بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2019 12:00ص أشباه الصحافيِّين يسيئون إلى أهل المهنة أمام الفنانين

مناشدة النقيب إقتصار التغطيات على كاميرا ومحرّر!؟

من جنازة الراحل هيثم أحمد زكي من جنازة الراحل هيثم أحمد زكي
حجم الخط
غالباً ما يندفع مجموعة من شباب المحطات التلفزيونية الخاصة، وعدد لا يُحصى من أصحاب المواقع الالكترونية أو مندوبين عنهم، لأخذ ولو كلمات بسيطة من هذا الفنان أو ذاك لزوم الزهو بأن الفنان الفلاني خصّ هذه المحطة أو ذاك الموقع بتصريح أو ربما حديث، يتم إعتماده شهادة إعتراف أمام الملأ.

هذا حق إعلامي، السعي لتحقيق سبق أو تسجيل هدف ما في شباك أهل المهنة، لكن بالمقابل هناك حق الضيف، راحته، حريته وربما هو لا يريد التحدث لأي كان، وربما إختار واحدة من المحطات أو واحداً من المواقع وليس كلها، لذا وجب إعتماد أسلوب فيه الكثير من الدقة والشفافية في مقاربة هذا الفنان أو ذاك خلال مناسبة ما أو حدث يستحق التغطية، وإلاّ تحوّلت الصورة إلى عقوبة للفنان لا تجوز، فالإحراج ربما ولّد ردّة فعل قاسية قد لا يحتملها السائل فيكون صدام بين الطرفين.

ونريد في السياق أن نعلن موقفاً من كثرة نلاحظ أسلوب عمل أفرادها في تغطية المهرجانات والأحداث الفنية الكبيرة، أولاً عبر الأسئلة السطحية والصياغة الخاطئة لغوياً إذا ما تحدثوا الفصحى، أو التركيبة غير المفهومة حين يتحدث المعني بالعامية، ففي كلا الحالين لا يفوز السامع بما يريد سواء نحن أهل المهنة أم الفنان المعني بالرد على ما لم يفهمه، وتكون النتيجة غير جيدة للسائل الخالي الذاكرة من المعلومات والثقافة الفنية، وتُعطي سريعاً الإنطباع بأن معظم حملة صفة الصحافة على صورة ومستوى من تنطح للسؤال فإنكسر خاطره، وتحطم جزء من صورتنا.

حافزنا على رصد هذا المناخ فحوى الرسالة التي رفعها الممثل «أحمد السعدني» إلى نقيب الصحافيين المصريين ضياء رشوان عبر حسابه الرسمي على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، حيث كتب «نداء إلى نقيب الصحافيين الأستاذ ضياء رشوان الترخيص لكاميرا تلفزيونية واحدة، وكاميرا فوتوغرافية واحدة ومحرّر صحفي واحد لتغطية أي جنازة أو عزاء لأي فنان (طالما هو شرّ لا بد منه)، ويتم عمل نسخ لباقي البرامج والصحف. إحنا اللي بيتوفى فينا بيتمرمط حرفياً لحد ما يتدفن.. إرحمونا يرحمكم الله»، وجاءت هذه المناشدة على خلفية ما شهده موكب تشييع ثم التعازي في الفنان «هيثم أحمد زكي» إبن الفنان الكبير الراحل قبل 14 عاماً أحمد زكي، من تدافع وإقتحام أماكن وجود الفنانين لتصويرهم أو أخذ بعض التعليقات منهم، مما حوّل المناسبة إلى حفل فني لا إلى مكان عزاء وبدا على معظم الحاضرين الإمتعاض والعديد منهم إعتذروا عن قول شيء أمام الكاميرا.

طبعاً إقتراح الفنان الشاب السعدني ليس عملياً فلكل وسيلة إعلامية خصوصيتها في التغطية والتعامل مع أي حدث وفق قناعة القيّمين عليها، ولو أن تدبير الكاميرا الواحدة والمحرّر الواحد يتم إعتماده لما عرفنا التنوّع في مقاربة الموضوعات لإعطاء القيمة التي يستحقها الحدث، لا هذه الدعوة ليست منطقية، بل العودة إلى النقابات التي تعطي بطاقات صحفي لمن لا يستحقونها فتكون الطامة الكبرى في التغطيات، فلا يعود الفنان قادراً على أخذ راحته حيث يكون وفي ظرف جلل لا يليق به التبحّر في قول الكثير. المطلوب عدم إعتبار الفنان في خدمة الوسيلة الإعلامية أياً كانت، وله الحق أن يطلّ من على الشاشة التي يثق بها، فيما مشكلتنا جميعاً مع أصحاب المواقع الألكترونية والمندوبين الهواة لها الذين يزرعون الساحات والصالونات وصالات العرض فوضى من دون فائدة ترتجى لأن همّهم الـ «سكوب» الذي يفوزون به عن خصوصيات الفنان.

 

تغريدة الممثل أحمد السعدني