بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آب 2021 07:04ص يا بيروت قومي من جديد

حجم الخط
يا بيروت يا سيدة العواصم. الأسبوع الأول على جريمة هذا القرن قد مرّ، وما زال نواطير الذلّ والهوان والاستتباع ماضين في غيّهم وجبروتهم. وأنت يا بيروت ومعك الوطن واللبنانيون جميعا في انتظار الذكرى المئوية لقيام دولة لبنان الكبير، فأطاحوا بالذكرى قبل حلولها، وزرعوا الخراب والدمار، وألبسوا البلاد والعباد السواد الحالك الذي يشبه قلوبهم وعقولهم المريضة.

يا بيروت وشعبك اللبناني البطل، الصابر بأعلى درجات الصبر، والصامد بأعلى درجات الصمود. يا بيروت المرابطة على امتداد تاريخك تردّين الغزاة بسيف الحق والحقيقة، والناشرة للحرف إلى البشرية مقروناً بالعلم والثقافة والقانون، لن تمنعك قوةٌ مهما كانت غاشمة على الوقوف على قدميك، ورفع رأسك عالياً.

يا بيروت الحبيبة، يا معشوقة كل أديب وشاعر وفيلسوف وصحفي وكل معلّم ومتعلم، وأغنية كل مطرب ومطربة، وقيثارة كل فنان وفنانة، وريشة كل الرسامين، الانفجار الكارثي الذي دوّى فوق أرضك غروب يوم 4 آب الحالي وتحت سمائك وبين أهلك وأبنائك، أعاد للعالم ذكرى جريمة التفجير النووي ضد شعب اليابان في مدينتي هيروشيما ونجازاكي إبّان الحرب العالمية الثانية، التي لم يحاسب عليها العالم حتى الآن من ألقى تلك القنابل من الوحوش الكاسرة. لكنك يا بيروت وإلى جانبك أحرار العالم سوف تحاسبين وتعاقبين القتلة المجرمين سواء أكانوا فاعلين أو مشاركين أو محرّضين أو مسهّلين في الاهمال القاتل أو بالعمالة والعدوان المتعمّد.

يا بيروت الحبيبة اكتشفنا معك وبك أن لا دولة عندنا ولا رؤساء ولا وزراء ولا مجالس ولا نواب إلا ما ندر، وأن ما عندنا هم عصابات وقطاع طرق ووكلاء لدول وأمم أخرى.

يا بيروت المفجوعة سوف تقومين من جديد بإذن الله وبسواعد أبنائك الأوفياء، من رحم المصائب والأهوال ومن رحم الاحتراق والآلام. فالآلام العظيمة يا سيدة العواصم تصنع الشعوب العظيمة. وأنت يا بيروت العظيمة ستبقين وطنية الولاء، عربية الهوية، إنسانية عالمية منفتحة العقل والقلب. فيا زهرة الوطن وياسمينه وورده الأحمر القاني كدماء أبنائك، والأبيض كقلبك الصافي، لك المجدُ والسلام من قلوب كل من أحبّك ومن شمّ ترابك وتنفّس هواءك. يا زهرة الشرق الجميلة يا بيروت ويا حديقته العطرة هيا قومي من جديد لأجلك ولأجلنا ولأجل العرب جميعاً.

مع مرور العام - السنة على جريمة.. ونكبة.. ومأساة وزلزال التفجير الوحشي والمجرم والذي ما زالوا يتكتمون عليه وهم والله معروفون ويعرفون لمن هذه المواد ومن جاء بها ومن أفرغها بالعنابر بالمرفأ ومن أخرج منها تماما كما فعلوا يوم الجريمة الكبرى باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبله العشرات ولم يكشف عن أي جريمة من هذه الجرائم يستهبلون الشعب وظنوا انهم قادرون على الخداع والتضليل. يا أيها اللبنانيون لقد أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض. شو قيمة هالطبقة السياسية والأمنية وكل المسؤولين الذين لم يكشفوا هذه الجرائم إذا قاعدين تعملوا كلكم عارفون. بهذه الجريمة ورغم مرور سنة عليها أعيد توزيع مقالتي التي كتبتها بعد التفجير بأيام بعنوان: يا بيروت قومي من جديد.