بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2018 12:35ص الحب والمبادرات الإنسانية جمعا قلبيْ الأمير «هاري» و«ميغان»

العروس مطلّقة.. تكبر الأمير بـ 3 سنوات.. ووالدتها من أصول أفريقية..

حجم الخط
السيدة الملونة «دوريا راغلاند» (61 عاماً) هي التي حفّزتنا على وضع مقالة عن زفاف الأمير «هاري»(33عاماً) من الممثلة السابقة «ميغان ماركل» (36 عاماً) ظهر يوم السبت في 19 أيار/مايو الجاري، في منطقة «وندسور» التي تبعد قلعتها وكنيستها 30 كيلومتراً عن العاصمة «لندن».
«دوريا» إمرأة أفريقية، وهي والدة العروس العادية الملامح جداً من دون أية ملامح جمالية على الإطلاق، وهي جلست في الكنيسة ساكنة، تذرف دموعها على الدوام، وهي دموع فرح من دون شك، فهل أروع من أمير حقيقي عريساً لإبنتها، لكنها بدت كأنها لوحدها بعد ليلة أمضتها مع إبنتها في فندق لندني فخم، بينما العريس كان في فندق آخر مع شقيقه وإشبينه الأمير «ويليام»، حتى كاميرات الـ «بي بي سي» ركّزت على الأم على وجهها الطافح بالتواضع والصمت والطيبة مطرّزاً بدموع ظلّت تتدفق على مدى الزفاف الملكي بركة للعروسين.
نحن إزاء عروس غير جميلة. هكذا من آخر الكلام، لكنها تتمتع بفراسة مذهلة ترشح عاطفة وحناناً وشفافية وصدقاً قلما نجدها في وجوه الناس، وحتى الأمير ليس وسيماً لكنه مثلها يملك وجهاً أليفاً باسماً عفوياً ونظرة عادية لا تكبّر فيها ولا إستعلاء، وبالتالي نحن إزاء عروسين مختلفين عن كل العرسان الذين تابعنا حفلات زفافهم على مر السنوات الماضية، وطبعاً لن نعثر على شبيهة لأجمل الأميرات «غريس كيلي» وهي ممثلة أميركية كما «ميغان» وتتزوج أميراً أوروبياً مثلها.
لا كلام حول نخبوية وقيمة وعظمة ما شاهدناه من مظاهر الفخامة في الزفاف. نعم هو أسطوري بصورة من الصور، لكن معان أخرى لفتتنا فيه، منها أن العروس التي إستبعدت والدها الأبيض من أصول إيرلندية بسبب ما قيل إنها عملية قلب أجراها مؤخراً لن تساعده على تحمل أعباء الزفاف، لم تخجل أبداً بالعرق الأسود الذي تنتمي إليه لجهة الوالدة، التي حضرت ودعت معها صديقات وأصدقاء مع فرق عناصرها بسحنات ملونة، كلمة رجال الدين كانت لرئيس أساقفة أسود جاء خصيصاً من أميركا ليلقي الكلمة الرئيسية في الحفل داخل كنيسة «سانت جورج»، وكانت مبادرة لافتة من ولي العهد البريطاني ووالد العريس الأمير «تشارلز»، الذي وافق على مرافقة العروس بديلاً لأبيها، أن شبك يده بيد «دوريا» ومشيا خلف العروسين خلال إنتقالهما إلى قاعة توقيع عقد الزواج رسمياً.
لا شك بأن المظاهر الإحتفالية الملكية أمر جاذب جداً، وأن القصور الملكية الموجودة لا تحتاج إلى رصد ميزانيات لها لأن ما تجنيه هذه القصور من إيرادات سياحية يدفعها مئات آلاف السواح سنوياً، تسد كامل مصاريفها، بما يعني أنها ليست عبئاً على خزينة المملكة بل مُساهمة فيها كأي قطاع سياحي له وزنه. والترتيبات التي أجريت في الحفل وما تم تأمينه من ورود ومآكل لحفلي الغداء والعشاء اللذين أقامتهما الملكة على شرف العروسين تكلف حوالى 30 مليون جنيه إسترليني، كلها من ميزانية واردات القصور، وفيما لوحظ أن الطقس كان رائعاً، فإن ما يُعرف عن البريطانيين أنهم يتحدثون عن الطقس مثلما يتحدث العرب في السياسة.
ولاحظنا عند وصول الأميرين الشقيقين «ويليام» و»هاري» نزلا من سيارة عند باب قصر وندسور وتابعا مشياً مسافة تزيد على 3 كيلومترات، بهدوء وتواضع، وكان حديث عن الخدمة الجلّى التي قدمتها «ميغان» للعلاقات بين بريطانيا ومستعمرتها السابقة «أميركا». كان زفافاً مشهدياً بإمتياز، ونعتقد إنه إحتفال حقيقي لا تستطيع السينما أن تأتي بمثله على الشاشة.