بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آذار 2019 01:01ص إشتباك في بروكسل حول الإقامة المستدامة وتمويل فُرَص العمل!

خلافات حول التعيينات والكهرباء قبل مجلس الوزراء.. وريفي ينسحب لمصلحة مرشحة «المستقبل»

حجم الخط
عشية الموعد «المتداول» لمجيء وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة مايك بومبيو ومن ضمنها زيارة إلى بيروت، يلتقي خلالها كبار المسؤولين في إطار جولة تحددت أهدافها بإبعاد النفوذ الإيراني، وفتح الطريق امام «صفقة القرن» أضيف همّ جديد إلى الهموم اللبنانية، هو ترقب الموقف بين إسرائيل وقطاع غزة، في ضوء إطلاق صواريخ على تل أبيب على الرغم من نفي حركة «حماس» مسؤوليتها عن هذا التطور..
ويأتي القصف الصاروخي على تل أبيب (الخبر في مكان آخر) في وقت كانت تتجه فيه الأنظار إلى مؤتمر بروكسل لاغاثة النازحين السوريين، الذين يقدر عددهم بـ5.6 ملايين نازح خارج بلدهم في تركيا ولبنان والأردن وفي العراق ومصر، فضلاً عن النازحين داخل سوريا.
وعلمت «اللواء» من مصادر لبنانية واسعة الاطلاع ان نقاشات بدت أشبه باشتباك حول مواضيع ثلاثة:
1 - الإقامة المستدامة للنازحين في لبنان، وهو الأمر الذي عارضه الرئيس سعد الحريري بقوة، وصرف النظر عن الإشارة إليه في البيان الختامي.
2 - تمويل فرص العمل، وهذا أيضاً استدعى نقاشا، أكد فيه الرئيس الحريري ان لبنان ليس بإمكانه قبول هذا الأمر، فلبنان يئن تحت وطأة بطالة بالنسبة للشباب والخريجين، وليس  بإمكانه تشريع فرص العمل لا للنازحين السوريين ولا لسواهم.
3 - زيادة تمويل لبنان كدولة مضيفة، والوفاء بالتزامات الدول المانحة على هذا الصعيد، وعلمت «اللواء» بأن لبنان تلقى وعدا بزيادة المخصصات المالية التي ستقدم في ما خصّ بنيته التحتية، وتمويل التعليم والصحة والكهرباء، باعتبارها تحتاج إلى تغطيات مالية، فقد قال وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، ان لبنان يحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات.
وغادر الرئيس الحريري بروكسيل إلى باريس في طريق العودة الي بيروت، حيث تنشط الاتصالات لترتيب جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، في ظل تجاذب حول الملفات المطروحة سواء أكانت تتعلق بالكهرباء، بين المعامل والبواخر أو التعيينات، التي بدا ان خلافات تحوم حولها، لجهة الآلية والأسماء، وفي هذا الإطار، قال وزير الإعلام جمال الجراح، انه لن «يمشي» برئيس مجلس إدارة لتلفزيون لبنان لا يحظى بالمواصفات المطلوبة، فضلا عن الذي أشار إليه النائب السابق سليمان فرنجية من مقر الرهبنة المارونية في غزير من ان هناك صعوبات حول التعيينات.
«بروكسل- 3»
بلغت حصة لبنان من مجموع هذه المساعدات نحو مليار و400 مليون دولار ومليار و63 مليون يورو، وهو مبلغ يعادل تقريباً ما طلبه لبنان لتأمين تمويل خطته للاستجابة للأزمة للعام 2019، وهو 2،6 مليار دولار، بحسب ما أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري في كلمته امام المؤتمر، مشدداً على ان لبنان «لا يستطيع ان يستمر في تحمل الاثار الاقتصادية والاجتماعية لاستضافة مليون ونصف مليون نازح».
وأكّد الحريري ان الحكومة ستظل ملتزمة بالعمل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على أي مبادرة عملية تضمن العودة الآمنة للنازحين السوريين بما في ذلك المبادرة الروسية، مشدداً على انه «ليس لدينا خيار آخر سوى توحيد الجهود والعمل معاً لمعالجة العقبات والتحديات التي تواجه عودة النازحين».
كما حذر من ازدياد اثر أزمة النازحين السوريين على لبنان ما يُفاقم، على المدى القصير، التحديات الاقتصادية والاجتماعية ويؤدي إلى وضع العلاقة بين المجتمعات المضيفة واللاجئين في أجواء توتر شديد يُهدّد استقرار لبنان، داعياً المجتمع الدولي للعمل إلى جانب لبنان وتكثيف الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية للنازحين، مشيراً إلى انه لتحقيق ذلك يتعين علينا التركيز على خمس أولويات:
1 - تأمين التمويل الكافي لخطة الاستجابة للأزمة بما يوازي 2،6 مليار دولار.
