بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آب 2021 12:02ص وصل أم لم يصل... نفط إيران يفك الحصار الأميركي

رغبة عون وبراغماتية ميقاتي تُسهّلان التشكيل ماذا عن الآخرين؟

حجم الخط
لا شك ان البلاد والعباد في حالة فوضى لم يسبق لها مثيل في تاريخ لبنان الحديث، وربما منذ الحرب العالمية الاولى. فالسلطات الرسمية السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية تتخبط في وحول ادائها السيء منذ اكثر من سنة، والناس تعاني من كل شيء ودخلت بين بعضها في حالة صراع من اجل تأمين مستلزمات معيشتها اليومية ولو اضطر بعضهم الى مخالفة القانون او استخدام العنف واحيانا ارتكاب جريمة لأتفه سبب. ولذلك لم يبقَ حلّ اومخرج مؤقت من هذه الازمات سوى تشكيل الحكومة بأقصى سرعة لتنفيس اجواء الاحتقان السياسي والتوتر الطائفي والمذهبي والهمّ المعيشي ولو بحدود دنيا.

يقتنع الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي انهما لم يعودا يملكان ترف تضييع الوقت، لا سيما وان الازمة باتت اكبر منهما ومن اي سلطة سياسية اوحكومة، لذلك تقاطعت رغبة الرئيس عون مع براغماتية الرئيس ميقاتي في تدوير زوايا الخلافات حتى تم حصرها في نقاط قليلة، ما لم تتدخل قوة سياسية اخرى تنسف التفاهمات المنجزة وتعرقل التفاهمات المرتقبة على النقاط العالقة. واذا كانت القوى السياسية متعففة عن الحصص الوزارية كما تقول فالمفروض ان لا تفرض شروطاً  إضافية على الرئيسين كما حصل في الاسبوع الاخير، من تغيير المطالب في الحقائب والاسماء ما اضطر الرئيسين الى تبديل الصيغة الحكومية اكثر من مرة نتيجة تغيير طوائف الحقائب والوزراء.

ومن هنا بدأت اوساط ميقاتي تصوّب على التيار الوطني الحر مباشرة بتهمة بث معلومات خاطئة عن مسار تشكيل الحكومة، وقالت: ان»اوركسترا العهد» لا تنفك  تعمل بكل الوسائل على تخريب العلاقة بين الرئيسين عون وميقاتي وافشال مساعي تشكيل الحكومة بكل الوسائل والاساليب. وفي هذا السياق، وبخبث موصوف ومكر لم يعد خافيا على احد، سرّبت مصادر التيار الوطني الحرمعلومات مغلوطة عن المداولات الحكومية  سعيا لرمي مسؤولية التعطيل على الرئيس المكلف. كأن هناك اوركسترا خارج ميقاتي وعون تريد افشال مسار الحكومة، وتضييق الخناق على العهد وعلى لبنان.

بالمقابل، ثمة من يرى ان هناك قوى اخرى تعرقل بشروطها ومطالبها كتيار «المردة» برغم انه صامت ولا يعلّق على ما يجري ولا على اتهامه بالتعطيل. وانه لوكان الثلث المعطل او الضامن قائماً في اساس العرقلة كما يروّج البعض، لما كان الرئيس ميقاتي اكمل مهمته، فهذا الثلث يمكن ان يُشكّله اي تحالف بين ثلاث قوى داخل الحكومة فيفرطها ساعة يريد، عدا عن ان مصير الحكومة معلّق بشكل اساس بيد رئيسها، يقوم بتفعيلها ساعة يريد او تخفيف اندفاعتها او فرطها «بشحطة قلم» في كتاب استقالة من سطرين.

 قد لا تقوم الحكومة الميقاتية بمعجزات سريعة، فميقاتها محدود الى حين موعدالانتخابات النيابية، ومهامها الاولية معروفة،لاسيما توفير الكهرباء والمحروقات، اللذين باتا من اهم عناصر التوتر في البلد، لذلك دخلت محاولات توفيرهما من اكثرمن طرف، مرة عبر الحكومة من خلال الاتفاق مع الحكومة العراقية، ومرة من خلال النفط الايراني الذي طلبه السيد حسن نصر الله، ومرة من خلال «تجاوز» اميركا قانونها الشهير «قيصر» واستثناء لبنان من العقوبات على استجرار الكهرباء والغاز من الاردن ومصر لزيادة انتاج الكهرباء.

لا شك ان هذا السباق يريح لبنان ولو تأخر تنفيذه، فالإدارة الاميركية «الصديقة» فكت الحصار عن لبنان جزئياً بعد الاستعانة «بالصديق الآخر الايراني» سواء وصلت شحناته أم لم تصل، وبهذا المعنى فإن لبنان ليس متروكاً بشكل نهائي وهناك وسائط ووسائل كثيرة لترييح الوضع يمكن اللجوء اليها من خلال الاشقاء العرب والاصدقاء الغربيين والشرقيين، لكن المهم اتخاذا القرار بالاستعانة بأي صديق. فكما اسهم قرار استقدام النفط من ايران في فك الحصار الاميركي الجزئي عن لبنان، بإمكان اي دولة شقيقة او صديقة تقديم ما امكن لمنع ارتهان لبنان لمشيئة هذه الدولة او تلك.  المهم ان يأتي الدعم سريعاً لأن دون وصول النفط الايراني والكهرباء والغاز الاميركيين وتوزيعهم مهلة طويلة قد يختنق لبنان خلالها بشكل قاتل. فهل من مغيث؟