بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2019 12:04ص شهر رمضان المبارك في بلاد آسيا... أيام عبادة وعِلْم.. وإطعام المساكين ركن أساس

صلاة التراويح في أندونيسيا صلاة التراويح في أندونيسيا
حجم الخط
يبلغ عدد سكان هذه المنطقة من العالم ما يوازي 60 بالمائة من عدد سكان العالم بل إن عدد المسلمين في تلك القارة (آسيا) تزيد عن 30 بالمائة, ولذا تبدو فعاليات شهر رمضان الأعظم متّسمة بالتراحم والتكافل والتضامن الاجتماعي حيث يحنو أغنياؤها على الفقراء والمحتاجين.

اليابان

{ أول ما يلاحظه الإنسان في تلك البلاد أن المساجد تظل مفتوحة أمام المسلمين ليقوموا بأداء شعائرهم وصلواتهم طوال شهر رمضان وغير المسلمين من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، فضلا عن تنظيم مآدب للإفطارات الجماعية, لكي تتوثق الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع, والتي تكون بديلاً عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.

ولقد حرص المسلمون على صلاة التراويح والقيام في الشهر الكريم، ولا سيما مع توافد العديد من الدعاة العرب, كما يبدأ الاستعداد لصلاة العيد من العشر الأواخر في شهر رمضان، والتي كانت تقام في المساجد والمصليّات فقط من قبل، لكنها في الفترة الأخيرة تقام في الحدائق العامة والمتنزهات, مما يدلل بقوة على إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة، كما يساعد على نشر الدين بين اليابانيين.

ماليزيا

{ أما في ماليزيا فإنهم بمجرد حلول الشهر الكريم, تقوم الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع ورشِّها ونشر الزينة الكهربائية في المناطق الرئيسة, أما المسلمون هناك فيعلنون عن حلول شهر رمضان المعظّم بوسائل عدّة منها الضرب على الدفوف في بعض الأقاليم، ويتم إشعال البخور ورشِّ العطور في المساجد, كما تنظِّم الدولة مسابقات حفظ للقرآن الكريم بين كل مناطق البلاد، وتوزّع الجوائز في النهاية في حفل كبير على الفائزين وعلى معلّميهم أيضاً.

ومن الأشياء التي لا يمكن إغفالها في ماليزيا الروح التعاونية, حيث يحضر القادرون بعض الأطعمة إلى المساجد من أجل الإفطار الجماعي، أما في المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور، فكل منزل يتولّى إطعام أهل قريته يوماً خلال الشهر الكريم في مظهر يدلُّ على التماسك والتراحم الذي نتمنّاه في كل أرجاء العالم الإسلامي.

يذكر أن العديد من أتباع الديانات الأخرى كثيرا ما يعتنقون الإسلام أثناء احتفال المسلمين بنهاية الشهر الكريم التي يحييها المسلمون عن طريق ختم القرآن الكريم أو يعتنقون الإسلام أثناء أداء صلاة العيد والتي يراها الماليزيون جميعاً مناسبةً عامةً قد تستقطب غير المسلمين لحضورها.

موائد رحمن في ماليزيا


الفلبين

{ وفي الفلبين يستقبل المسلمون شهر رمضان بتزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، فضلا عن تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم كما يلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار؛ حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقّل من مكان لآخر, مما يُضفي بهجةً على الشهر الكريم.

جدير بالإشارة أن الفلبين كانت تعيش خلال السنوات الماضية في سلسة من أعمال العنف التي لا تنتهي, فقد رأى مسلمو الفلبين أن رمضان ملاذهم لتجسير الفجوة في مجتمعهم؛ حيث يقول الأستاذ أبو بكر عبد الباقي, المفتي الأكبر للمسلمين هناك, «إنَّ الشهر فرصة جيدة للمسلمين من أجل البُعد عن الرذائل والفواحش بوصفه شكلاً من أشكال التطهير الروحي، والتأمّل، والندم، والتوبة».

كما أضاف عبد الباقي «أنَّ شهر رمضان يجب أنْ يكون أيضاً بمثابة وقت مناسب للمسلمين وغير المسلمين للدعوة إلى التقارب والحوار», وتشير إحدى الفليبينيات إلى «أنَّ شهر رمضان هو فرصة للتأكيد على أنَّ الحكم العادل وسيلة للحياة الطيبة؛ حيث يعظم الشهر الكريم الاعتماد على الذات، والتضحية، والعبودية، والقيم التي تصبُّ في الخدمة العامة», داعية الشعب الفليبيني إلى اغتنام هذه الفرصة «إنَّ شهر رمضان يعزّز التعاطف بين أطياف الشعب؛ لأنَّ الصوم يساوي بين من يملك ومن لا يملك, وهذا يذكّرنا بالبساطة والتقشّف».


مائدة رمضانية في أحد مساجد الفلبين


إندونيسيا

أما إندونيسيا التي تتكوّن من أكثر من ثلاثة آلاف جزيرة تنتشر على امتداد جنوب شرق آسيا وأستراليا، وتمتد بين الملايو وغينيا الجديدة، لكن تقاليد هذه الجزر الكثيرة تتوحّد خلال شهر رمضان رغم اختلافها من جزيرة إلى أخرى في غيره من الشهور، حيث يستقبل جميع الإندونيسيين الشهر المبارك بذبح الذبائح ابتهاجاً بقدومه.

جدير بالإشارة أن المساجد التي تُفتح أبوابها طوال النهار لتلاوة القرآن الكريم, ومنها مسجد تداروس, ومسجد رابا، ومسجد الشهداء، ومسجد بيت الرحيم في ساحة القصر الجمهوري في جاكرتا, وبعد انتهاء صلاة التراويح, ترى شباب كل قرية وقد تجمعوا بالقرب من المسجد للغناء والابتهالات حتى موعد السحور.

ومن مظاهر التكافل الاجتماعي بين شرائح المجتمع، تقيم الأسر الغنية موائد الرحمن للفقراء والمحتاجين طوال الشهر، وتزيد في العطايا والصدقات خلال ليلة القدر، كما تنشط الجمعيات الخيرية في ربوع البلاد لتجمع زكاة الفطر قبل يوم العيد ليتم توزيعها على المحتاجين.