بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 شباط 2021 12:01ص صبري: الاحتلال يسابق الزمن لفرض السيادة الكاملة على مدينة القدس المحتلة

المسجد الأقصى المسجد الأقصى
حجم الخط
كثّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات تنفيذ الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، تزامناً مع التحضير لإقامة الأبنية الاستيطانية التجارية في منطقة ساحة البراق بالمسجد، بهدف طمس الوجود الإسلامي وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على مدينة القدس المحتلة.
يأتي ذلك على وقع اقتحام المستوطنين المتطرفين، للمسجد الأقصى واستباحة باحاته بجولاتهم الاستفزازية وطقوسهم المزعومة، تحت حماية قوات الاحتلال.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن الاحتلال يكثّف من تنفيذ حفرياته في منطقة ساحة البراق بالمسجد الأقصى، بما يهدّد أساساته.
وأضاف الشيخ صبري، أن الاحتلال يسابق الزمن من أجل فرض السيادة الكاملة على مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى من خلال تزوير التاريخ، وطمس الوجود الإسلامي.
وتوقف عند تنفيذ الحفريات في منطقة ساحة البراق، مفيداً أن «الاحتلال سعى في حفرياته للبحث عن آثار تخصّ تاريخهم القديم، حيث بدأت الحفريات في القرن 18 من خلال جهات بريطانية معنية بالآثار، والتي كانت تحاول أن تتصنع البحث عن آثار، ولكن النيّة كانت إثبات وجود يهودي في القدس».
ولفت إلى أن «الاحتلال يركز حفرياته الآن في ساحة البراق، والتي أصلها حارة المغاربة، وأرضها وقف إسلامي؛ بهدف طمس الآثار الإسلامية، وأي أثر إسلامي عبر التاريخ».
وأكد بأن «الاحتلال يدمّر كل ما يجده من آثار إسلامية وينفيها ويطمسها ويغيّبها، في محاولة منه للانتقام إثر فشل مساعيه بالحصول على أي دليل يثبت أحقية له في المدينة المقدسة».
وأوضح بأن «الاحتلال لم يجد حجراً واحداً له علاقة بالتاريخ العبري القديم، رغم الحفريات الضخمة والملايين التي دفعت لتزوير التاريخ».
ونوّه إلى أن «الاحتلال يتحضر لإقامة بنايات ضخمة ومطاعم ومكاتب ومواقف سيارات في منطقة ساحة البراق، بالتوازي مع شبكة قطارات تربطها ببعض الأحياء الاستيطانية اليهودية».
وقال الشيخ صبري إن «كل حجر في القدس يدلل على التاريخ الإسلامي لها، فيما يسعى الاحتلال إلى تغيير الطابع الإسلامي للمنطقة، وخصوصاً في حائط البراق، وإحلال بناية ضخمة لحجب الرؤية عن المسجد الأقصى المبارك».
استمرار الاقتحامات
وفي الأثناء، استأنف عشرات المستوطنين المتطرفين، اقتحام باحات المسجد الأقصى، وأداء الطقوس التلمودية المزعومة فيه، تحت حماية أمنية مشدّدة من قبل قوات الاحتلال، فيما اعتقلت الأخيرة شاباً من بلدة سلوان.
وتأتي هذه الاقتحامات، ضمن الجولات الاستفزازية اليومية للمستوطنين التي تنطلق من باب المغاربة، حتى باب السلسلة، مروراً بمنطقة باب الرحمة، ويجري خلالها تأدية طقوس تلمودية، رغم استمرار الإغلاق الشامل، الذي تشهده المدينة المقدسة.
واعتقلت قوات الاحتلال، رئيس نادي سلوان، مروان الغول، بعدما اقتحمت منزله في الحارة الوسطى ببلدة سلوان، كما اقتحمت، نادي سلوان، وأجرت فيه عمليات تفتيش وتخريب في محتوياته.
ولم تكتفِ جرائم سلطات الاحتلال عن ذلك الحد؛ بل أعدمت بدم بارد شاباً فلسطينياً من جنوب بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة، بإطلاق النار عليه أثناء تواجده في منطقة «غوش عتصيون» الاستيطانية، مما أدّى إلى استشهاده.
عيسى
بدوره، أدان أمين عام الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، عدوان الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية، «باقتحام ساحات الأقصى والاعتداء على المصلين والمرابطين داخله، وإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع والرصاص وقنابل الصوت ضدهم، وإغلاق أبواب القدس أمام المصلين».
وأكد بأن انتهاك حرمة ساحات الأقصى والاعتداء على المصلين يعدّ انتهاكاً إسرائيلياً فاضحاً لحرية العبادة، وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها كافة الشرائع والمواثيق الدولية، وخاصة الشرعية الدولية لحقوق الإنسان.
ودعا إلى تدخّل دولي عاجل للضغط على الاحتلال لوقف ممارساته العدوانية وإبعاد عناصره عن المسجد الأقصى، وإحباط مساعيه الرامية إلى تهويد مدينة القدس المحتلة والمس بالمقدسات الإسلامية، معتبراً أن «استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد ومنع المصلين من دخوله يشكّل إمعانا في انتهاك حقوق الفلسطينيين».
إغلاق المسجد الإبراهيمي
من جهة أخرى، أغلقت قوات الاحتلال الأسبوع الفائت المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل أمام المصلين والزوار لمدة 10 أيام بحجة مكافحة انتشار فيروس «كورونا».
وذكر مدير الحرم الإبراهيمي، «حفظي أبو سنينة»، أن قرار الاحتلال بإغلاق المسجد الإبراهيمي سيبدأ اعتبارا من الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم ولمدة 10 أيام وسيمنع دخول المصلين والزوار إلى أي جزء من المسجد، بحجة مكافحة انتشار «كورونا».
واعتبر أبو سنينة أن هذه الحجج غير صحيحة، وأن الاحتلال يحاول حرمان المسلمين من الوصول إلى المسجد، مؤكدا أن المصلين والزوار ملتزمون بكافة الشروط الصحية والوقاية حسب البروتوكولات الوقائية المعمول بها، بالإضافة إلى أن جنود الاحتلال المنتشرين على الحواجز العسكرية المحيطة بالمسجد ومنذ فترة لا يسمحون بدخول أكثر من 20 مصليا للمسجد.