بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2020 12:02ص «أم كلثوم» ما زالت الأولى في المبيعات في ذكرى غيابها الـ 45

حفل بالمناسبة في دار الأوبرا بالقاهرة يقوده المايسترو «سحاب»

أم كلثوم أم كلثوم
حجم الخط
«الست» حاضرة في كل وقت..

الإستماع إلى عالمها وليس إلى صوتها فقط متعة لنا نحن العرب منذ أكثر من 70 سنة، ولم يستطع أي صوت آخر تجاوزها أو محوها أو التخفيف من قوة حضورها طوال هذا الزمن الحاضر.

يوم السبت في 31 كانون الثاني/ يناير الجاري تمرُّ الذكرى 45 لرحيلها، سيشهد المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية حفلاً بالمناسبة يشرف عليه المايسترو سليم سحاب ويشارك فيه: مي فاروق، عفاف رشا، والمغربية أسماء لرزق، ومعهن أغنيات عديدة منها: (الحب كلّه، إنت الحب، إنت عمري، لسه فاكر، حب إيه)... وسيقام الحفل قبل أربعة أيام من الذكرى التي تصادف في الثالث من شباط/ فبراير 2020.

عاماً بعد عام، تتوالى السنوات و«أم كلثوم» ثابتة في البال في الأسماع، نوستالجيا يصعب نسيانها، لشدّة حضورها في عمق نفوسنا، مع كل الأنغام التي رافقت صوتها لـ عبد الوهاب، السنباطي، بليغ، زكريا أحمد وغيرهم، ويبقى سؤال لا يعثر على إجابة شافية، لماذا لم يكن الموسيقار فريد الأطرش بين هذه الأسماء التي أعطت ألحاناً للصوت العظيم؟! وهو ما يذكّرنا بما ردّده الكبير زكي ناصيف أمامنا عن السيدة الكبيرة فيروز عندما قال: «لو أن الأخوين رحباني كانا منطقيين في علاقتهما بصوت فيروز لكانا تركا لنا فرصة تقديمها في ألحان مختلفة عمّا قدماه لها، لأن في صوتها مساحات لم تستخدم بعد لكنهما لم يفعلا»، والمعروف أنه قدّم لها لحناً رائعاً عندما غنّت له: «يا بني أمي» من كلمات جبران خليل جبران.


الموسيقار فريد الأطرش

الكثير من الاستنتاجات دخلت على هذا الخط، قالوا إن السبب خلافها المعروف مع شقيقته أسمهان، وقيل إن الشاعر مأمون الشناوي نقل عنها تقديرها لفن فريد، لكنها قالت إنه لا ينسجم مع مزاجها الفني، وتوجهها، وقيل أيضاً إن رغبة ضمنية مستترة من الأستاذ عبد الوهاب، بأن لا تغني لـ فريد، خشية ضياع صورتها الفنية بين ألوان مختلفة، ولو كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لم يطلب منها مثلاً عدم الغناء لـ السنباطي، أو بليغ، أو غيرهما..؟!

كما النحويون ماتوا وفي نفسهم شيء من حتى، كذلك فريد رحل وفي نفسه رغبة فنية إنسانية بأن يتعاون مع هذا الصوت العملاق، ويبدو كما قال أحد كبار النقاد:

يبدو أن لقاء أم كلثوم وفريد، إحتاج لقاء قمّة فرضه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على أم كلثوم وعبد الوهاب، فتعاونا وقدّما تحفاً غنائية لا تموت..

في كل حال متعتنا السمعية تحققت مع نتاج كل منهما لوحده من دون الآخر، والسؤال نفسه يطرح على سبب عدم حصول تعاون بينها وبين الموسيقار محمد الموجي بعد أغنيتهما الرائعة: إسأل روحك، والحقيقة أننا التقينا في فندق هيلتون رمسيس أواسط الثمانينات وطرحنا السؤال على الأستاذ الكبير فإعتذر عن الإجابة، وعندما ألححنا عليه بادرنا:


الموسيقار محمد الموجي

«الست على راحتها، لكن لو طلبتني مش هأرفض ألحن لها تاني».

كلهم حالياً في ديار الحق، رحلوا، ومعهم أسرارهم، لم يكونوا مثل فناني هذه الأيام، أخبارهم وخصوصياتهم على كل شفة ولسان، ظلت صورتهم مبهرة، محبوبة، شفافة، لم يشبها إساءة أو سلبية ما عن لسانهم، فقد ظل عنصر الاحترام حاضراً وبقوة، كدرس لأجيال اليوم كي يكونوا منغمسين في العطاء، تاركين الأمور الأخرى للزمن.

الزمن وحده كفيل بإعطاء كل فنان حقه في المستوى، في القدرة، وفي الصبر الذي خاضه حتى وصل إلى آذان النّاس كلهم.

وفي الذكرى 45 لرحيل «أم كلثوم» نشير إلى أن أغنياتها ما زالت تتصدّر لوائح أفضل المبيعات في المكتبات، ونقاط البيع المختلفة عدا عن المواقع الغنائية التي تعلن على الدوام أن الإقبال على تنزيل أغاني «الست» ما زال في الطليعة ولا منافس لها وبدرجات متباعدة مع نجوم جيلها فقط.