بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 نيسان 2024 12:00ص لا عالبال ولا عالخاطر!

حجم الخط
لستُ أدري إنْ كان ما أتعرّض له بين الحين والآخر مرصوداً لي دون سواي.. أو إنّها أمور طبيعية تجري مجرى المياه في الجداول.. سواء تكرّرت بخطوات متلاحقة أو ابتعدت عن بعضها في يومياتي المتلاطمة..
بالمختصر وبعيداً عن الفلسفة.. أسرد غيضاً من فيض تخبطات لا تكون «لا عالبال ولا عالخاطر».. وأعيشها بصبر وصمت ليس لأنّني مُقتنع.. بل لأنّه «مُجبر أخوك لا بطل»....
يوم الإثنين الماضي تلقيتُ اتصالاً ووجب عليَّ مغادرة المنزل على عجل.. لأنّ زميلة في العمل تنتظرني في الشارع تحت أشعة شمس الثانية عشرة ظهراً.. بداية اختفت الجوارب من المنزل رغم امتلاكي لما يفوق عدد الموجود في المحلات المتخصّصة.. فانتعلتُ حذائي دون جوارب..
وما أنْ وصلتُ إلى مرآب العمارة حتى هوت من يدي زجاجة العطر.. وتبعثر زجاجها وعبيرها في أرجاء المرآب.. فاستعذتُ بالله ومضيتُ دون «تمتمة أو ولولة».. وما أنْ فتحتُ باب الكاراج حتى وجدتُ صهريجاً ضخماً.. يسد المدخل بذريعة إفراغ المياه للعمارة المجاورة.. 
وإذ طالبني بالانتظار قليلاً وكلّنا نعلم ما يعنيه تفريغ المياه وكم يستغرق.. حاولتُ المرور بشكل دقيق جداً ما بين الجدار وحافة مولّد السحب.. فتجرّحت السيارة ونُزع عنها طلاؤها الأبيض..
وباللبناني العامي «كرفتت وتعفرتت وبلّشت سب وإلعن».. لكن ما ينتظرني حتى أصل إلى «المخلوقة الصابرة في الشارع».. كان أشد لعنة وفتكاً بالأعصاب.. إذ بسيارة متعطلة في مفترق طرق صعب جداً وسط شارع «عفيف الطبيي».. ولا مجال للالتفاف أو الهروب من شارع آخر.. 
وبعد وقت يسير ودون أن أقطع مسافة 50 متراً إذ برجل ستيني.. يحاول ركن سيارته عند أحد تقاطعات الكولا في مكان «شرح برح».. ولكن استغرقت المهمة حوالى الربع ساعة.. 
والختام رحلتي من خلف مستشفى المقاصد إلى مدخل بربور لجهة جسر سليم سلام استغرقت من الوقت ساعة بالتمام والكمال.. فوصلتُ إلى «بنت الناس» ووجدتها والعرق يتصبب من جبهتها تحت أحد ظلال الأرصفة.. 

أخبار ذات صلة