بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الثاني 2018 12:05ص «كورال الفيحاء» يطفئ 15 شمعة من التميز والنجاح والإنجازات

المايسترو «تسلاكيان» سافر بفريقه إلى أقاصي الأرض ولم يتوقف..

حجم الخط
أتوا من الشمال، من جهة القلب، وإستوطنوا الأسماع بسرعة، إستقبلتهم بيروت كما أكثر من 53 مدينة في العالم، كان الطموح كبيراً منذ البداية، أرادوا مخاطبة أمم الأرض بأروع آلة موسيقية، بالصوت الآدمي فقط، بحيث تخاطب الروح الروح ويكون تواصل ما بلغته يوماً آلة موسيقية خشبية أو نحاسية، ليتكامل الفعل الفني إمتاعاً ونشوة وتماهياً.
«كورال الفيحاء» بلغوا الخامسة عشر من العمر، ويحتفلون بالمناسبة في حفل كبير يقام مساء الخميس في 11 كانون الثاني/يناير الجاري في مطعم قصر الشاطر حسن – رأس مسقا –أول أوتوستراد طرابلس، تحت شعار» 15 سنة وعمرنا بأوله». الفريق الذي أطلقه وأداره ووضع خطط تحركه وحفلاته المايسترو «باركيف تسلاكيان» إنطبع بمبادئ وسلوكيات تشبه كثيراً حال الفرق الكبيرة في العالم، فإذا الواحد بالكل ، كما الكل في واحد. الكل 40 منشداً، أو مؤدياً أو مغنياً، والواحد هو المايسترو والكلام عنه فناناً وإنساناً يطول، ولأن نجاح الكورال مرتبط به شخصياً لا بد من تناول صفاته لتعميم الفائدة على المتابعين والراغبين في تجربة مماثلة لضمان نجاحها وإستمرارها.
مديرة الكورال ومساعدة المايسترو «رولى أبو بكر» تلعب دوراً محورياً في ترجمة ما سميناها بالمبادئ الثابتة في إختيار وإدارة الفريق الآتية عناصره من بيوت طرابلسية محافظة، ومتنوعة طائفياً ومناطقياً لكن الكورال صهرهم في بوتقة واحدة، لا بل في عائلة واحدة، جعلت أهاليهم يثقون بالكامل أن أبناءهم وبناتهم في حضن آمن ورصين يحفظ الجميع ويخاف عليهم ومن أجلهم وبالتالي فإن تمارينهم في طرابلس، أو أسفارهم إلى أي مكان في العالم، تتم بسلاسة ويُسر ويكون الجميع رهن رغبة وأوامر الإدارة الصارمة التي تشرف على كل صغيرة وكبيرة في تحركات أفراد الكورال ولا يتحرك أحد إلاّ بإذن لضبط كل الأمور وفق الأصول المتفق عليها منعاً لأي خلل.
في رحلتيْ عمل للكورال إلى قبرص والسويد، عايشنا ميدانياً معنى النجاح، وطبيعة الألفة التي تلف وتميز العلاقة بين الأفراد من الجنسين، فيما هالنا الأسلوب القاسي والمرن الذي يتبعه المايسترو في إدارة عناصره، إنه قاس حتى الطرد خلال التمارين، وفي الكواليس بعيداً عن أجواء العمل يصير «الرجل العسل» إلى حد أنه يسأل الصبايا معه إذا كانوا إشتروا لذويهم أو لمقربين مثل خطيب أو زوج هدايا لحملها معهم إلى لبنان من الخارج، بينما المشهد الأجمل يكمن في حلقات الغناء التي يقيمها الكورال بشكل عفوي ومفاجئ في كل المطارات التي يطيرون منها أو يصلون إليها، من مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى أي مطار في المنطقة والعالم، يرفع المايسترو عصاه فيأخذ الفريق كله وضع الإستعداد، وبإشارة بسيطة يعرفون أي أغنية سينشدون، وإذا بجموع الناس في المطار يتحلقون حولهم مرددين معهم جانباً من كلمات الأغاني التي يشدون بها، وأكثر من مرة قام بعض الحضور بجلب علبة شوكولا وتوزيع حبّاتها على الفضوليين بكل مودة وإندفاع.
وحصل في رحلة «ستوكهولم» أن مرّت الفرقة في طريقها إلى دار الأوبرا في المدينة، بمكان تجمّع لسائقي التاكسي معظمهم من العرب المهاجرين إلى السويد، وسرعان ما شكلت سياراتهم دائرة أحاطت بالكورال الذي غنّى أفراده عدداً من الأغنيات التي أشعلت الحنين في قلوب السائقين ومعظمهم من العراقيين إلى بلادهم.
15 عاماً مرّت كلمح البصر، في وقت تتجدد الآمال بتوسّع التجربة ما بين بيروت والقاهرة لترسيخ مبدأ الأنغام كجزء من الثقافات الحضارية للشعوب.