بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آب 2018 12:21ص «ماجدة الرومي» محط أنظار حزب أعداء النجاح

طالت الأرز ولم يرتدع المُشوّشون طمعاً في إحباطها

حجم الخط
كان لافتاً في الأسبوعين الماضيين تضاعف حمى حملة تستهدف المطربة السيدة «ماجدة الرومي» خصوصاً بعد حفلها الضخم الذي بثّته مباشرة من مهرجانات الأرز الدولية محطة الـ mtv الأكثر إشراقاً بين معظم الشاشات المحلية، فكانت فرصة ذهبية لجمهورها كي يتابعها من على منصة الأرز مع إستعراضات كانت على قدر كبير من الأهمية والإنجاز الفني الرفيع.
نحن ندرك وسط هذه الفوضى من المواقف السياسية المتشنجة والمتناقضة، صعوبة الخروج إلى فضاء الفن وشفافيته، فالكل في هذا  الأتون حال واحدة، مما أفرز على مر الوقت حزباً لا يقل تطرّفاً وإدّعاء عن الأحزاب الحاضرة يحمل بجدارة ووقاحة إسم «حزب أعداء النجاح» من مميزات المنتسبين إليه أنهم رافضون لكل جميل، لا يعجبهم العجب، ويخترعون أسباباً واهية للنيل من الأعمال والإنجازات الإيجابية رغبة في جو من الإحباط يهيمن على الساحة اللبنانية التي تغلي من كثرة المظاهر الفنية بحكم العدد الكبير من المهرجانات الفنية والثقافية المقامة في أكثر المناطق اللبنانية طوال فصل الصيف.
والحال واحدة إذا إختار نجومنا الغناء على خشبات محلية أو عربية، لأن الحملات مصدرها واحد وإمتداداتها الإقليمية معروفة التشعبات والفروع، تأتي من تداعيات الداخل، وإلاّ فما الذي يبرر الحملة على السيدة «ماجدة» من بعض الأوساط التونسية إستناداً إلى ما إعتبروه مبالغة في أجرها الذي ستتقاضاه مقابل حفلها يوم 15 آب/أغسطس الجاري على المسرح الروماني في قرطاج، وهو وفق ما تداوله المعترضون 400ألف دينار أي ما يُعادل 160 ألف دولار، يجيء هذا المناخ من دون ذكر الرقم الذي تقاضاه النجم «كاظم الساهر» عن حفله الذي أحياه يوم 31 تموز/يوليو المنصرم بعدما غاب عن الدورة السابقة من قرطاج، كما لم يُؤت على ذكر أجور الفنانين الآخرين أمثال: هبة طوجي واسامة الرحباني اللذين قدّما حفلاً ليلة29 تموز/يوليو الماضي أو ملحم زين الذي أحيا حفلة يوم الثاني من آب/أغسطس الجاري، في وقت أعلنت إدارة المهرجان أن الميزانية التي رُصدت لقرطاج 2018 تبلغ المليوني دولار، فلماذا التركيز على أجر السيدة «ماجدة» وحدها، والكل يعلم أن أجر كاظم مرتفع جداً في الغالب وكلاهما يملآن المدرّجات بالجماهير المحتشدة، لكن التصويب على الماجدة وحدها، وهو ما يفترض حلّ لغز الجهة المحددة التي تُدير ماكينة التشويش هذه للحد من تمدد حضور السيدة على منابر عربية محترمة.
وتتضح معالم الحملة كثيراً وبوضوح عندما أطلقت الماجدة أغنية «ميلي» التي لحنها ووزعها بمزاج شرقي عال ومحلّق الملحن «شربل روحانا»، من كلمات الشاعر «جرمانوس جرمانوس»، وحازت سريعاً على ردات فعل مبهرة في إعجابها بالنمط الذي إشتغلت عليه وقدّمته مطربتنا فإذا بنا أمام نهر من الفرح ينطلق في كل إتجاه، والصوت يصدح من القلب «ميلي» وتميد بنا الأسماع ونسعد ونميل كما طلبت، وتأتي التهاني والمباركات من فنانين عديدين لـ «ماجدة»، ومع ذلك فإن الماكينة الصدئة لحزب أعداء النجاح ظلّت مشغولة بالفتات، تبحث عن مبررات واهية للنيل من صورة وفن «ماجدة» التي ميّزها دائماً مناخ الإحترام والود والتفاعل النموذجي الراقي البعيد عن المنغّصات السطحية التي تبتغي الهبوط بمستوى المخاطبة والتقييم إلى أدنى الدرجات.
الحال التي سادت في الفترة الأخيرة أكدت أن المعركة بين النخبوي والهابط ما زالت مستعرة، وكما هي حال الخارجين على قانون المنطق والعقل تبدو اللعبة مكشوفة إلى حد الوضوح التام، وهذا يحسمه الجمهور الذي بيده وحده رفع القيم الفنية إلى أعلى الهامات، والهبوط بالمتطاولين الأفّاقين إلى أسفل سافلين.