بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيلول 2022 12:00ص «ميّاس» فازت بـ America’s got talent: «قلّن إنّك لبناني»

«التألّق يليق بنا... فيا ساستنا ابتعدوا عنّا وخذوا ما يُدهش العالم»

لجنة الحكم تتوسّط أعضاء فرقة «ميّاس» بعد إعلان فوزها لجنة الحكم تتوسّط أعضاء فرقة «ميّاس» بعد إعلان فوزها
حجم الخط
تهافُتْ المسؤولين اللبنانيين للتبريك والاشادة بما حقّقته فرقة «ميّاس»، وفوزها بلقب America’s got talent، بعد أداء مميّز وعروض مبهرة قدّمتها طيلة مشاركتها في البرنامج الأكثر شهرة في أميركا والعالم، يجعلك تسترجع ما يحصل في كل عائلة، عندما يتفوّق الولد في المدرسة أو الجامعة أو يبدع في مكان ما، تجد والده يتفاخر بأنّه ابنه، وفي حال كان مُتعثّراً ويحتاج إلى بعض الدعم، تراه يرمي بالمسؤولية على والدته التي لم تعرف كيف تربيه ودلالها الزائد جعله فاسداً.
بلحظات، نقلت «ميّاس» اللبنانيين إلى عالم آخر، نقلتهم إلى حيث لا ذل ولا «شرشحة»، هناك في عالم الأضواء والنجومية، ولسان حالهم الوحيد «كرمالك يا لبنان»، جعلتنا جميعاً نصرخ ونجاهر بأنّنا لبنانيين « وقلّن إنّك لبناني»، بعدما مرّت علينا أيّام كنّا نستحي ذكر اسم بلدنا لبنان، الذي ذرف أعضاء الفرقة الدموع عند اعتلائهم المسرح لتقديم عرضهم الأخير، حينما رأوا علمه يرفرف في الصالة، فأين أنتم أيها السياسيين من لبنان وإبداعات شبابه ودموعهم؟، أين أنتم من أحلام يحققونها بقدرات فردية؟، وأين أنتم من التألّق وما زلتم عاجزين عن تشكيل حكومة وانتخاب رئيس؟، هل تُقدِمون على غير مواقف التبجيح الممجوجة وحفلات التكريم «السخيفة» فيما تدفنون كل يوم حلماً؟ 
هذه الإشادات تجعلك تتساءل: أين كان هذا الدعم لجميع المبدعين في لبنان؟، لماذا لا يتم تبنّيهم وفتح المجالات أمامهم؟، هل إذا كانت فرقة ميّاس التي تلقّت من إدارة البرنامج اتصالاً دعتها فيه للمشاركة في تجارب الأداء تمهيداً للظهور في العروض المباشرة التي يتابعها الملايين في كل أصقاع الأرض، ستؤمّن لهم الدولة «الباسبورات» للسفر في حال كانوا يحتاجون إليها؟، أم كانوا سيُسجنون داخل هذا السجن الكبير كغيرهم من اللبنانيين العالقين تحت براثن هؤلاء الحكام، والمعلقة احلامهم في الهواء؟!
الأنكى من ذلك، أنّ هناك مَنْ يُصرّح بعبارة، «لكم لبنانكم.. ولنا لبناننا».. فمَنْ سمح لكم المقارنة بين جمال وسحر ورقي ما قدّمته الفرقة، وسوداوية ما جعلتمونا نعيشه على مدار 30 عاماً وأكثر، فمَنْ يُطلِقون على أنفسهم صفة «مسؤولين» في وطني لا يفقهون ما في الفرح من حياة ولا ما في الفن من رقي.
«ميّاس» التي سارع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى منحها وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، وقبلها المنتخب اللبناني لكرة السلة للرجال، ومعهم اللبنانيون جميعاً، رسالتهم إلى هؤلاء واضحة «لا نريد منكم شيئاً، فقط اعطونا مقوّمات الحياة الكريمة، التي هي من واجبكم تجاهنا، ابتعدوا عن مساحات فرحنا واحلامنا وامانينا، وخذوا منا إبداعاً يدهش العالم».
هذا هو لبنان الذي نريده، لبنان جوهرة العرب كما وصفه السفير السعودي وليد بخاري، الذي لن ينكسر ولن يخضع ولن يتحوّل الى جمهورية موز كما يريده اصحاب الايادي السوداء.
ما أنْ أعلن عن فوز الفرقة «ميّاس» حتى توالت التهاني، حيث علّق رئيس مجلس النوّاب نبيه بري على تنويه نائب رئيس مجلس النوّاب الياس بو صعب على الإنجاز الذي حقّقته فرقة «ميّاس» واحتضانهم من قِبل المغتربين اللبنانيين في الولايات المتحدة الأميركية، بالقول: «لازم نتغرّب حتى نصير لبنانيين».
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فقال: «مجدّداً يتجلّى الإبداع اللبناني بعرض رائع لفرقة» ميّاس» في الولايات المتحدة الاميركية، على أمل ان يكون النجاح متلازما دائما لها. مبروك  الفوز والى المزيد من التألق».
بدوره، غرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر «تويتر»: «فرقة مياس… أجمل الناس... مبروك».
فيما قال الرئيس فؤاد السنيورة: «رفعت مياس راس لبنان في العالم وقالت انها اتية من بلد منكوب بقادته محظوظ بشاباته وأجياله الجديدة وفنه وإبداعه».
وهنأ الاتحاد الأوروبي في لبنان، فرقة ميّاس وكتب في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «ألف مبروك لفرقة ميّاس، مصدر فخر وإلهام».
فنّانون دعموا «ميّاس»
وكان للنجوم دور بارز في حثّ الناس ومعجبيهم على وجه الخصوص للتصويت للفرقة، ومن هؤلاء النجوم نذكر: هيفاء وهبي، إليسا، شريهان، نانسي عجرم، نجوى كرم، كارول سماحة، أحلام، نادين نسيب نجيم، نيكولا معوض، ملحم زين، راغب علامة، عاصي الحلاني وغيرهم.. 
ولم يقتصر الأمر على نجوم الوطن العربي، بل تعدّى فنّهم حدود هويّتهم ووصل إلى كلّ من يؤمن بالفنّ والقدرات الإبداعية، لاسيما النجمة العالمية صوفيا فيرغارا التي كانت أوّل من آمنت بالفرقة ومنحتها الـGolden Buzz، وها هو إيمانها وثقتها بميّاس كان «على قد الشوق»، حيث صرّحت قائلة: «ميّاس استحقت الفوز لأن الراقصات شغوفات بما يفعلنه»، كاشفة عن أنّهن قدّمن لها هدية، وهي قلادة عبارة عن أرزة، ونوّهت إلى أنّ «لبنان بلد قريب إلى قلبي، كوني ترعرت في منطقة تضم جالية لبنانية في كولومبيا».