تشهد الساحة الغنائية العربية إطلاق عدد من الأغاني الـ «سنغل»، بعيداً عن حمى الألبومات الضاغطة بـ 8 أو 10 أو دزينة أغنيات، وقد إخترنا الإضاءة عليها، إستناداً إلى خيار الأسماء الكبيرة الحاضرة والقوية والفاعلة لثلاثة نجوم أغنية ينتظر الجمهور جديدهم بشغف واهتمام.
«كاظم الساهر» أكثر المطربين شهرة وحضوراً وحفلات وأخبار فنية تضيء على لياليه الإحتفالية وبعض أخباره الخاصة، إختار في جديده غناء قصيدة كتبها أمبر دبي الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم بعنوان: «حديثيني»، وكالعادة تولى كاظم تلحينها، بينما وزعها ميشال فاضل وصورت بإدارة المخرج «دييغو هورتاغو مندوزا» والنتيجة عمل فني نظيف، راق، على نسق ما يسجله هذا الفنان، ويساهم في التوزيع معه منذ ثلاث سنوات الفنان فاضل الذي وزّع معظم أغنيات ألبومه الجديد الذي يصدر في وقت لاحق.
أحساس «كاظم» محط إعجاب دائم، لكنه لا يخرج من دائرة الفصحى، ومناخ غير بعيد عن الكبير نزار قباني، لتبدو معه معظم القصائد وكأنها تُغنى بالايقاع نفسه. وهو أهداها إلى كل إمرأة جعلت الحياة، حياة جميلة وجذابة، وتنطلق القصيدة:
حدِّيثني حدِّيثني عن حديث المقل وعن الشوق وليل الغزل
؟؟؟؟ حسنه يذهلني، وحديث فيه طعم العسل.
ويختتمها: أنت لي دنيا على علاتها، وأنا أهواك يا عمري رغم العلل.
«عبد المجيد عبد الله» أوصل الأغنية السعودية إلى دنيا العرب وله محطات عديدة جعلت من أغنياته مطلوبة عند الشباب الناطق بالضاد، وإختار جديداً من كلمات تركي آل الشيخ، وألحان رزام وتوزيع سيروس، بعنوان «كلما» مع إيقاعات أليفة، متميزة، سهلة الجرس، قريبة من القلب يقول مطلعها:
كلما مريت ببالي كلما
قلت حظي فيك حظي من السماء
صدفة واحدة وعن مليون صدفة
حبيت فيمة وأنا ذابحني الظمأ
حيثما لويت عينك بالنظر
غير تلقاني بدربك حيثما
وتستمر الايقاعات على جماليتها مع المقاطع الأربعة، وصولاً إلى الختام:
كلنا الإثنين في درب العمر
إنت كل الأرض وأنا لك سماء..
كما أطلق «صابر الرباعي» واحدة من قصائد الكبير نزار قباني، لحنها الدكتور طلال وتولى توزيعها أوركستراليا يحيى الموجي، وقد أحببنا كثيراً مناخ المقدمة الموسيقية، كما الطبقة الصوتية التي إعتمدها «صابر» وتمم حلاوتها المخرج وليد ناصيف في تصوير الكليب الرقي، والمتناغم مع مناخ الأنغام في الأغنية:
لم أعد أدري إلى أين أذهب
كل يوم أحس أنك أقرب
وتتواصل حلاوة الشعر وعمق معانيه على مدى وقت الأغنية التي مهما أضيف عليها من متعة النغم، تظل الكلمات أروع: كم أنا كم أحبك حتى أن نفسي من نفسها تتعجب.
هنا لا بدّ من التوقف عند أغنية للمطربة أسماء المنور بعنوان: «حرقة الضنا» كلمات وألحان حمد العماري، وتوزيع طلال الحمداوي، وفيها مادة درامية صادقة عن أم تتحدث عن مشاعرها:
يما وينك حبيبي
تشوف حالي يا غلاي
مين هو غير يشيل همك
مين هو يايمة سواي
وبدا أداء «أسماء» نابعاً من مشاعر حقيقية، صادقة، عميقة.
أسمعك تقوللي يما
تكفي لا تخيب رجاي
قلبي يا وليدي أنا
يا عمري وكل الهنا
تعال واتربع هنا
بقلب أمك هنا
تعال أضمك
تعال أضمك...
تعال أضمك...