نظرية صراع الحضارات لصامويل هانتغتون سقطت، ونظرية لقاء وحوار الحضارات انتصرت على أرض المملكة العربية السعودية، وكان الإعلام العالمي شاهداً على ذلك. بعيداً عن السياسة، كانت قمة الرياض قمةً لملتقى الحضارات والثقافات والأديان ما يجعلها حقاً تاريخية.
ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وابنته إيفانكا وصلتا إلى أرض المملكة بلباس يُحاكي الغرب والشرق ما أعطى قيمة وعكس صورة راقية ومحبّبة عنهما. احترمتا البلد المضيف فكان المشهد أكثر حضارة. وما أجمل وما أنبل احترام ما يؤمن به الآخر.
شارك الرئيس الأميركي رقصة «العرضة» السعودية الشهيرة بالرقص بالسيوف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على أنغام الدفوف. وكانت محطة عالمية ثقافية شاهدها الملايين حيث تعرّفت الثقافة الأميركية عن كثب على الثقافة السعودية ومارست عاداتها وتقاليدها بمحبة وانسجام.
صحيفة «التايمز» نشرت تقريراً لمراسلها ريتشارد سبنسر تقول فيه: إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف السعودية بالبلد الرائع…
ويضيف التقرير بأنّه رغم أن ترامب يواصل سياساته لحظر المسلمين من دخول أميركا، إلا أنّه أشاد بالإسلام، وذكر مستمعيه بأنّ نسبة 95% من الضحايا هم مسلمون. هذا التقرير الذي يخاطب الغرب بالدرجة الأولى يؤكد أنّ الإرهاب ليس إسلامياً بل سياسي بإمتياز.
أما البيان الرسمي لدولة الإمارات في القمة العربية الإسلامية الأميركية اعتبر أنّ هذه القمة الرائدة «تبشّر بأنّنا أمام حقبة استثنائية نحو حوار حقيقي بين الحضارات، وتفاعل صادق بين الثقافات، ورؤية جادّة لعالم يسوده السلام، وينعم بالأمن والأمان، ويحظى بالاستقرار والإنماء، لنا جميعا بلا استثناء».
فأين التطرّف العنيف بحجّة الدين من حوار الحضارات والثقافات والأديان الذي تتأهّب لإنقاذه المؤسّسات الإسلامية الكبرى مثل رابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين ومنتدى تعزيز السلم في المجتمع وآخرهم افتتاح مركز «اعتدال» لمكافحة التطرّف بالرياض؟
الصراع السياسي هو الواقع وليس صراع الحضارات.