بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2017 02:08م كيف ننتصر للقدس؟

باب العامود، المدخل الرئيسي لحائط البراق وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى باب العامود، المدخل الرئيسي لحائط البراق وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى
حجم الخط

عجز رئيس أقوى دولة في العالم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من الوقوف أمام غضب الطبيعة، وجاءت أعاصير "هارفي" و "إيرما" و "ماريا"، حزيران الماضي، الأقوى في تاريخ أميركا، وخلَّفت خسائر بـ 224 بليون دولار. واليوم، كاليفورنيا تواجه أكبر وأعنف حريق في تاريخها حيث تلتهم ألسنة النار مساحات شاسعة، وتهجر الآلاف يوميًا من دون السيطرة عليها، على وقع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والرئيس الأميركي لا يكترث إلا للتغريد والتحريض على الكراهية وانقسام الشعوب.

بابا الفاتيكان فرنسيس الأول قال: "صنع السلام يتطلب شجاعة تفوق بكثير شجاعة خوض الحروب، ونحتاج إلى الشجاعة لنقول نعم للقاء ولا للصدام؛ نعم للحوار ولا للعنف؛ نعم للتفاوض ولا للعداوة؛ نعم لاحترام المعاهدات ولا للاستفزازات؛ نعم للصدق ولا للازدواجية."وجاء هذا الكلام أمام اللقاء التاريخي الذي جمع بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والإسرائيلي شيمون بيريز في الفاتيكان، بحضور رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهود وشخصيات سياسية عام 2014.

هذا اللقاء خرج منه الجميع من دون قطرة "حرب" ومن دون كلمة "حرب"، وبالتالي وحده الحوار يقود إلى حرية الجميع. القدس هي عاصمة الصلاة للأديان الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، ومطلبهم الوحيد من الله هو السلام، فلماذا يتقاتلون؟! تحرير القدس لا يحتاج إلى "دم" بل يحتاج إلى "مدّ" اليد نحو "الإيمان".وهنا، نسأل الأمم المتحدة، أليس من الأجدى أن تنقل مقرها من نيويورك إلى القدس حيث تشرف ميدانيًا على عملية السلام والعدل بين الجميع؟

أما كيف ننتصر للقدس؟

أولاً، عندما يصبح للبنان دولة مدنية ومتحضرة، ننتصر للقدس، ونهزم إسرائيل.

ثانيًا، عندما نتوحد في الشرق من أجل إتحاد الدول العربية، على غرار الإتحاد الأوروبي، ننتصر للقدس ونهزم إسرائيل.

ثالثًا، عندما تلتقي الدول الإسلامية على مبادىء الأخوة والتعاون والتعاضد وتنهي خلافاتها، ننتصر للقدس ونهزم إسرائيل.

رابعًا، عندما نصنع إعلامًا راقيًا لمخاطبة شعوب العالم، ننتصر للقدس، ونهزم إسرائيل.

وأخيرًا، ننتصر للقدس عندما نُشفى تمامًا من مرض الكراهية، ونكون مؤمنين حقًا بالرسالات السماوية، اليهودية والمسيحية والإسلام تحت سماء الحرية والإنسانية.