بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 نيسان 2020 12:00ص دول المغرب العربي تتحضّر لإطلاق برنامج هواة من تونس

ملصق البرنامج ملصق البرنامج
حجم الخط
اتفقت الدول المغاربية (تونس، الجزائر، والمغرب) على إطلاق البرنامج التلفزيوني «نجم مغاربي» عبر قناة «كروان» الفضائية (يمتلكها الدكتور محمد فرحات كروان) في محاولة حثيثة وجديّة لوضع اللحن التونسي والموسيقى المغاربية على سكة الجمهور العربي في مشرق الأمة، في وقت نسمع كثيراً من فنانين وإعلاميين مغاربيين عن ظلم يطال المواهب الوافدة من هذه المنطقة العربية، بحيث نواكب مواهب كبيرة رائعة لكننا لا نجد إهتماماً بتتويج أي من أصحابها.

النجم الذي يصمد ويفوز في النهاية بلقب البرنامج سينال مكافأة مالية مُجزية قدرها مئة ألف دولار، وهو رقم جيد يُتيح للفائز فرصة ذهبية حقيقية لمباشرة مسيرة فنية بإنتاج أغانٍ خاصة والوقوف على خطط ميدانية واضحة بميزانية جيدة. وقد إستعان البرنامج بالإسم الفني الغنائي المحترم جداً في بلده ومحيطه ودنيا العرب «لطفي بوشناق»، الذي لم يصدر عنه بعد أي تعليق، بينما علت في فترات متقاربة أصوات مغاربية عديدة تطالب ببرنامج مواهب مستقل حتى تنزاح عن صدر المواهب الكبيرة في المنطقة غيمة ظالمة فعلاً، فنتائج مسابقات البرامج العربية للهواة تركز على المميّزين في مشرق العرب ولا تفعل ذلك مع مغربهم، والحقيقة أن في هذا الكلام جانباً مضيئاً من واقع لا ندري من يتحمّل مسؤوليته المباشرة بالإسم، وقد يكون مجرد الإعلان عن البرنامج لفت إنتباه إلى ما تقدّمه «أم بي سي» من برامج مواهب ناجحة جماهيرية وممتازة تظهر من خلالها طاقات مذهلة لكنها لا تأخذ حقها في النتائج النهائية.

لجنة التحكيم تضم في عضويتها المغنية التونسية «أماني السويسي» الشابة الرائعة الصوت، مع جمال خاص، وجرأة أدبية في طرح أفكارها خصوصاً حول موضوع إكتشاف المواهب في البرامج التلفزيونية العربية منذ «ستوديو الفن» للراحل الكبير سيمون أسمر إلى «ستار أكاديمي»، إلى «سوبر ستار»، والخاتمة عبر حلقات «أم بي سي» التي تعرّضت أكثر من مرة لعتب من بعض الدول العربية بحيث أن أحداً ليس راضياً عن أي نتيجة تصدر مع وجود عدد كبير من الأقطار العربية، يضاف إلى اللجنة الملحن الليبي «ناصر المزداوي» الذي تحدث عن نظرية طرحناها في مقالة سابقة عن الموضوع، وهي ضرورة رعاية المواهب بعد فوزها وعدم ترك أصحابها نهباً للظروف بحيث نخسر كنزاً إكتشفناه.

إشارة هنا إلى أن تونس سبق لها وقدّمت برنامجاً للهواة حمل عنوان «ستار أكاديمي المغرب العربي» وكان محاولة لنقل تجربة محطة «أل بي سي» الناجحة إلى الدول المغاربية من خلال فضائية أخرى هي «نسمة»، واليوم تتكرر المحاولة، وهي تجربة ستظل حاضرة لأن الهدف منها واضح وضوح الشمس وهو تتويج موهوبين من دول المغرب العربي في برنامج من عندهم مع محكمين محليين يحترمهم باقي العالم العربي. وهنا نطرح تساؤلاً واقعياً ومنطقياً لا نعثر على مبرّر له وهو: لماذا نحن العرب محكومون بحس المؤامرة دائماً، فلا يمكن لأي منافسة أو مسابقة تمنح جائزة أن تعبر بسلام من دون إعتراض ورفض وإتهام بمحاباة أحد على حساب آخر أو.. أو.. أو.. إلى آخر المطاف.

وحتى نكون منصفين فإن الشك يكون أحياناً في محله، وكثيراً ما نشعر أن الذين يعترضون هم من الخاسرين الراغبين في تبرير عدم فوزهم لأنفسهم أولاً ثم لمن حولهم من بعد. بالمقابل يستحيل بلوغ مرحلة يفوز فيها الجميع بحيث يرضى الجميع. لا نحن لا نمتلك في الغالب روحاً رياضية تجعلنا نتقبّل فكرة أن هناك من هو أفضل منا، أبداً: نحن أو لا أحد.