بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تموز 2022 12:00ص هنية ونصر الله: لرفع مستوى التعاون والتنسيق

عين "حماس" على زيارة بايدن للمنطقة

حجم الخط

جاءت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية للبنان بعد أشهر قليلة على الزيارة التي قام بها رئيس إقليم الخارج في الحركة والرئيس السابق لمكتبها السياسي خالد مشعل، وتعلقت الزيارتان خاصة بالوضع الفلسطيني في لبنان، بينما تتصل جولة هنية، إضافة الى ذلك، بالوضع الفلسطيني ربطا بالتطورات الدقيقة في المنطقة.

يصف مصدر في الحركة الزيارة بالناجحة بكل المقاييس وهي شملت لبنان الرسمي والأمني وطبعا جلسة طويلة مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في موازاة اللقاءات الشعبية التي كانت المحطة الصيداوية المهرجانية أبرزها، حيث أطلق هنية موقفه المثير الذي تصفه أوساط الحركة بالاستراتيجي "حول القضية الفلسطينية والصراع مع العدو والعلاقة مع لبنان وكذلك اللاجئين".

تلقى هنية والوفد المرافق دعما لبنانيا كبيرا نتيجة الارتياح اللبناني الرسمي لمسعى "حماس" في "حماية استقرار لبنان ووقوف الحركة الى جانبه في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وخصوصا الأطماع في نفط لبنان وغازه في البحر".

وثمّنت الحركة، في المقابل، الموقف الرسمي لا سيما الذي أطلقه رئيس الجمهورية ميشال عون "الداعم للمقاومة والداعي إلى عدم وسمها بالإرهاب" وهو موقف مهم لاقى انتقادات من البعض.

هاجس "الأونروا"

على أن الموضوع الذي يؤرق الحركة وشكل دفعاً هاماً لحصول الزيارة، فقد تمثل في الخشية الدائمة لدى "حماس" والفصائل كافة من تصفية قضية اللاجئين في الدول العربية ومنها طبعا لبنان.

وكثُر الحديث في الآونة الاخيرة، من دون كلام أممي رسمي، عن تخفيف ميزانية "الأونروا" وإنهائها وتحويل ميزانياتها الى الدول العربية المضيفة ومنظمات دولية أخرى، ما تُعده الحركة تمهيدا لشطب حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين.

وثمة خشية من مواءمة لبنانية لذلك، ويشير البعض الى تصريحات لبنانية في هذا الخصوص مثل ذلك الخاص بالبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يطالب بإعادة نشر الفلسطينيين في الدول العربية.

وبالنسبة إلى الحركة فهي ترفض كل مشروع للتوطين وإعادة توطين أي التهجير، ما دفع هنية الى التأكيد على رفض التوطين والوطن البديل والتمسك بحق العودة، وفي الوقت نفسه رفض تهجير الفلسطينيين من لبنان الى دول اخرى غير فلسطين، مع طلب دعم لبنان لهذا الحق ورفض أن تشطب "الأونروا" أو تحويل صلاحياتها الى جهات أخرى.

وجهد هنية لإيصال رسالة تطمينية إلى اللاجئين أنفسهم لناحية موقف "حماس" التي لا تكتفي بدورها بالتطمينات التي تتلقاها وتخشى أن تكون فقط بالونات اختبار طرحها المفوض العام للمؤسسة الدولية، فيليب لازاريني، قبل أشهر من نهاية صلاحيات "الأونروا" في تشرين الثاني المقبل، وسط خشية من عدم التجديد لها.

هنا تحضر مخاوف لدى "حماس" من "نية أميركية لمشروع فتنة بين الفلسطينيين ولبنان وهو فخ يجب أن يتنبه له الجانبان، عبر اتفاقية الاطار بين الولايات المتحدة و"الأونروا" التي تسمح بتدخل كبير من قبل واشنطن في عمل الوكالة الدولية وتحويل المشكلة من عربية اسرائيلية الى مشكلة فلسطينية عربية، علما بأن الادارة الاميركية ترفض توظيف أي فلسطيني له انتماء سياسي في الوكالة..".

في كل الأحوال تدعو الحركة الى العمل مع الدول العربية المضيفة لدعم الوكالة والتمسك بها، وقد سمع هنية كلاما لبنانيا داعما للقضية الفلسطينية ولقضية القدس ولحق العودة، مؤكدا في المقابل أن فصائل منظمة التحرير والتحالف الفلسطيني تحتفظ بموقف موحد تجاه الوكالة التي تعتبر شاهدة على قضية اللاجئين وهي مكلفة من الجمعية العام للأمم المتحدة منذ العام 1949 بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم الى ديارهم. وبالتالي فإن هذه العودة فقط هي التي تلغي الوكالة.

في الخلاصة تثمن الحركة لقاءاتها اللبنانية ومنها لقاء الساعات الخمس مع نصر الله، حيث اتفق الجانبان على رفع مستوى التعاون والتنسيق بين المقاومتين الفلسطينية واللبنانية في ظل وضع دقيق في المنطقة.

وسمع مسؤولو "حماس" كلاما تطمينياً بأن "مقاومة لبنان تقف وراء الموقف اللبناني الرسمي ولن تسمح للاحتلال بأن يعتدي على ثروات لبنان ولن تسمح له بالتنقيب وفق القرار الرسمي".

معركة استراتيجية؟

وإذا كان من المعروف عن هنية خطابيته في المواقف الجماهيرية، فإن إجهاره بأن العودة قريبة كان تدليلاً على ان المقاومة في غزة تتجهز لمعركة استراتيجية مع الاحتلال تؤدي بأبناء الشعب الفلسطيني في لبنان الى أن يتجهزوا للعودة.

بذلك ترى الحركة بأن أية معركة لن تقتصر على قطاع غزة، حيث القوة الرئيسية لـ"حماس"، وإذا كان هنية قد ذكر غزة فكونه القائد لـ"حماس" ولرمزية قوتها الكبرى في غزة وفلسطين. مع اعتبار ان معركة "سيف القدس" كانت البداية في المعركة الاستراتيجية التي تتعلق بالمحور كله، "فالعدو عاجز عن مواجهة جبهات متعددة، إذ أنه أمام مقاومة غزة تم اغلاق كل مطاراته ومؤسساته وجامعاته وفنادقه وتعطلت الملاحة الجوية، حتى أن المقاومة تمكنت من قصف مطار رامون الذي يبعد عن غزة 230 كيلومترا جنوبي منطقة النقب (أقاصي الاراضي المحتلة جنوبا) ما يعني أن الصواريخ قد تطال كل جزء في فلسطين في معركة مقبلة".

من هنا يأتي التقدير بأن معركة التحرير باتت قريبة وبأن العودة بالتالي باتت قريبة.

على أن الحركة تترقب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في 14 الشهر المقبل، وسط الكلام عن "ناتو" شرق أوسطي ضد إيران ومحورها ما تصنفه الحركة بمؤشر سلبي سيكون إما مقدمة لحرب أو مقدمة لتسوية مع طهران اذا كان الأميركي يريد مفاوضة الإيراني في قطر.

ويشير هذا التحليل إلى أن الرئيس الأميركي في الوقت نفسه، قد يريد تجميع الحلفاء ليفاوض الإيرانيين من موقع القوة، أو أنه ربما يريد طمأنة هؤلاء الخائفين من التفاهم الإيراني الأميركي كما طمأنة الحكومة الإسرائيلية بأن أي تفاهم مع إيران لن يكون على حسابها.