أطلق فخامة رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، نداء دعا فيه اللبنانيين إلى مساعدة الدولة في مكافحة الفساد لأن لا امكانية في إنجاز إصلاح في مجتمع لا يتعاون شعبه مع دولته في مواجهة الفساد فيه.
نعم فخامة الرئيس معه حق!
عندما يقبل بعض الشعب اللبناني أو أكثر بـ "الاستزلام" والتصفيق لنائب أو وزير أو رئيس مهما قال وفعل، يكون معه حق..
عندما يخدم بعض الإعلام اللبناني الطبقة السياسية ويعيش من جلبابها، يكون معه حق..
عندما ينادي بعض اللبنانيين عامل النظافة بـ"الزبال"، يكون معه حق..
عندما يرمي بعض اللبنانيين قمامتهم على الطريق، يكون معه حق..
عندما يتحول بعض الشباب اللبناني إلى رقم إفتراضي للسخرية وشتم الغير، يكون معه حق..
عندما تتحول بعض الشابات إلى عارضات إفتراضية كي تبرر وجودها، يكون معه حق..
عندما لا يكترث الشباب اللبناني لدراسته وتصبح المخدرات رفيقته، يكون معه حق..
عندما نقتل بعضنا من أجل الإختلاف في الرأي السياسي، يكون معه حق..
عندما يُكرّم أشخاص فقط لأجل مصلحة المُكرِّم، يكون معه حق..
عندما نذهب إلى المسجد والكنيسة من أجل الصورة، يكون معه حق..
عندما تصبح الطائفة أهم من الإيمان والوطن، يكون معه حق..
عندما ترفض بعض المستشفيات استقبال المريض بسبب عجزه المالي، يكون معه حق..
عندما تصبح أقساط المدارس أهم وأغلى وأسمى من رسالة التعليم، يكون معه حق..
عندما يقبل الموظف بتقاضي الرشوة، يكون معه حق.. ووو...
نعم فخامة الرئيس معكم كل الحق!
نحن نرجم الطبقة السياسية كل يوم فقط افتراضيًا، ونعلق المشانق للدولة برمتها فقط إفتراضيًا، هل تعلمون أن جزءا كبيرا من الدولة هو الشعب، أي نحن؟! نعم نحن الفاسدون وليس غيرنا، وكل فرد منا ولن نقول مواطن لأننا لم نرتق بعد لرتبة المواطنة. الطبيب والمهندس والمحامي والصحافي والإعلامي وغيرهم هم أعمدة الدولة وإذا كُنتُم فاسدون لا عتب على رجال السياسية.
نحن الرقيب ونحن الحسيب بالدرجة الأولى، زرعنا في دولتنا وحصدنا فسادنا. واليوم، علينا أن نخرج جميعا من المواقع الافتراضية ونعود الى الواقع رحمة بدولتنا ومجتمعنا وعملنا وحاضرنا ومستقبلنا.
فخامة الرئيس تحدثتم واقعيًا ونحن فهمنا افتراضيًا!