بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2019 02:52م طرابلس تعلن ثورة "الأمن الاجتماعي"

حجم الخط
ساعة الحقيقة دقت بعد انتهاء الانتخابات الفرعية في طرابلس بسقوط مدوي للطبقة السياسية الحاكمة في منطقة الشمال برمتها. لا كلام بعد مقاطعة   ٨٨ في المئة من الناخبين لتحالف سياسي عريض لمَّ شمل الأفرقاء السياسيين من أجل مقعد لا من أجل مدينة، لا كلام بعد الضياع الذي يضرب النفوس والصدور وتحديداً عند فئة الشباب الذي شاخ باطلاً عن العمل، وهرم على أبواب "زعماء" طرابلس من أجل "فتات" اليوم.

كفى، كفى، كفى، ما حصل بالأمس يتطلب استقالة نواب طرابلس ووزرائها وهم الأغنى مالاً وسلطةً فوق قبور الفقر الأكبر على مساحة الوطن. لم نفهم الاحتفال الذي حصل بعد النصر المُبين في شوارع طرابلس التي نخرها الإهمال والنفايات، لم نفهم الفرحة والاحتفال بوجود مأتم دائم عناوينه كثيرة ولكن أبرزه وأهمه "رغيف الخبز"، ألم تشاهدوا ذلك الناخب الذي اقترع من أجل تأمين قارورة غاز لبيته؟!

نسأل حكام طرابلس أن يعتذروا للناس، من المعيب أن تخاطبوا الناس على أنهم "بلوكات انتخابية"، للناس كرامات فاحترموها، والاعتذار فضيلة!

نسأل حكام طرابلس من نواب ووزراء التنازل عن رواتبهم لصالح الناس، وإنشاء "بيت المال" كصندوق وطني يعود ريعه للمواطنين الأشد عوزاً وحاجة - وللأسف هم كثر - بدلاً من الوقوف بمذلة على أبوابكم. لا نعتقد أن هذه الخطوة تتطلب حواراً وطنياً حولها بل إرادة وإدارة صادقة تعيد الثقة بكم كمرحلة أولى.

٨٨ في المئة لا يؤمنون بكم وبوعودكم وكلامكم بعد عقود من الثقة، وأنتم أنتم لم تتغيروا. واليوم حان وقت المحاسبة، و"الفرعية" من قلب العاصمة الثانية أطلقت عنانها، والحديث عن ثورة الأمن الاجتماعي في البيوتات الفقيرة اندلعت، فهل وصلتكم الرسالة؟

لا نريد القول إن الأوان قد فات لأن العودة عن الخطأ فضيلة ومشاريع صغيرة تحفظ ماء الوجه، وتحالفكم على الكرسي يجب أن ينسحب على المشاريع الإنمائية المستدامة لتأمين ضرورات العيش الكريم بكرامة، ومن هنا يبدأ مشوار الألف ميل نحو بناء الثقة والدولة.