نتساءل لماذا ألف مرة هذا التحايل على الجمهور، كلنا نحب الفنان عادل إمام ونتسابق للإطّلاع على جديده للشاشتين بينما لا نملّ من إسترجاع كل مسرحياته على الفيديو، وها هو رغم كل الإستنتاجات السيئة النيّة لم يُبادر الفنان الأكثر جماهيرية للظهور شخصياً وقول ما هو واقع الحال وإذا كان هناك من مشكلة فليعلنها ما دام يخاطب مدداً من الناس يحبونه ويدعون له بالسلامة، ومن لا يفعل فهو مجرد حاسد لا قيمة معنوية له.
«تمام الحمد للّه كويس، الواحد بيقرا نعيه وهو كويس. أرد على إيه، كذا مرة إتقالت الحكاية دي وأنا مبردش على الحاجات دي، أنا مع أولادي وأحفادي في المزرعة بتاعتي، مبسوط يعني الحمد للّه» هذه الكلمات وردت بصوت الفنان عادل وعبر الهاتف وتم بثّها على أنها للطمأنة، بينما هي تزيد الشكوك وتكاد تؤكد أن هناك سبباً ما لن يُعلن، وإلّا ما الذي كان يمنعه من الظهور بكامل هيئته أمام الكاميرا التي إعتادها وأحبته هي الأخرى طوال أكثر من 60 عاماً.
وكم نثمّن بالمناسبة تلك المفاتحة النموذجية التي بادر بها الفنان هشام سليم جمهوره قبل رحيله بأسابيع وتحدث عن تغيير جنس إبنته، بعدما كان صارح قبل أربعة أشهر بأنه مصاب بالمرض الخبيث ويعالج كيميائياً. ما الذي حصل الناس راحت تدعو له بالشفاء، لا بل إن الجميع باركوا جرأته الأدبية في إعلان ما يُعاني منه وهو بذلك سد الطريق على ماكينة الإشاعات الناشطة دائماً للعرقلة والإساءة، ولو أن النجم عادل إمام ظهر وحيّا محبّيه فقط لأسكت كل أصوات النشاز التي تتغذى من الإشاعات والأخبار الكاذبة.
كثيرة هي الحالات المماثلة في الغرب التي يظهر فيها النجم ليُخاطب جمهوره ويُصارحه بما يؤرقه ويُزعجه ولا تُترك الأمور نهباً لصغار المتطاولين على كبار النجوم من خلال ثغرات لا علاقة لها بالفن. ويبدو أن عادل يحتاج في الفترة اللاحقة إلى المبادرة بتوضيح واقع حاله، إذا لم يتمكن من الوفاء بوعد التصوير مع نجليه المخرج رامي، والممثل محمد في فيلم جديد.
كم نرجو أن يكون نجمنا بخير وأن نراه بالصورة مصرّحاً أو ممثلا دحضاً لكل ما يُثار حول صحته وقد بلغ في أيار/ مايو المنصرم الـ 82 عاماً.