بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2018 12:00ص إساءات افرام وياسمين للقرآن تستدعي النيابة العامة للتحرّك وتطالب رئيس الجمهورية بلجم أبواق الفتنة

حجم الخط
تفاعلت على نطاق واسع وخطير، المواقف والآراء المسيئة للقرآن الكريم وللدين الإسلامي الحنيف وللمسلمين، التي أدلى بها كل من: رئيس «الرابطة السريانية» حبيب افرام، والمذيع جورج ياسمين في لقاء ضمن برنامج «حوار اليوم»، الذي تبثه قناة «OTV» التابعة لرئيس الجمهورية ميشال عون.
فماذا جرى في تلك المقابلة المسيئة؟.. بدأ مقدّم البرنامج جورج ياسمين السؤال بإثارة موضوع المساواة والأقليات، معتبراً أنّ الأقليات هم أساس الأرض، وقال: «يللي إجو بعد مش أساس الأرض وحكموا بظروف معينة»، قاصداً بذلك المسلمين، الأمر الذي استثار رئيس الرابطة السريانيّة حبيب افرام، فشبّه المسلمين باليهود الصهاينة الذين يعتبرون أنفسهم شعب «الله المختار»، ليستدل بالآية القرآنية الكريمة 110 من سورة آل عمران [كنتم خير أمة أُخرجت للناس]، متسائلاً باستنكار «ماذا يعني هذا الكلام؟ في أمّة أحسن من أمّة؟»، مشيراً إلى أنّها «تحتاج إلى تفسير، إذ إنّ جميع البشر متساوون».. ليكمل الإعلامي جورج ياسمين كلامه التحريضي مستذكراً قوله تعالى من السورة نفسها بالآية 139 [لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون]- علما بأنّه ذكرها بشكل خاطئ - وقال «القرآن الكريم على راسنا وعيونا، لكن هناك الآية الكريمة التي تقول [ولا تهنوا (ولا تحزنوا) وأنتم الأعلون] وهذه توازي تلك»، ليستطرد افرام كلامه قائلاً: «بين كل دساتير هذه المنطقة لا مساواة مهما تنوعت الأنظمة».
ويكون بذلك كل من افرام وياسمين قد تجاوزا حدودهما في جملة أمور، أهمها:
1-أنّهما تناولا موضوعا دينيا فقهيا عقائديا حسّاسا انطلاقاً من مفهومهما الخاطئ والعاجز عن فهم حقيقة النص القرآني، ومدلولات اللغة العربية والجاهل لخلفيات أسباب نزول الآيات والأحداث التي أدت إلى ذلك.
2-فرض المحاور وضيفه رأييهما على المشاهدين من دون أن يكون هناك أي استيضاح لحقيقة مفهوم هذه الآيات والدلالات والمعاني المقصودة بها، أو إجراء اتصال بالجهات المعنية لتبيان الأمر، ونصبا نفسيهما مفسرين ومشرعين بما لا علم لهما به.
3-تشبيه افرام المسلمين باليهود الصهاينة في التعالي على الناس، وما يستتبع ذلك من اتهامك مباشر للمسلمين الآمنين المسالمين بالإرهاب الذي يرتكبه الصهاينة اليهود المحتلين بحق العرب والمقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة وغيرها.
لم تمر المقابلة بسلام، واستدعت عاصفة كبيرة من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيها سياسيون وعلماء دين وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وناشطون، مطالبين الجهات الأمنية والقضائية بالتحرّك الفوري لوضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تمس السلم الأهلي، وتناقض الدستور اللبناني الذي يجرم المس بالأديان والمعتقدات والتجديف بالذات الإلهية.
{ وفي هذا الإطار، أصدر رئيس «تيار الكرامة» عضو التكتل الوطني النائب فيصل كرامي سابقة في أنّه أوّل مسؤول رسمي يعترض على ما جاء في المقابلة، بياناً جاء فيه: «بعد مرور 24 ساعة على حديث (السيد) حبيب افرام في مقابلة تلفزيونية مع الاستاذ جورج ياسمين عبر قناة الـ otv، دون أي تعليق أو موقف لعلماء الدين إلا من رحم ربي، نقف بذهول أمام هذا الصمت المخزي، والذي كان سيتحول لعصيان مدني لو كان حديث افرام قد طال شخصية سياسية أو أبا روحيا لعلمائنا الأفاضل».
وأضاف: «أما وقد تخلى أصحاب الشأن عن واجبهم في الرد وتفسير ما أتى في قرآننا الكريم، أجد نفسي مسؤولا أمام الله عن توضيح أي التباس بما أوتيت من علم ومعرفة، [كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم، منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون]، نعم إن أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله هي خير أمة، ومن كان غير ذلك فالأمة براء منه، [ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين]، الأعلون هي صفة أعز الله بها المسلمين الصابرين في معركة أحد، كي لا يضعفوا أمام طغيان الكفار، حين بشرهم الله بجنات النعيم جزاء جهادهم وشهادتهم واشترط أن يكونوا مؤمنين، اللهم إني قد بلغت بما علمت ولا أدعي المعرفة الكاملة، إنما الكمال لله».
وتابع: «إن تعرض السيد افرام لقرآننا والتشكيك برسالته، يكسر أي قاعدة للصداقة، فلا النيابة ولا الوزارة ولا حكم العالم بأكمله سيعوضنا عن ذرة أجر عند رب العالمين».
{ وحذّر عضو كتلة «المستقبل» النائب وليد البعريني في تغريدة على حسابه عبر «تويتر» من أنّ «القرآن الكريم وجميع معتقدات الأديان السماوية ليست مادة للتهكم الإعلامي»، مؤكداً أنّ «ما حدث أمرٌ مرفوض ومدان ويشعل فتنة لبنان بغنى عنها في هذه الظروف الصعبة».
وأضاف البعريني: «فلنحافظ على وطننا ولتتحرك المرجعيات الروحية ووزارة الإعلام في ضبط الخطاب والشاشات».
{ وقال النائب السابق عمار حوري في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»: «ما تفوّه به حبيب فرام خطير ومرفوض ومُدان ويشعل فتنة، لأن التعرض للقرآن الكريم خط احمر بشكل قطعي، وعليه الاعتذار والتراجع».
{ وقال الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري، في تغريدة عبر «تويتر»، إلى فرام وياسمين: «تناولكم بعض آيات القرآن الكريم، خلال مقابلة على محطة «أو.تي.في»، دون أن تفقهوا معانيها العميقة وقدسيتها لدى المسلمين، أمر مدان ومرفوض .. اتقوا الله».
{ وأصدرت هيئة علماء المسلمين في لبنان بيانا دعت فيه النيابة العامة اعتبار كلام افرام وياسمين «إخباراً ضد العبث بالحقائق والتعدي على الذات الإلهية واحتقار الدين الإسلامي وإثارة النعرات الطائفية»، مطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون «بلجم الأبواق التي تتلطى خلفه للتهجم على الإسلام والقرآن».
حبيب افرام
إثر هذا كله، أصدر رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام التوضيح الآتي: «منعا لأي سوء فهم أو تشويه أو استغلال، أنا لم ادع أبدا في مقابلتي في تلفزيون ال «او.تي. في» مع الإعلامي جورج ياسمين الى أي تغيير في القرآن، ولا يمكن ان ادعو، فانا ادرك تماما قدسية نصه للمسلمين وأحترم ذلك، تكلمت عن تفسير آية واحدة حتى لا يفهم منها ان هناك أحدا افضل من احد، وذلك في سياق مناداتي بفكر يحترم المساواة التامة والمواطنة وحق كل إنسان وكل جماعة».