2 - ضمان استمرارية المشاريع كتأمين وصول التعليم إلى الجميع، فضلاً عن التخفيف من اثر العوامل السلبية، مثل الظروف المناخية القاسية التي شهدها لبنان هذا الشتاء.
3 - زيادة الدعم المقدم إلى المجتمعات المضيفة بما لا يقل عن 100 مليون دولار سنوياً لتمويل المشاريع الصغيرة في البنى التحتية.
4 - دعم وتطوير نظم الحماية الاجتماعية ولا سيما دعم الأسر الأكثر فقراً عبر مساهمات بقيمة 100 مليون دولار سنوياً.
5 - دعم الإطار الاستراتيجي للتعليم والتدريب المهني والتقني الذي طورته الحكومة اللبنانية بدعم من منظمة «اليونيسيف» ومنظمة العمل الدولية لتعزيز مهارات العمال اللبنانيين، مشدداً على ان «الحل الوحيد لازمة النازحين السوريين هو العودة الآمنة إلى وطنهم وفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية».
ونقلت معلومات عن الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر انه ألغى عبارة «العودة المستدامة» وطلب إضافة إقامة مؤمنة أو أوراق ثبوتية «في البيان الختامي، ولم يتم التطرق في المؤتمر إلى توطين النازحين في أماكن اقامتهم لا مباشرة ولا مواربة».
وكان الحريري قد أكد قبيل مشاركته في المؤتمر على ان أهم حل للنزوح هو عودة النازحين، مشدداً على  ضرورة الضغط على النظام السوري من قبل كل الأصدقاء والحلفاء لكي يعود النازحون إلى سوريا، مشيراً إلى انه «ليس طبيعياً ان يكون هناك 10 ملايين نازح خارج سوريا».
وقال: ان لبنان يقوم بواجبه الإنساني تجاه النازحين ونريد ان نرى نهاية لهذا الملف الذي يُشكّل عبئاً كبيراً علينا، وانه على المجتمع الدولي ان يعلم ان لبنان لا يقدر ان يستمر بالطريقة نفسها، لافتاً إلى ان الأموال التي يفترض ان يدفعها المجتمع الدولي ليست للترف وإنما للنزوح السوري».
وأجرى الحريري على هامش المؤتمر لقاءات مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ومفوض سياسة الحوار الأوروبية جوهانس هان، وايضاً مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير ووزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح.
باسيل
في المقابل، كشف الوزير باسيل، خلال احتفال «التيار الوطني الحر» بذكرى مرور 30 عاماً على 14 آذار، وهو تاريخ دخول العماد عون قصر بعبدا عندما كان رئيساً «للحكومة العسكرية» وليس 14 آذار 2005،  أسباب عدم مشاركته في الوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل-3، مشيرا إلى انه فضل البقاء في بيروت للاحتفال بالذكرى لأن «مؤتمر بروكسل لتمويل بقاء النازحين، ونحن نريد مؤتمرات تعيد النازحين إلى سوريا»، واصفاً الحديث عن «التطبيع مع النظام السوري» بأنه «كذب يجب ايقافها». معتبرا ان «التواصل مع الدولة السورية والاتفاق مع المجتمع الدولي فيه مصلحة»، مشيرا إلى ان «العلاقة مع سوريا ليست مقطوعة ولا تحتاج إلى تطبيع، وعلينا ان نقر في مجلس الوزراء ورقة سياسية لعودة النازحين».
ورأى أنه «لا يعتقد احد انّه يقدر ان يغرينا بمساعدات مالية، او تهديدنا بحصار مالي فبالنسبة الينا «سيدر» هو رزمة اصلاحات لمصلحة بلدنا، وفي اليوم التي يستعملها احد ليفرض علينا قروضا مقابل النزوح، نجيبه: ما بدّنا لا قروضك ولا نزوحك، فلبنان ارضه وهويته ورسالته اغلى من كل اموالك».
ولفت باسيل إلى «اننا ناضلنا من قبل لاستعادة حريتنا المحجوزة من الخارج واليوم سنحارب من أجل استعادة دولتنا المنهوبة من الفساد»، مشدداً على «أننا أخرجنا الجيش السوري من لبنان وهزمنا الجيش الإسرائيلي وسنعيد اللاجئين السوريين إلى بلدهم وسنرفض توطين الفلسطينيين ونحن أوصلنا الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة وأنجزنا قانون الإنتخاب وسنؤمن الكهرباء 24/24 وكتبنا «الإبراء المستحيل» حتى أصبح قانوناً وسنرفع الغطاء المذهبي عن الفساد».
