بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 شباط 2023 12:00ص هل ينجح ضعاف النفوس في إسقاط اتحاد جمعيات العائلات البيروتية في متاهات أنانياتهم؟

حجم الخط
حدد يوم ٢٤ من شهر شباط الجاري ٢٠٢٣ موعد لانتخاب هيئة إدارية جديدة لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، ويأتي هذا الاستحقاق في ظروف دقيقة يعيشها لبنان عامة وبيروت الأبية الصابرة والصامدة بجميع عائلاتها الذين بمعظمهم يئنون من حالة الانهيار غير المسبوق في تاريخ بيروت المعاصر .
يأتي هذا الاستحقاق الانتخابي في لحظة تاريخية تشهد فيها الساحة الاسلامية عامة  والبيروتية خاصة،  حالة من التشظي المجتمعي يساهم في الامعان فيه تافهون انانيون لا يملكون سوى النميمة الرخيصة للتسويق لادوارهم، ويوزعون التهم جزافاً ، تطال من كرامات البعض ممن تحملوا مسؤوليات في الاتحاد يصح فيهم القول بديهية  من يعمل يخطئ ويصيب .
 ان اولى شروط التنافسية الشريفة تكمن في اعتماد نهج التعاضد وتوحيد المقاصد وتجاوز الانانيات الشخصية المناقضة للصالح البيروتي العام ولجوهر الخدمة العامة الهادفة الى تلبية حاجات العاصمة وابنائها الحيوية.
 ان الظروف الصعبة التي يمر بها ابناء بيروت توجب على المرشحين المتنافسين او المتوافقين، ان يؤكدوا على استقلالية قرار الاتحاد وعدم تبعيتهم لاي حالة فئوية تقسم الاجتماع البيروتي وان يتقدموا  برؤية تنموية اغاثية واقعية وعملية نحن بأمس الحاجة اليها، وخلاف ذلك ، فإن التباعد وتقدم الانا الشخصية الحادة ، ستزيد من تشظي الاجتماع البيروتي.
وعليه فإن المسار الجامع للانقاذ يجب ان يرتكز على الامور التالية :
١- رفض منطق وثقافة الحركات التصحيحية داخل الاتحاد التي تذكرنا  بالمفاعيل المدمرة للمجتمعات والبيئات التي فرضت عليها هذه الثقافة والتي تحمل في جوهرها بعداً الغائياً وحالة تسلط قمعية على الرأي الاخر، وعليه فإن الشورى والحوار والتنافس الديمقراطي الشريف الذي يحترم قيم واصالة مجتمعنا البيروتي على قاعدة ان حق الاختلاف وقبول الرأي الاخر ضمن الوحدة يجب ان يكون وحده الفيصل في تحمل المسؤولية في الاتحاد . 
٢- إن مقاربة جوهر الخدمة العامة فعلا وليس قولا، يكون عبر الالتفاف حول رؤية وبرامج ومشاريع تقارب وتعالج هواجس ابناء بيروت على كافة الصعد، صحياً، خدماتياً، تنموياً، تربوياً وبيئياً.
٣- من اجل التفرغ التام لمهام الاتحاد وكي لا يكون هناك استغلال للمواقع في الهيئةالادارية ، رئيسا واعضاء ، وتفادياً للالتباسات التي رافقت الانتخابات النيابية ، يجب ان تكون انتخابات الاتحاد القادمة  مناسبة  ودعوة لمن ستؤول اليهم مسؤولية المهام الادارية للاتحاد رئيسا وأعضاء ان يعلنوا وينشروا مسبقاً قبل حصول الانتخابات تعهدهم الخطي بعدم ترشحهم  لاي موقع رسمي ،  نيابي كان او بلدي طالما كانوا في سدة مسؤولية الاتحاد.
٤- على الاتحاد ان يلعب دوره كناظم   للاجتماع البيروتي عبر السعي الى ضم العدد الأكبر من عائلاته وان يكون الموجه والمراقب والمحاسب للعملية التنموية في العاصمة عبر أخذ المبادرة العملية للاطلاع المسبق على كافة المشاريع التنموية وجدواها التي تتقدم بها الحكومة أوبلدية بيروت وفق الاولويات التي تحتاجها العاصمة والتي يجب ان تكون من اهم أولويات الاتحاد نظراً لقوة التأثير الشعبي الإيجابي المباشر عليهما وحقه في المحاسبة الشعبية البناءة، وكذلك دوره في التقدم بمشاريع تحاكي حاجات الاجتماع البيروتي،
٥- انها مرحلة تاريخية دقيقة في حياة بيروت وابنائها تدعو لان يكون الحافز الوحيد للمرشحين لعضوية الهيئة الادارية ورئاستها هو التكليف وليس التشريف خاصة لمن تتوفر فيهم شروط الرؤية والمتابعة والاندفاع للعمل كفريق متجانس سعياً للحد من الصعوبات الحياتية للبيارته ولجم انزلاقها الى الأسوأ.
٦- ان ما يتمناه كل مخلص صادق هو تجنب التفرقة داخل الاجتماع البيروتي الذي لا تنقصه الانقسامات المعروفة والذي يسعى اليها جهلاً ضعاف النفوس من الذين يشخصنون الاختلاف بالرأي ويحولونه خلافاً في غير مكانه وزمانه ، استغلالا منهم لخوض حملتهم الانتخابية داخل الاتحاد الامر الذي يسقط عنهم صفة القيادة القادرة على لم الشمل المطلوب حاضراً ، و هذا السلوك والداء الذي يفقد الثقة  بمستقبل واهداف الاتحاد والتقزيم من دوره المرتجى وإدخاله زوراً في صراعات زواريب بيروت وما أكثرها في بيروت  في أيامنا هذه، 
٧- ستبقى بيروت عصية على الانهزام او الاستسلام لقدرها البائس اليوم وهي العاصمة التي صنعت تاريخها المجيد ستبقى كطائر الفينيق منبعثاً من الرماد ومحلقاً في رحاب محيطنا العربي أبداً ،
وعليه فإن ما تمت الإشارة اليه لا يعدو كونه توجهات وملاحظات لا تستهدف اي شخص بعينه من الطامحين لعضوية الهيئة الادارية للاتحاد  العتيدة !!

رئيس جمعية بني الخياط الاجتماعية