بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2019 12:00ص «ملحم زين» المجدّد يُجرّب بنجاح نموذج الرومانسية

أندلسيات – جبيل مع «روحانا» تفتح باباً على إبداع جديد..

ملحم زين متحدثاً في المؤتمر الصحفي ملحم زين متحدثاً في المؤتمر الصحفي
حجم الخط
هو مطرب ليس كالباقين، كبروا أم تواضع مستواهم، والوحيد الذي نزلت من أجله الجماهير إلى الشارع عندما إستُبعد من التصفيات النهائية في برنامج «سوبر ستار» مطالبة بإنصافه، والجماهير إيّاها لم تُقصّر في الوفاء لموهبته الكبيرة والمدهشة حتى اليوم، رغم مرور 16 عاماً على هذا الحدث، ليكون اليقين عند الجمهور الذي حسم قراره منذ أول ظهور لـ «ملحم» عام 2003، وتبيّن بالدليل القاطع والملموس أن الجمهور دائماً على حق، ولنضع كل قرارات التحكيم جانباً، فمن رفع «ملحم» إلى مقامه، وقيمته، ومكانته الحالية هو الجمهور وليس أي طرف آخر أياً كان.

بعد كل الأعوام التي خلت، يُدهشنا هذا الفنان الإنسان كم بقي كما كان، فطرياً متواضعاً صادقاً ويُغني كأنه لا يُغني، يُذكّرنا كثيراً بالراحل الكبير «نصري شمس الدين» (يُكرّمه مترو المدينة ليلتي 17 و30 تموز/ يوليو الجاري في حفلين بعنوان: الطربوش)، من خلال أسلوبه في الغناء الهادئ الواثق والمشبّع بأريج الأصالة والفن الجميل وكأنه بعض ما بقي من تلك الحقبة الزاهرة بكل التلاوين المُبهجة الراقية والخالدة.

في طرابلس (منتجع ميرامار) إلتقيناه مؤخراً أراد الحديث عن الـ «ميني ألبوم» الذي صدر له في هذه الفترة متضمناً خمس أغنيات فقط (لهون وبس، مدري شو بني، من مدة، قولوا، صفّي قلبي) وهي من إنتاج بلاتينيوم ريكوردز، ألحان سليم محمد سلامة، وتوزيع عمر صباغ، ونصوص لعدد من الشعراء، وسمعنا منه كلاماً يُثلج القلب ويؤكد أن هذا الفنان الإنسان لم يتبدّل فيه شيء، سوى أنه يريد ببساطة أن يُلبّي رغبات الناس من خلال تجارب رديفة للتي قدّمها إلى الآن تؤكد على طواعية صوته وقدرته على التفاعل مع النمط العصري الأسرع قليلاً والإيقاعي مع روح رومانسية تُعطي المجال الرحب للحنجرة الأجمل والأقوى كي تجول بنا في رحاب العاطفة والمشاعر الرقيقة والمناخات الأليفة مع النفس والروح والحنايا الحساسة.

قال لنا الكثير، فأضاف إلى صورته عندنا ما نعتبره تلميعاً لصورته الأولى، هو لا يدري بكل بساطة سبباً لإستمرار الشركات في إنتاج أعمال غنائية بينما سوق القرصنة والمواقع المجانية تسلب كامل حقوق هذه المرجعيات في إستغلال المصنّف الفني الذي صرفت عليه ميزانيات ضخمة، من دون رادع أو حسيب، وقد همس لنا مسؤول في الشركة شاكراً إثارة هذه القضية في مؤتمر صحفي، وطرح «أبو علي» موضوع التطوير والتغيير في صورته الغنائية مشيراً إلى أن ذلك مرتبط بالثقة الغالية التي أولاه إيّاها الجمهور أينما حلّ، وبالتالي من أولى مهماته دائماً البحث عن جديد يُلوّن الأسماع ويُمتع القلوب، مضيفاً بأن الأيام تجري بسرعة وما على الفنان الذي يحترم ناسه سوى الإستمرار في البحث للعثور على ما يُثير في الجمهور حميّة التواصل مع الفنان الذي يُحبونه.

كل هذا في خانة ومشروع تعاونه مع الملحن المتميّز «شربل روحانا» في كفّة مستقلة، ونحن لن ننتظر كثيراً فالجديد الذي وُعدنا به موعده في 26 تموز/ يوليو الجاري على خشبة مهرجانات بيبلوس الدولية، «ملحم» قال كلاماً فائقاً في التقدير والإحترام وتميّز ما يتحضر مع «روحانا» الذي دلَّ في حديث لنا معه على نقص العديد من الكيلوات من وزنه بفعل الجهد اليومي الذي يبذله في عملية التحضير للقاء جبيل تحت عنوان: «أندلسيات» وهو ما يُعتبر فتحاً جديداً إضافياً في تجربة «ريّس الأغنية اللبنانية» الذي يحتل مساحة كبيرة بين نجوم الغناء عندنا وفي العالم العربي، ومن المفارقات أن المنافسين نُدرة بما يُضيف إلى مسؤوليته دعماً جماهيرياً هو الأول والأبقى.