وأوضح: «أننا لن نموت بالشائعات لأن الحقيقة دائماً تنتصر وهي انتصرت في 14 آذار الحقيقي قبل ثلاثين عاما»،
مشيراً إلى أننا «سنضرب الفساد ونساهم بتنمية الاقتصاد»،  لافتاً إلى أنه «اما عودة نازحين او لا حكومة واما طرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء او لا حكومة واما صفر عجز كهرباء او الحكومة صفر ولا حكومة».
زيارة بومبيو
ويترقب لبنان الرسمي زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو يومي 21 و22 آذار الحالي، فيما يتحضر الرئيس ميشال عون لزيارة روسيا يومي 25 و26 منه، فيما يبدو انها سياسة دبلوماسية لبنانية جديدة لخلق نوع من التوازن بين محاولات الجذب الأميركي للبنان ومحاولات الاغراء الروسي له، في سياق موقفه الثابت بعدم الانجرار إلى أي محور صراع بين القوى العظمى والإقليمية.
وفي تقدير مصادر رسمية وديبلوماسية لـ «اللواء» ان زيارة بومبيو إلى بيروت لا تخرج من سياق المسعى الأميركي في المنطقة من اجل إيجاد تغطية سياسية ودبلوماسية مطمئنة للحلفاء والأصدقاء بعد قرار الإدارة الأميركية الانسحاب من سوريا، ولخلق دينامية سياسية جديدة تضمن لاميركا مصالحها الحيوية الأساسية.
وتعتقد المصادر ذاتها ان بومبيو سيؤكد خلال زيارة بيروت حرص الادارة الاميركية على تثبيت التعاون مع لبنان وبشكل خاص تثبيت «الشراكة» مع جهتين يعتبرهما الجانب الاميركي بمثابة الشريكين «الاكثر ثقة» في موضوع مكافحة الارهاب وهما مؤسسة الجيش والقطاع المصرفي.
ريفي
على صعيد الانتخابات الفرعية في طرابلس، وصف الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، المصالحة التي أرساها مع الرئيس الحريري في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، بأنها كانت «خطوة كبيرة لطي صفحة الشرذمة والخلافات»، مؤكدا اقتناعه التام بهذه المصالحة التي أدّت إلى امتناعه عن خوض الانتخابات الفرعية في طرابلس، معتبرا ان المصالحة كانت أغلى من المقاعد النيابية، لأنها كانت انقضاء للتصفية ولاهدافنا في الاستقلال والسيادة ودولة المؤسسات، كما انها كانت متراساً صلباً لمن يتهم طائفتنا بالفساد بعد اتهامها بالارهاب».
وأوضح ريفي في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في طرابلس، انه كان عازما على الترشح للانتخابات لكنني تجاوبت مع مبادرة الرئيس السنيورة  منذ اليوم الأوّل، وتركت الباب مفتوحا رغم ان الجهوزية كانت كاملة، كاشفاً بأنه تنامى إليه ان هناك من ينتظر ترشيحه لكي يعلن مرشحاً لخط سياسي مناقض للتوجهات السيادية لطرابلس، بهدف استعادة المقعد النيابي الذي شغر بطعن المجلس الدستوري، والفوز به بعد وضع ترشيحه بمواجهة مرشحة تيّار «المستقبل».
‏وقال: «لا ليس أشرف ريفي من يساهم بخسارة قضيته، خصوصاً إذا ما توفرت الظروف المعقولة لمصالحةٍ بين أبناء الصف الواحد، على الرغم مما بينهم من خلافاتٍ سياسية».
وتوجه ‏الى الرئيس الحريري بالقول: «تخاصمنا طويلاً، وتصالحنا بنية متبادلة بطي صفحة مكلفة على الجميع واليوم يدي ممدودة. علاقتنا الآن مبنية أكثر على الصراحة».
وحمل ريفي بشدة على ما وصفه «دويلة السلاح» في إشارة إلى حزب الله التي تعمل لحساب إيران، متهما إياها بمحاولة السيطرة على الدولة، كما ردّ على اتهام الرئيس السنيورة بالفساد وبالمسؤولية عن الـ11 مليار دولار، مؤكدا ان من يريد محاربة الفساد لا يُقوّض الدولة ومؤسساتها، ومن يحترم القضاء عليه ان يسلم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن يطالب بمكافحة الفساد ان ينزع قبضته من المطار والمرفأ وان يتوقف عن تبييض الأموال وتهديد النظام المصرفي إلخ... (التفاصيل ص 3).