بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2019 06:15ص الفنانون يمثّلون ويغنّون ثم يتقمّصون دور الحكم على الفضائيات

تغييب الصحافيين المحاورين والنقّاد الذين يحكمون على المواهب

أمير كرارة في برنامجه الجديد «سهرانين» أمير كرارة في برنامجه الجديد «سهرانين»
حجم الخط
هنا مصارحة تسبق أو تتبع قراءتنا لواقع الصحافة الفنية في محاولة لتصويب حال النقد في بلادنا بعدما هزلت الصورة تماماً وما عاد الوضع يحتمل الإنتظار بل قول الأمور كما هي في واقعها وممارستها حتى تستقرّ على بر.

دائماً ما يُثار موضوع بعض الإعلاميين الذين يجرّبون الغناء أو التمثيل، من قبل فنانين في لقاءاتهم المرئية أو المسموعة ثم يتوسّعون في هذا المضمار للكلام عن الحسناوات اللواتي يتم إستغلالهن في مجال التمثيل خصوصاً من حملن ألقاب الجمال، ويخجلون من أنفسهم حين يُسألون عن الممثلة الأولى والرائعة نادين نسيب نجيم، لأنها غيّرت من المعادلة وكسرت القاعدة وأثبتت أنه ما من سبب يمنع أن تكون الجميلة جداً ممثلة رائعة جداً، وبالتالي جرّبت سواها وسرعان ما لفظتهن المهنة. التجريب حق لكل شخص لكن عندما لا ينفع على منبر ما لا يعود منطقياً بقاؤه في المشهد مدعوماً بعلاقاته وماله فقط، هنا يجب أن يطلب منه الإنسحاب بالتي هي أحسن.


لطيفة أحدث المذيعات

بالمقابل وبشكل مقصود يُعتبر رداً على الذين يدخلون المربع الفني من مواقع الإعلام أو الجمال، بدأت موجة أشبه بالـ «تسونامي» من قبل الفنانين للحضور في البرامج الفنية كمقدّمي برامج من الجنسين، وهذا المناخ لم يزعج المحطات إطلاقاً فهذه مادة جاذبة لهم جداً، أسماء معروفة ومحبوبة عند عموم الناس تجذبهم للمشاهدة، وبالتالي تسمح للبرنامج بإصطياد الأسماء الأولى من خلال أحد زملائهم ويصاب والحال هذه عصفوران بحجر واحد، وفيما عدا المجاملات والتحيات مع المشاعر الحارة يكون الحديث عن كل شيء إلا عن الفن، نعم عن حياته أو حياتها وحقيقة الزواج من عدمه، الإنجاب من عدمه، وإلى ما تيسّر من الخصوصيات التي لا تقرب الفن إلا من باب من أخذ منك دوراً أو أغنية ومن أخذت منه فرصة وكان إستغلالك لها خادماً لمسيرتك المهنية، وهكذا على هذا المنوال.


نادين نسيب نجيم من ملكة جمال إلى ملكة تمثيل

لم يُفلت من هذا الواقع أحد. كثر غامروا والبعض إعترفوا بأن البدل المادي كان مجزياً خصوصاً ما تردد عما تقاضاه المشاركون في لجان التحكيم من نجوم غناء وتلحين وتمثيل (كاظم الساهر، نجوى كرم، عاصي الحلاني، راغب علامة، نانسي عجرم، أحلام، أليسا، أحمد حلمي، ومحمد حماقي)، ويظل دور هؤلاء مقبولاً ومبرّراً للحكم على المواهب، لكن لماذا لا يوجد مكان لناقد فني محترم على أحد هذه المنابر فهذه مهنته ودوره، لكننا هنا نقف مع الذين يختارون الأسماء لأن سمعة الوسط النقدي في الحضيض بحكم فتح المجال «للي يسوى وللي ما يسواش» للدخول إلى رحاب المهنة وحمل بطاقتها، وعملية الإستبعاد هي لإراحة الرأس من دوشة الفوضى الضاربة في هذا السياق المهني (خصصنا له بحثاً مستقلاً).


 لجان التحكيم ينقصها ناقد

وعندما نسعى إلى رصد الفنانين المذيعين نجد مدداً من الأسماء تبدأ من نور الشريف، أيمن زيدان دريد لحام، إلى أصالة، أمير كرارة، المخرجة إيناس الدغيدي، شيرين عبد الوهاب، لطيفة، أروى، وآخرين كان سهلاً عليهم دعوة أي نجم إلى صالونهم فدعوة النجم المقدّم لا ترد، ورقم هاتفه الشخصي في عهدة المقدّم، ولا ضرورة لتقديم ضمانات أو الإتفاق على بدل مادي فهذه تصبح من الكماليات على أساس أن البدل بات يُعطى من دون شروط مسبقة وبالتالي الأمور محلولة، وهنا لا بد من القول بأن أي إعلاميا لم نسمعه يتأفف أو يشكو من غزو الفنانين لمواقع الإعلاميين، ربما لأن أحداً لا يكره الفنانين الذين يبررون التقديم بأنه دور يلعبونه وليس مهنة يمتهنونها.