بيروت - لبنان

2 شباط 2018 03:13م "الطائفة" أقوى من لبنان

حجم الخط

قتلنا بعضنا على الهوية باسم الإسلام والمسيحية، قتلنا بعضنا من أجل الزعامات السياسية، قتلنا وشتمنا وخونَّا وهجَّرنا بعضنا من أجل بناء الدولة لأكثر من أربعين عامًا، وحتى الساعة "الدولة" مختطفة. وبلمح البصر، خيم شبح الحرب الأهلية على البلاد والعباد في الأيام القليلة الماضية، وتحولت الطرقات الواقعية والإفتراضية إلى "طائفتي" أقوى من "طائفتك" و "زعيمي" أقوى من "زعيمك"، وعادت مفردات الحرب الأهلية "الشرقية" و "الغربية" إلى الواجهة، وكل هذا سببه الكيدية السياسية.

الصُلحة تمَّت وألف مبروك، وهذا يؤكد على أن الإشتباك هو فقط سياسي، مُسيَّس طائفيًا ومذهبيًا من أجل الفوز بالشارع الذي تمَّ ويتم تربيته على يد "راعي الطائفة" منذ نعومة أظافره وصولًا إلى كسب الوظيفة، سواء كانت سنية أم شيعية أو درزية، وسواء كانت مارونية أم أورثوذكسية أو غيرها من الطوائف والمذاهب.

من خلال هذا المشهد يريدون بناء الدولة ومحاربة الفساد، والعبور إلى الدولة المدنية!!! كيف نبني دولة ونحن نستقوي على بعضنا؟ كيف نؤمن بلبنان إذا كانت طائفتك مصدر عيشك ورزقك؟ كيف نصمد في بلد وملف النفايات فيه يُعد ملفًا سياسيًا وليس بيئيًا؟ كيف نؤمن بالنفط والمياه أصبحت شحيحة؟ كيف نواجه الفتن والإعلام اللبناني يؤججها وأصبح في المرتبة الأخيرة عربيًا؟ كيف نؤمن بالتغيير والشباب أصبح خارج حدود الـ 10452 كلم2؟

لا لراعي الطائفة، ونعم للبنان الراعي الأول والأخير لجميع الطوائف والمذاهب والمؤسسات الرسمية والخاصة، حيث المواطنة هي كرامة الوطن، والسبيل الوحيد لبناء الدولة. وإلى حين العبور إلى الدولة علينا أن نشدّ أحزمتنا بين الحين والآخر كي لا نصطدم بـ "الطائفة".