسؤولين اللبنانيين، وثمة من يشير من خلال الأوساط الفرنسية بحسب مرجعية لبنانية، إلى أن المبادرة التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون باتت مترنّحة وتحتاج إلى إعادة نظر بالموقف الفرنسي لأجل إعادة إحيائها، ووفق آليات مغايرة عن السابق، بمعنى أن يكون هناك ضغط أكبر وأكثر على المسؤولين اللبنانيين، وهذا ما يمكن أن يحصل بالتواصل مع الإدارة الأميركية، وذلك ما تم البحث به مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته لباريس، وبالتالي، التواصل لا زال قائماً ومستمراً مع أكثر من عاصمة أوروبية وعربية لأجل التوصل في وقت قريب من أجل إنقاذ هذا البلد من أزماته، بحيث هناك مخاوف وقلق من أن تؤدي هذه الأزمات إلى فوضى عارمة في الشارع، وعلى هذه الخلفية توالت الإتصالات في الساعات الماضية بين بعض مستشاري الرئيس ماكرون والمسؤولين اللبنانيين، دون إخفاء أن هناك صعوبة بعدما عادت الخلافات بقوة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، وهذا ما ترك انعكاسات سلبية على خط التأليف من خلال المساجلات والخلافات التي أعادت ملف التأليف إلى المربع الأول ولم تفلح هذه الإتصالات الباريسية بحصول أي خطوة إيجابية حتى الآن، ولكن المساعي مستمرة على غير صعيد بغية تسجيل خرق في هذا الجدار المسدود.
ومن هذا المنطلق، تشير بعض المصادر المتابعة للحراك السياسي الداخلي، إلى أن الأمور بلغت مرحلة اليأس، ولكن في المقابل ثمة معلومات عن ضغوطات روحية بدأت تتحوّل إلى كرة ثلج، وتحديداً من خلال عظات البطريرك الماروني بشارة الراعي، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، وينقل بأن هناك توجّهات وأجواء عن رفع منسوب هذه العظات لحض المسؤولين على التوافق، وقد يكون هناك مواقف متشدّدة وحازمة أكثر في الأيام المقبلة لكل من البطريرك الراعي والمطران عودة، إضافة إلى التحرك في الشارع، وهذا ما سيؤدي إلى الضغط على المعنيين بملف التأليف، في حين أن المعطيات المتوفرة تؤكد بأن المسألة الخارجية باتت متداخلة على مسار تأليف الحكومة، وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من خلال التشدّد الأميركي على مشاركة «حزب الله» في الحكومة العتيدة، مما يعني أن المبادرة الفرنسية باتت تواجه مشكلات لبنانية وأخرى دولية، على الرغم من الإشارة الدائمة إلى أن واشنطن تدعم مبادرة الرئيس الفرنسي، ولكن ثمة تباين حول بعض النقاط، ولا سيما تشكيل حكومة يكون من ضمنها وزراء لـ«حزب الله»، الأمر الذي ترفضه رفضاً قاطعاً الولايات المتحدة الأميركية، لذا، هناك ترقّب للأيام المقبلة وما ستحمله من معطيات بشأن الحكومة الجديدة والوضع اللبناني بشكل عام.