بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الأول 2022 12:00ص يا صاحب السماحة: ماذا جاء يفعل العونيّون في دار الطهارة في اليوم التالي؟

حجم الخط
يا صاحب السماحة، هذا الذي حصل هو تغيير في المفاهيم! صاحب السماحة، أنتم تحملون مسؤولية وطنية كبرى، وأنتم بوطنيتكم وبأخلاقكم وثقافتكم دائماً أهلٌ لها! ولكنكم ارتكبتم خطأً كبيراً، حدث غير ما كان يجب أن يحدث!
الذين جاؤوا في اليوم الأول، جاؤوا مستقطبين هموم الناس وانفعالاتهم، الذين جاؤوا في اليوم التالي، جاؤوا لتمثيل مسرحية لإسماعيل ياسين وبشارة واكيم، ليست هناك تجربة صغيرة وتجربة كبيرة، هناك التجربة الوطنية التاريخية، الى هذا كنا نتطلّع. ولم يكن هناك مكان للعونيين في التجربة الوطنية التاريخية التي أخذتم مسؤوليتها على خير ما يرام.
المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وعمر بن الخطاب هما من كان ينخر في عظامهما جرثومة الشجاعة والإصلاح، وإبليس وجبران باسيل برشانة يبلعانها قبل نومهما، برشانة التآمر والتخريب.
يا صاحب السماحة، صاروا على مترين من أبوابنا «ونحن راجعون»، ناموا على فراشنا «ونحن راجعون»، وكل ما نملك أن نقول: إنّا للّه لراجعون، وحالنا والحمد للّه على أحسن ما يكون، سياسيونا على رصيف الوطن عاطلون، من مطبخ السلطان يأكلون وبسيفه الطويل يضربون، سياسيونا ما مارسوا التفكير من قرون، لم يقتلوا، لم يصلبوا، لم يقفوا على حدود الموت والجنون، الممانعون والتغييريون يحيون في إجازة وخارج التاريخ يسكنون.
حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ، ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ مِمسَحَةً والفكرُ كالحذاء، حينَ تصيرُ نسمةُ الهواء تأتي بمرسومٍ من السلطان فخامة الرئيس العماد، وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها تأتي بمرسومٍ من الصهر الكريم وقطرةُ الماءِ التي نشربُها تأتي بمرسومٍ من الحزب العوني، والعتمة منتشرة في كل مكان وهم يمنِّنوننا على هذه النعمة التي أنعموها علينا. حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها ماشيةً تعلفُ في زريبةِ حزب الله، يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ وتُجهَضُ النساء، وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا مشنقةً سوداء، هذه هي حالة لبنان.
متى سيرحلون؟ المسرحُ انهارَ على رؤوسهم، متى سيرحلون؟ والناسُ في القاعةِ يشتمون، يبصقون، لبنان دجاجةً من بيضِها الثمينِ أكلوا، جعلوا فلسطين قميصَ عثمانَ الذي بهِ يُتاجِرون وجعلوا الله حزباً.
على يديهم أصبحت حدودُنا من وَرَقٍ، على يديهم أصبحتْ بلادُنا إمرأةً مباحةً، هل تُشكَرون؟ فكلّ حربٍ بعدها، ونحن طيبون، أخبارنا جيدة وحالنا والحمد للّه على أحسن ما يكون، جمر النراجيل، على أحسن ما يكون، وطاولات الزهر، ما زالت على أحسن ما يكون، والقمر المزروع في سمائنا، مدور الوجه على أحسن ما يكون.
حينَ يصيرُ الفكر في مدينةٍ حشيشةً يمنعُها القانون، ويصبحُ العقل ببغائهم كالبغاءِ، واللّواطِ، والأفيونْ جريمةً يطالُها القانون، حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ ضفادعاً مفقوءةَ العيون، فلا يثورونَ ولا يشكونْ ولا يغنّونَ ولا يبكونْ ولا يموتونَ ولا يحيون، تحترقُ الغاباتُ، والأطفالُ، والأزهار، تحترقُ الثمار ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه أذلَّ من صرصار، هذا لبنانهم، هذا لبنان الذي صنعوه والذي استقبلتموه في دار الطهارة في اليوم التالي.
حينَ يصيرُ العدلُ في لبنان سفينةً يركبُها قُرصانْ، ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه محاصَراً بالخوفِ والأحزان والعتمة هي الميزان، حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ أُقفلت فيها المستشفيات، يسقطُ كلُّ شيء، الشمسُ، والنجومُ، والجبالُ، والوديانْ والليلُ، والنهارُ، والبحارُ، والشطآنْ، والإنسانْ، الله الذي جعلوا هم منه حزباً، إلاّ حزب الله الذي لا علاقة له بإله الحب والعمران والطهارة. من أَمَرَ البطولة والنزاهة والطهارة ان تخرج من البلد؟
يا صاحب السماحة، قليل من الصبر وكثير من السماحة.
