بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 حزيران 2019 12:06ص الرحابنة: مروان، غدي وأسامة.. يقدّمون في مهرجان قرطاج 55

رائعة والدهم منصور الرحباني: «ملوك الطوائف» في 15 و16 تموز..

مروان يتوسط أسامة وغدي مروان يتوسط أسامة وغدي
حجم الخط
الخبر جاءنا من تونس وليس من بيروت، لكننا تأكّدنا من صحته عبر المخرج مروان الرحباني، فالإخوة الرحابنة (مروان، غدي وأسامة) بصدد التوقيع ثم الإعلان عن هذا الحدث المسرحي الغنائي الكبير، لكن الزملاء في تونس حصلوا على المعلومة من مهرجان قرطاج الذي يحتفل هذا العام بدورته الـ 55، وسارعوا إلى نشرها.

العمل الجميل والعميق والمؤثر «ملوك الطوائف» الذي كتبه الفنان الكبير الأستاذ منصور الرحباني وقدّمه عام 2003 ولمدة 8 أشهر متتالية على خشبة كازينو لبنان، تنقّل بين أكثر من منبر بينها غابة أرز تنورين، وأينما حلّ حصد إعجاباً وتقديراً يليقان بوزن الأستاذ منصور، وما حمل العمل إلى خشبة المسرح الأثري الروماني في العاصمة التونسية لليلتين (15 و16 تموز/ يوليو المقبل) سوى تكريم جديد لهذا الإبداع الرحباني الذي وضع فيه الكبير منصور الإصبع على الجرح الراهن في عموم الوطن العربي ألا وهو التعصب الديني، والتفسخ في بنيان المجتمعات من جراء التعامل مع الدين بخفّة ولأغراض لا تمتّ إلى روحه ومضمونه بأي صلة.

وفي هذا الإطار يقول التعريف الخاص بالمسرحية إنها «رحلة في العمق العربي وتقليب لصفحات التاريخ وقراءة لما يعيشه واقع حال الأمة العربية بكل ما تعانيه من تباعد في الآراء وتفكك في تناولها للشؤون القومية».

هبة طوجي

المسرحية يلعب دوريها الرئيسيين غسان صليبا وهبة طوجي (التي تحل مكان كارول سماحة التي جسّدت الدور عام 2003) بإدارة المخرج مروان الرحباني الذي لن تكون مهمته صعبة فهو مالك التفاصيل والخلفيات وجامع كل العناصر منذ 16 عاماً لتصب طاقاتها في إطار النص الذي أبدعه الأستاذ منصور وتعاون مع أبنائه الثلاثة على موسيقاه آخذاً لحناً واحداً من شقيقه إلياس الرحباني، ويشارك في التمثيل مجموعة من الأسماء (بينها: نزيه يوسف، بول سليمان، وأسعد حداد).

المادة الدرامية يلخصها كتيب خاص يشير إلى أن أحداثها تدور في فترة حكم المعتمد بن عباد (يجسّد شخصيته الفنان صليبا) وقصة حبّه للجارية الحسناء إعتماد الرميكية (هبة) التي كانت تغسل ثيابه في القصر ثم تزوجها وجعلها أميرة لها دور مؤثر في الحكم الذي أضعف الخلافة في الدولة العربية التي وحّدها عبد الرحمن الداخل الأشهر بـ «صقر قريش» بعد وفاته، حيث تقلد الحكم من بعده أبناؤه وأحفاده فإستقل كل واحد منهم بإمارة لها مساحة جغرافية رحبة وشعب يدين لهم بالولاء رغم كل الظروف التي عصفت بالبلاد في تلك الحقبة من التاريخ العربي غير البعيد.

يومها أطلق على هذه الأجواء وقادتها تسمية «ملوك الطوائف» حيث كان الأمراء يتصرفون بحاضر ومصير شعوبهم دون العودة لأحد، فكانوا في العلن أشقاء يدافعون عن بعضهم البعض، وفي السر على عداء مستحكم يتآمرون ويتواطأون ضد بعضهم البعض كصورة من صور التداعي والهبوط ونهاية عهد الثبات والقوة والإرادة الحرة ودفع الشعوب إلى شواطئ الأمان, وما كان يفعله الأمراء، أو ملوك الطوائف، مردّه طلب الرضى من ملك قشتالة ألفونس السادس عشر الذي أجاد إستغلالهم وإعتمادهم مطيّة في مواجهة كل من كان يرفض آراءه، إلى درجة إجبارهم على دفع إتاوات مالية لحمايتهم.

غسان صليبا

كل هذا تقوله المسرحية التي تُعيد تذكيرنا بما كانت عليه دولنا في تلك المرحلة من تاريخنا الذي نراه يُعيد نفسه اليوم بأبشع صوره من خلال القيّمين على أمرنا، وشعورنا بأننا مستهدفون مباشرة من القوى التي تدّعي حمايتنا ومنع الإعتداء علينا، حيث لم يُخطئ من قال يوماً «إن التاريخ يُعيد نفسه».


منصور الرحباني