يبدو أن عدوى النجاحات التلفزيونية الرمضانية للأعمال اللبنانية إنسحبت على برمجة المهرجانات الصيفية من غنائية وموسيقية ومسرحية، التي بلغت هذا العام على لسان وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال «أفيديس كيدانيان» 160 مهرجاناً (لن تدعم منها الوزارة سوى النصف فقط) يحييها كبار النجوم اللبنانيين بالمقارنة مع الإخوة العرب، والضيوف الأجانب.
في جولة سريعة على برمجة أبرز التظاهرات، نخلص إلى نتيجة مفرحة تقول بأن الأسماء الكبيرة عندنا في مجالات الغناء والعزف والإستعراض والتمثيل، كانت وفية لموطنها وأرضها وناسها، فكانت ضمن الحضن اللبناني من دون الإبتعاد عن الحضور العربي والعالمي بالقدر المتاح لكل نجم وفق إرتباطاته والأجندة التي يعمل على هديها، وتعود الفنانة الكبيرة «جوليا» في حفلين ضمن مهرجانات صور والجنوب في قلعة الشقيف يومي 21 و22 تموز/يوليو المقبل، حيث نفدت كامل التذاكر في ساعات فقط، من جانبها كانت السيدة ماجدة الرومي أحيت حفلاً كبيراً في مهرجان «موازين» المغربي منذ أيام، حيث إعتقل على هامشه شاب هددها بالقتل إذا ما شاركت في المهرجان الذي يخضع لتجاذبات محلية بشأن تكاليفه، وهي تختتم مهرجانات الأرز في 28 تموز/يوليو المقبل مع أغنية خاصة نظمها «نزار فرنسيس»، ولحنها جوزيف خليفة، ووزعها مارك أبو نعوم.
ودائماً ما تم الكلام على إدارات المهرجانات وإنتقاد ما تدفعه للضيوف الأجانب من دون اللبنانيين، وبعيداً عن مناقشة هذا الجانب، وجدنا أن تطوراً إيجابياً حصل هذا العام، فالطلب على فنانينا داخلياً كان كثيفاً ولم يكن فقط على نجوم الصف الأول a، بل إن الفئة b ، كان لها نصيب طيب من الطلبات اللافتة، وربما كانت عودة الفنان «زياد الرحباني» إلى صدارة المشهد المهرجاني لإفتتاح مهرجانات بيت الدين (12 و13 تموز/يوليو المقبل) هي الحدث الأبرز، بما يعني أن المنافسة على أشدها موسيقياً على الأقل، من خلال الليلة التي يحييها الفنان «شربل روحانا» في ختام مهرجانات بيبلوس يوم 24 آب/أغسطس المقبل، تكريماً للمبدع الموسيقي الكبير «سيد درويش» بمشاركة 25 عازفاً مع بعض الأصوات اللبنانية الواعدة، كما أن المؤلف الموسيقي خالد مزنر يقدم ليلة في بعلبك يعزف خلالها على البيانو مع فرقة موسيقية من ضمن برنامجها الموسيقى التصويرية لفيلم زوجته المخرجة «نادين لبكي» بعنوان «كفر ناحوم» الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الأخير.
وتحضر الموسيقى في عملين للفنان الشامل «جورج خباز» الأول مسرحيته «إلاّ إذا» التي عرضها على مسرحه «شاتو تريانو» على مدى أشهر ثم حوّلها إلى ميوزيكال بالكامل لتقديمها في بعلبك مع أوركسترا يقودها بشكل حي المايسترو الشاب «لبنان بعلبكي» يومي 10 و11 آب/أغسطس المقبل، ويتعاون «خباز» و«بعلبكي» في «إهدنيات» يكون فيها الأول مخرجاً، مع موسيقات باقة من الأفلام العالمية الخالدة، يقود خلالها «بعلبكي» أوركسترا الإذاعة الرسمية الرومانية والمؤلفة من 75 عازفاً.
ويحضر المخرج «إيفان كركلا» مع جديده «فينيقيا بين الماضي والحاضر» في 17 و18 آب/أغسطس المقبل في بيبلوس، عن نص للوالد المؤسس «عبد الحليم كركلا»، ومصممة الرقصات «أليسار كركلا»، مع فريق من الفنانين (هدى حداد، جوزيف عازار، غبريال يمين، رفعت طربيه،منير معاصري، وعمر كركلا). وفيما تستضيف مهرجانات البترون الفنان إبراهيم معلوف في 11 آب/أغسطس، يتعاون إيلي معلوف مع المطربة جاهدة وهبة في بعلبك على تقديم حفلة في 17 آب/أغسطس بعنوان «من تراثنا إلى الجاز»، مع إفتتاحية خاصة لمدينة بعلبك.
ويحضر وائل كفوري في مهرجانات صيف جونية، عاصي الحلاني في مهرجانات صور(3 آب/أغسطس)، ويغني «سعد رمضان» من ريبرتوار العندليب، و»مايك ماسي»أغنيات ألبومه «برافو» في مهرجان الزوق (16 و17 تموز/يوليو).