هو من البرامج النادرة في جذب المشاهدين إليه، والسبب الأرجح هو صدق الصغار في التعامل والأجواء التي تتشكّل من حضورهم ومواهبهم، في مواجهة كم غريب من التصنّع والفبركة الكاذبة عند الكبار ممن تتاح لهم فرصة الظهور على الشاشات مقدمين أو مشاركين، وقد أشدنا في مقالة سابقة بقيمة وأهمية وصدارة هذا العمل البرامجي الراقي، وما زلنا على رأينا بأنه أفضل ما تقدمه الفضائيات منذ الشهرة الطاغية لما أطلقته «أم بي سي» أيضاً لبرنامج «من سيربح المليون» ونجمه الرائع «جورج قرداحي».
السؤال إستفهامي بسيط، وبريء جداً للقيّمين على البرنامج، أو الذين يشاهدون الحلقة من داخل المؤسسة قبل أو بعد بثّها: ألم تلاحظوا ردات فعل أعضاء لجنة التحكيم (نانسي عجرم، عاصي الحلاني، ومحمد حماقي) على طريقة مخاطبتهم من قبل المقدمة الجميلة وصاحبة الخبرة في برامج الـ «توك شو» «آنابيلا هلال»، ألم تلاحظوا إستغرابهم لأسلوبها الذي يُظهرهم وكأنهم من المتبارين الصغار في البرنامج، أبداً لم تخاطبهم بود محترم كما كانت تفعل المقدمة السابقة «ناردين فرح»، وبصوت أخفض لأن البرنامج ليس لها والنجوم الثلاثة ليسوا ضيوفها، وبالتالي فالبرنامج ليس برنامجها، وهو أصلاً ليس برنامج المقدّم أو المقدّمة اللذين يقومان بمهمة الوصل بين المتبارين وأعضاء التحكيم. لم نشعر بتجانس مطلقاً في لعبة إدارة الحلقات الجديدة ولم نسأل أياً من المحكّمين شخصياً عن رأيهم في هذا التعاطي غير اللائق بهم، وهل إعترض أي منهم على أسلوب الليدي «آنابيلا» التي ندرك أن لها خبرة أفضل من معظم اللواتي يتعاقبن على تقديم البرامج المماثلة على شاشات مختلفة، والحقيقة أن هذه مهمة الإخراج أن يُعطي الملاحظات المباشرة للمذيعة كي تضبط صوتها وتُهدّئ من أسلوب مخاطبة الكبار كتمييز لهم عن صغار البرنامج المفتوح على عموم العالم العربي.
نحن ندرك أن من حق المشاهدين على المحطات كلها تقديم الوجه الحسن، المريح، الذكي، الذي يحظى بكاريسما القبول والجذب، والحقيقة أن السيدة «آنابيلا» من قلّة تتوافر فيهن هذه العناصر، وكلما إلتقيناها في أي مناسبة نكرر على مسمعها بأنها كانت نجمة الحاضرين معها في البرامج، أما مصارحتنا لها اليوم فتدخل في باب المفاتحة ولفت الإنتباه فقط، وهذا لمصلحتها، ومصلحة البرنامج، وفيه طمأنة لنا بأن لا ثوابت ولا إستثناءات في عملية التقييم، رغبة في التصحيح والتعديل خدمة للمنابر البرامجية النخبوية كـ «ذي فويس كيدز». وهي مناسبة لتكرار إقتراحنا بإيجاد آلية وإطار يجمع هذه المواهب الكبيرة عند الصغار بما يعني إعتبارها إكتشافات لها وزنها وخصوصيتها ومواكبتها بأكبر قدر من الإهتمام والدعم لكي نفوز لاحقاً بجيل جديد من الأصوات التي نمت في بيئة حميدة لكي نأخذ منها الرحيق الذي نحتاجه في تطوير فننا الغنائي السليم.
ليس صعباً تعديل واقع التقديم بضبط أداء المذيعة المشرقة، وأن تعرف أنها ضيفة على البرنامج وليست صاحبته، حتى أعضاء التحكيم نجدهم يتنازلون ويُعلنون أن هذا المنبر، وهذا المكان، وكل ما نواكبه هو للصغار، الذين أثبتوا جدارة موصوفة في جذب الناس إلى مواهبهم وكثيرون منهم يُغنون أفضل بكثير من الأسماء المحترفة التي أتعبتنا طويلاً وبتنا بحاجة إلى بديل يخفف الوطأة عن آذاننا.
التحية الصادقة للبرنامج الناجح والأول على الشاشات العربية، وبعض التصويب سيخدمه من دون شك.