بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2018 12:24ص «رمضانيات أحمد قعبور» في مترو المدينة: عبق الشهر من روح بيروت

ريبرتوار ثري من خزائن الفنان التي تلامس شغاف القلب والنوستالجيا..

حجم الخط
منذ التاسع عشر من أيار/مايو الماضي وخشبة «مترو المدينة» عامرة بعرض يومي كامل العدد عنوانه «رمضانيات أحمد قعبور»، يحييه الفنان المبدع إنسانياً وشعبياً «أحمد قعبور» يتوسط  ثمانية فنانين، إلى يساره المغنية القادرة والمؤثرة في الأذن والقلب «نادين حسن»، عازف الأكورديون «سماح أبو المنى»، على البزق «فرح قدور»، وعلى القانون «سام دبّول». وإلى يمينه: «بهاء ضو» على الطبلة، والشقيقان «أسامة» و«أحمد الخطيب» على الغيتار، والرق، ثم «خالد صبيح» على البيانو، وتنضم إليهم لاحقاً الفنانة «عايدة صبرا» حين يقدّم «أحمد» أغنية «حلونجي يا إسماعيل» عنوان المسلسل الذي تقاسمت بطولته مع زميلها «عباس شاهين»، فتشاركه الغناء.
حنين ساخن إلى قيم ومعاني وصورة الحياة في الشهر الكريم أعاد أجواءها ومناخها ومعالم من ناسها الفنان «قعبور» مستحضراً ما كان أبدعه في سنوات خلت وبقي عالقاً في الذاكرة الشعبية فعل فرح وتقارب وتآخ بين عموم الناس الذين ترجموا في أوقات سابقة كامل روح الشهر في المدينة الأوفى والأرقى والأحب التي لم يستطع أحد تطويعها على مر العصر الحديث، رغم كل التكالب للهيمنة على مفاصلها حتى إسرائيل إستعصى عليها نيل شيء من إباء المدينة وشموخها.
غناها فناننا. إبن العاصمة، مفرغاً بعضاً من جعبته الدسمة التي لطالما ضخّت الحياة والألفة والمودة والشفافية والصدق في أطراف المدينة، من خلال نتاج فني هو صورتها الحقيقية التي لم تهتز على مر الحوادث والمحن والخطط اللئيمة للإستئثار بثرائها ورمزها. نعم «قعبور» هو أفضل من غنّاها، وأفرحنا بها، وأطلق في فضائها أسراب الحمام، والطائرات الورقية حاملة البهجة والفرح وعبق الماضي في أجواء ما طالها فنان بالقدر الذي إستطاعه الفنان الرقيق المعجون بالوفاء لمدينة تنبض بالحياة رغم كل أوراق النعي التي أرادت موتها، فبقيت وإستمرت، وأثبتت أنها خالدة ومتجذرة في التاريخ والمستقبل.
صالة «مترو المدينة» ممتلئة عن آخرها. الكل يغني أو يدندن، مع حركة لا تهدأ لكامل الأجسام، تفاعلاً مع سيل الموسيقى والكلمات والأجواء، مع أغنيات تحمل النوستالجيا الحقيقية لروح رمضان ومعاني هذا الشهر المبارك. ويحق لـ «قعبور» أن يحتفل برمضان من خلال ريبرتوار كامل له، سبق وأمتع عموم الناس به ، واسس لفن مختلف يأخذ من خزّان المدينة ما يُفرح به أهلها ومن أحبوها وعرفوا كيف يغمرونها بدفء عاطفتهم مع عمل دؤوب لمنع سقوطها في أكثر من مفترق صعب.
غنّى وغنينا، فرح وأفرحنا، قلوبنا كانت تنشد وتتذكر وتكبر وتتواصل مع البرنامج الذي أعدّه «قعبور»: صلوا على النبي، بيروت يا بيروت يا قصة، تحت التينة فوق التينة، يا رايح صوب بلادي، صبح الصباح، من طلب العلا، من عمر الورد، حلونجي يا إسماعيل، القلب وما يريد، لو جمعنا دموع الأرض، علّوا البيارق، خلينا مع بعض، ومع ختام الحفل الذي ما تمنينا لحظة أن ينتهي، شدت الصالة بعفوية ومن دون سابق تحضير أغنيته الأشهر «أناديكم» فإستمر في إنحناءة الشكر مع فريق الحفل وكأنه لم يسمع ما كان ينشده جمهور الصالة، وحين تهنئتنا له على هذا التقدير وهذا الحب الجماهيري، سألناه عن «أناديكم» وهل سمع الحضور يرددها في الختام، فضحك وبادرنا « طبعاً سمعتها وفرحت لأن عملاً لي يعيش في ذاكرة الناس جيلاً بعد جيل، لكن لم يكن الظرف مناسباً لكي أغنيها وأنا إعتبرتها تحية إضافية من الناس على سعادتهم بما قدمناه من رمضانيات».