بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2019 12:00ص نجومنا تلمع في سماء العواصم العربية والعالمية وجمهورنا يختار الأمان ويحتفل بالأعياد في المنازل

راغب راغب
حجم الخط
لا إعتراض على سهرات نجومنا بالعشرات على منابر المرابع والقاعات والفنادق في عدد لا يُحصى من العواصم والمدن العربية والغربية إحتفالاً بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، في وقت باتت شجرة الميلاد حاضرة في منازل اللبنانيين، كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين على عادتهم في كل عام، تكون موجودة سواء اختاروا السهر خارج المنزل أم مع أفراد العائلة وأقرب الأصدقاء.

ندرك تماماً حجم الطلب على التعاقد مع فنانينا لإحياء حفلات في الخارج وكنا في وقت سابق أشرنا إلى سعادتنا لوجود نسبة تتعدّى أحياناً الـ 80 في المئة من الحفلات في دنيا العرب والمغتربات يُحييها نجوم لبنان، والجيد حالياً أن الأسماء غير النجومية ما عادت تجد لها موطئ قدم على هذه المسارح بعدما جرت عملية نخل (من منخل) لعدد لا يُستهان به من الطارئين ومتواضعي الموهبة أبعدتهم عن أي منافسة أو حضور في الحفلات الرئيسية وتلقفتهم بعض المطاعم الصغيرة فقط.


ميريام


نعم هناك إستقطاب لفنانينا من عمّان، إلى دمشق واللاذقية، دبي، أبوظبي، موسم الرياض الذي لا تتوقف حفلاته في كل الأحوال، المغرب، تونس، الكويت، القاهرة، الإسكندرية، قبرص، اليونان، إسطمبول، النروج، المكسيك، الولايات الأميركية، برلين، باريس، ونستطيع التعداد أكثر ومن دون توقف، ومع ذلك فإننا لن نحصي كامل المدن التي تعاقدت مع فنانينا لإحياء حفلات بمناسبة الأعياد.


أليسا


وإذا لاحظتم فإن بيروت التي سطعت دائماً وأبداً بين المدن لأنها «ست الدنيا»، بالأضواء والسهر والحفلات لم تُعلن بعد عن سهراتها اللهم إلاّ تلك التي تقام حتى في الأيام العادية داخل قاعات الفنادق الكبرى خصوصاً، لأنها مشغولة بهمّ كل الوطن كما كانت هكذا كلما عصفت بالوطن نوائب وزلازل أمنية أو سياسية، أو حتى إجتماعية كما هي الحال اليوم مع رهان الفوز بوطن نُباهي به الأمم، أو يسرق الفاسدون ما تبقّى منه بدهائهم وسلطانهم. لن يُعدم اللبنانيون وسيلة لإختراع الفرح والإحتفال به، حتى ولو ضحكنا ورقصنا مذبوحين من الألم على ما آل إليه جشع الإنتهازيين والسماسرة وكبار التجار في السياسة والإقتصاد وكل نواحي الحياة التي تحوّلت معهم إلى جحيم لا يُطاق. نعم اللبنانيون يحبون الحياة، لكن بكرامة وشرف وعزّة نفس، وكما هم يغنون ويرقصون ويقرعون الطبول والطناجر، في تظاهرات وتجمعات الإحتجاج والثورة رفضاً لواقع مزرٍ، سيئ، ما عاد مقبولاً، فإنهم قادرون لاحقاً على الإحتفال ليس بمقدم عام جديد فقط، بل بفتح صفحة جديدة على وطن حر، يُرسي مواطنوه قواعد العزّة والحق والمساواة ومحاسبة كل فاسد ومجرم وكاره لبلده وأهله، حينها يكون الإحتفال على مستوى نتباهى ببلوغه بعد أسابيع من ثورة قدّرها العالم الحر ومنحها صفة الرقيّ في التعبير عن المطالب، من دون إستعراضات القوة والخروج على القانون الذي نريده حامياً وضابطاً لإيقاع الحياة الطبيعية في بلادنا.

جيد أن يحمل فنانونا إلى دول الجوار والمغتربات رسائل حب وثورة في آن، مع التنويه بأن معظمهم لا يتأخّرون في إعلان تقديرهم لكل المنتفضين على معالم الفساد والهدر ونهب المال العام تحت أكثر من عنوان وبأكثر من وسيلة باتت مكشوفة أمام الرأي العام المنتشر في الساحات كلها لمنع أي تمريرة لبلوغ هدف غير إيجابي، فكل الأجواء تحت السيطرة ولا بد للقيد أن يتحطم، كما لا بد للشعب أن يبلغ غايته في ترسيخ مطالبه والإنتصار في معركة إسترداد الوطن من ناهبيه.