أريد أن أصرخ: هل أنت عيّنت وزير المال؟ وزير العدل؟ رئيس الوزراء؟ إذن، لماذا انفجر الفقر؟ لماذا انفجر الصبر؟ لماذا ساءت الأحوال؟ وأصبح الصحن الرئيسي هو الزبالة، وأصبح العصفور في بلادنا، لا يجد النخالة، فهل غلاء الخبز، شأنٌ من شؤون الله؟؟ يا حزب الله؟
من الذي ولّى جبران باسيل في الدنيا على أمورنا؟ نحن لم ننتخبه! يقول لنا دائماً أننا سُذّج وجَهَلة وهو صهر السلطان صاحب الفخامة.
يوم السبت في 24 أيلول تجمعون النواب المسلمين السُّنَّة في اجتماع وطني لأن مشكلة المعارضة ومشكلة الباحثين عن باب للخروج من الجحيم الذي أودت بنا إليه عصابة يرأسها جبران باسيل! يجتمع النواب المسلمون وفيهم اتجاهات عديدة، يجتمعون ويصدرون بياناً أقل من مستوى خطابكم ولكنه مقبول. والحمد للّه أن التغييريين الذين خرجوا من حديقة الأطفال لم يشاركوا في الإجتماع الوطني العظيم لأنهم كل يوم يمر يُثبتون أكثر فأكثر انهم سُذَّج وأطفال في السياسة.
ثم تأتي المفاجأة أو الصاعقة في اليوم التالي: تفتحون أبواب دار الإفتاء الى زعيم الفتنة جبران باسيل وأنصاره، وجبران باسيل لجأ الى طريقة لا أخلاقية إذ هو الفاسد أصبح يهاجم الفاسدين؟
وهو الذي خرب البلد، يهاجم الذين خربوا البلد! ينتقد ويهاجم الذين خربوا الكهرباء ويأخذ الناس على أنهم سُذَّج أغبياء! من الكهرباء الى المدارس الى القضاء الى المستشفيات الى البنزين الى.. الى... هو الفاسد يهاجم الفاسدين، وهو سبب كل المصائب التي حلّت بلبنان يتهم الآخرين الشرفاء الذين أدانوه وفضحوا فساده!
كيف تفتحون أبواب دار الإفتاء أمام الفساد والإفساد؟ في اليوم الأول كنتم في خطابكم وفي الدعوة وفي البيان بطلاً وطنياً رفعنا بكم رؤوسنا! كان دار الإفتاء دار الطهارة، جمعتم الوطنيين لتنسقوا طريقة الخروج من الجحيم. في اليوم التالي تُدخلون الدعارة الى دار الطهارة! وتفتحون منبر دار الإفتاء للفساد ولعكس الاجتماع الذي عُقد قبل يوم ولعكس الكلمة التي أُلقيت قبل يوم؟
ماذا جرى؟..
دار الإفتاء ليست أبوابها مشرّعة لكل رأي ولكل مناورة ولكل من يدق الباب! وإلا أصبحت كالندوة اللبنانية والنادي العربي الاجتماعي لمناقشة الآراء! دار الإفتاء صَرْح وطني أبوابه يدخلها الوطنيون الشرفاء ليحملوا راية العزّة والكرامة، وحدهم هؤلاء يجوز لهم أن يدخلوا دار الإفتاء!
الذين يحملون لبنان في قلوبهم، الشرفاء، الذين تَطَهَّروا قبل دخول الدار.
الأشقياء والمفسدون أبواب دار الإفتاء مقفلة أمامهم! ليبقى لها دورها الوطني الذي تؤديه في إنقاذ البلد، تجمع الصالحين والطاهرين وتوحّد بينهم وتلقي كلاماً من الذهب الوطني، كالأزهر، كالفاتيكان، دُور الطهارة لا يطأ أرضها الفاسدون!
أنتم مُطالبون من المسلمين باعتذار ومطالبون ببيان إدانة الى الفاسقين الفاسدين!
المستشارون حولكم ربما كانوا وراء هذه الخطيئة، يجب الإستغناء عن خدماتهم، هذا ما حصل مع سعد الحريري، المستشارون كانوا هم الذين يقررون!
في هذا الظرف الخطير الذي يمرّ به لبنان لم يعد التغاضي عن الأخطاء مغتفراً، ما حدث وَلْدَنَة، وتقزيم لدور وعظَمَة دار الإفتاء.
نحن بالإنتظار، والمعارضة لها أنياب، لنا شعب ليس ساذجاً الى الحد الذي صوّره لكم مستشاروكم، نحن بانتظار الإعتذار والتوضيح، وإلا فلكل حادث حديث.
هم يرقصون دون سيقان، كما فعلوا في دار الطهارة. ويخطبون دون أسنان كما سمعناهم يقولون! إذ ذاك، يأتي الحديث، كم هم قبيحون، جبناء الذين باعوا بيروت.
أَنَبكي كما تبكي النساء؟
آه يا لبنان، يا صاحب القلب الذهبي، سامحهم! إذا فتحوا دار الطهارة في اليوم التالي للمخربين! الذين جعلوا بيروت وقوداً وحطب.
كيف تركتهم يا صاحب السماحة يتسللون؟