بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2017 12:00ص «ماريو باسيل» يحب شكسبير ويروي سيرته غاضباً وصريحاً

مثّل الدراما كما يجب.. فهل يؤسِّس لمرحلة ما بعد الشانسونييه؟؟

حجم الخط
عنده مشكلة عالقة في الأذهان منذ سنوات غير قليلة: صورته عند الجمهور والنقاد من خلال أعمال الشانسونييه المنفلشة على سلبيات لا حدود لها، ومع ذلك له جمهور آخر، ليلي، خاص، يستمرئ نكاته، والخفة في طرح المواضيع أو القفشات، ويحب منه العبارات الجنسية التي يرددها من دون ضابط أو رادع طالما أن الكلام بين حيطان المرْبع الذي يقدم فيه إسكتشاته، وفي وقت يُغشى على الحاضرين من الجنسين من كثرة الضحك والقهقهة.
«ماريو باسيل» في حياته العادية، كأنه شاب آخر لا يشبه الممثل الكوميدي الذي يخترق حواجز عديدة في حفلاته اليومية، ويقول الكثير مما لا يمكن تمريره في مقالة أو إعادة عرض، وهذه الصفة جعلت له جمهوراً خاصاً جداً، بينما الذين ينتقدونه بشدة لا يستطيعون مقاومة متابعته في الإسكتشات التي تتجاوز الحياء العام، وتحط على بساط «قلة الأدب» إستناداً إلى إعتبارات ومبررات تعتبر أن الغاية هي الترفيه وجعل الناس ينسون أوجاعهم ومشاكلهم اليومية.
طبعاً المسألة ليست في مثل هذه البساطة، فهناك صورة حاضرة لم تعد مناسبة الآن، ويفترض إستبدالها بأخرى أكثر واقعية، يقدّم فيها ماريو نفسه كممثل درامي يهيم بالعالمي «شكسبير»، ويحب جداً المسرح الجاد وحامل الرسالة، لكنه يدرك أن السوق لا يتحمل ثقل هذه الأعمال ولا مضمونها الجاد، لذا وجب إستبدال الميت بآخر حي، وهو ما أقدم عليه «باسيل» من خلال صداقة مع الممثل والمخرج والكاتب «غبريال يمين»، عرف خلالها الثاني أن «ماريو» الحقيقي مغاير عن صورة الممثل العبثي الفوضوي المشغول بالجنس الآخر حتى آخر نقطة عطر فيهن، وهذا ما دفع الطرفين للإتفاق على خطة عمل جديد يقدّم هذا الفنان في صورته الحقيقية التي يحبها، ويرغب في أن تصل إلى الناس بدل إكتفائهم بشخصيات مثل «ماريوسا»، لذا جاء العرض المسرحي الذي كتبه وأخرجه «يمين» كتاباً أو تقريراً كاملاً يلحظ إجابات على كل الأسئلة وعلامات الإستفهام حول «ماريو» الذي يعلنها صراحة بأنه يحب «شكسبير» ويميل إلى عمل أدبي جاد يستعرض فيه قدراته الفنية الحقيقية.
لكن الفنان الذي يبدو متصالحاً مع نفسه، يعلنها بأن المرأة في حياته أمر أساسي، صورتها محفورة في أعماق مخيلته وهي تظهر بسبب أو من دون سبب، لتفرض نفسها على المشهد الكامل في يومياته، معترفاً بأنها تشغل تفكيره وهو يحاول التخفيف من هيمنتها على مخيلته، ويعمد «يمين» إلى إستحضار نموذجين من النساء (مع الممثلتين: يارا خوام، وتينا عبيد) يحضر في مواجهتهما ضميره الداخلي والحي (مع الممثل سيرجيو كوليانا) لنجده وحيداً على الخشبة مقدّماً صورته الحقيقية مدافعاً عن الذي يقدمه بأن الناس تحبه لكنه بكل بساطة ما عاد يطيق التكرار، وهذا سبب قبوله بمشروع «يمين» (one angry man) المستمر حتى 3 كانون الأول/ديسمبر المقبل، بما يعني 20 عرضاً فقط على خشبة مسرح المدينة وسط إقبال جيد للتعرف على إعترافات «ماريو» الفنية التي تبعد عنه شبهة السطحية، فيما ينفي رداً على سؤال لنا بأنه يعلن توبته عن الشانسونييه، فدافع عن هذا الجانب شارحاً: «أردت التأكيد بأنني إضافة إلى ما تشاهدونه لي من إسكتشات هزلية، أنا أهتم بالمسرح الجاد، وأحب الكتاب الكبار، لكن الفرصة لم تتح لي حتى الآن لكي أثبت ذلك، وهذا ما سأحاوله لاحقاً أيضاً».
«ماريو» قام بواجبه المهني التمثيلي في المسرحية، و«غابي» قدّمه كما يرتاح ويحب لتوضيح وتصويب الصورة عنه، فكان نجاح للطرفين في المهمة.