قدّم مسلسل «إنتي مين» قضية الجيل المسروق أو الجيل الذي ترك بارودة القتال لتلتهب قضاياه، في مسلسل «انتي مين» للكاتبة والممثلة «كارين رزق الله» التي شدّت حبكة نصها بممثلين استطاعوا إخراج جوهر النص ووضعه أمام المشاهد بضحكته المبطنة التي أبكتنا وأمسكتنا ووضعتنا أمام الشاشة لثلاثين يوما مع الممثل القدير أسعد رشدان والممثلة عايدة صبرا وجوليا قصار وعمار شلق ونقولا دانيال، لنستمتع مع الثنائي كارين رزق الله وانجو ريحان والتآلف والتناغم الملموس بينهما، متنقلة بين الضحكة الصادرة من وجع العيش التي برزت من خلاله الممثلة «انجو ريحان» بوجه يمثل البساطة الموجودة بين عامة الشعب اللبناني وبلهجة درامية مزجت فيها بين المضحك المبكي في دور تمثيلي مسحت فيه على قلوب المشاهدين. ومعها أجريت هذا الحوار..
{ البساطة والعفوية في دور مضحك مبكي الى أي مدى تأثّرت انجو بدورها في مسلسل «انتي مين»؟
- هذه هي الحياة، نحن في كل دقيقة نضحك فيها ونتذكّر ما يُحزن، هذا هو المزيج بين الضحك والبكاء، وبين الفرح واليأس والتقلبات المزاجية التي نعيش من خلالها حياتنا اليومية. بالنهاية تأثّرت بغادة لأنها جزء كبير جدا مني، كما هي جزء من أشخاص آخرين أيضا، الذين يفتشون عن الحياة وكيفية العيش بسعادة ضمن مجتمع يعاني كي لا نشعر بالخوف من الغد وفي نفس الوقت هي الشخصية التي تنسى وتعيش التفاصيل المضحكة.
{ الضحكة المبطنة وثنائي كارين وانجو، ماذا تخبرينا عن ذلك؟
- أنا وكارين أصبح انسجامنا في التمثيل واضحا للجمهور، ونحن أحسسنا به جدا من خلال التناغم والتوالف بيننا، لأننا نعرف تماما كيف نمرّر لبعضنا مفاهيم الدور التمثيلي الذي نقوم به تقنيا وتمثيليا. وهذه المرونة التي نشأت مع الوقت. وهذا يسبّب الراحة التمثيلية، فأصبحت لست مستعدّة لأخلق شعور بأن هذا الشخص أحبه لأن ذلك يظهر تلقائيا من خلال الأداء والسلوك ومعالم الوجه والجسد. لهذا ليس من الضروري خلق بصعوبة هذا الإحساس للشخصية، لأنه يحدث تلقائيا خاصة بعد التحضير العميق لهذه الشخصية،، فالتمثيل يكون تلقائيا بعيدا عن الإدّعاء خاصة عند تقمّص الشخصية تماما .
{ المرأة المكافحة مع رب العائلة الذي يعاني من متاعب الحياة ودائرة درامية ساخرة، هل شكّل نوعا من التعب في التمثيل بالنسبة لك؟
- كلنا نعيش في هذا البلد وكلنا نحاول أن نكافح لإنقاذ «العيلة» والعيش كما نتمنى وأجمل مما عشناه نحن، هذا الشيء بمكان ما لم يتعبني إنما جعلني أظهر المرأة أو غادة التي وضع أمامها الكثير من العراقيل وليس في يديها أي وسيلة لتحارب بها مثل العلم، مثل العمل.. وهي غير قادرة أيضا على «فش خلقها» لتخفّف من قساوة الحياة وهذا جعل غادة في المسلسل تشعر انها لا تستطيع فعل شيء.
{ حقّق نجاحك وجودا جماليا مختلفا في الدراما اللبنانية، ماذا تقولين عن ذلك؟
- سررت جدا بردّة فعل الجمهور خاصة بعد المسرح الذي منحنى فرحة كبرى لردّة فعل الجمهور أيضا والفرح من خلال هذا الدور. من المؤكد ان الخبرة المسرحية أغنتني وعلمتني أن ألعب أكثر من شخصية في عمل واحد وأعيد شخصيات في عمل آخر. هذا جعلني نوعا ما امتلك مفاتيح التمثيل وبتواضع جدا كما منحنى قوة في التركيز والاستمتاع بما أقوم به.
{ كلمة عن مسلسل «انتي مين» من انجو ريحان؟
- سررت جدا بالعمل في هذا المسلسل وطاقم العمل بكامله ومع نقولا دانيال والعمل معه شكّل محطة مهمة في مسار حياتي الدرامية من كارين لشربل زيادة لجوليا قصار وعايدة صبرا، وكل مشهد لم أكن فيه وشاهدته فيما بعد. ومن الجميل جدا وصول المسلسل لقلوب العالم، والنص كان كفيلا بفتح الذكريات عند المشاهدين كما أيضا طريقة التمثيل العفوية التي شكّلت إضافة أخرى وأيضا عين «إيلي حبيب» عرفت كيف تقدّمنا بطريقة بسيطة دون ابتذال وكاميرا قدّمت أكثر من اللازم.. وشكرا لكم.