بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2018 12:01ص أزمة تأليف الحكومة تأخذ شوارع بيروت رهينة للضغط والتصعيد

قطع طرقات قصقص والمدينة الرياضية والمزرعة و«المستقبل» يتبرأ من الشبان المحتجين

حجم الخط
عاشت شوارع العاصمة بيروت مساء أمس ساعات عصيبة من التوتر والانفلات وقطع طرقات بالاطارات المشتعلة، من قبل مجموعات من الشبان، أرادوا ان يعبروا بطريقتهم عن امتعاضهم من التطاول على الرئيس المكلف سعد الحريري ووالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر حملة سياسية واعلامية، بدأت طلائعها من خلال تصريحات ومواقف دأب على اطلاقها عدد من نواب «حزب الله» وحلفائه، الذين كان ابرزهم الوزير السابق وئام وهّاب.
ولئن سارعت قيادة تيّار «المستقبل» ومنسقيات بيروت في «التيار» إلى نفي ان تكون لها علاقة بهذه التحركات الاحتجاجية، لم تستبعد مصادر سياسية مطلعة ان تكون الحملة على الرئيس المكلف والنهج الذي اعتمده والده الرئيس الشهيد في مسيرته السياسية جزءاً من تصعيد غير مسبوق هدفه الضغط على «المستقبل» في عملية تأليف الحكومة، واجباره على القبول بتوزير أحد النواب السنة الستة حلفاء «حزب الله»، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف، معتبراً بأن هؤلاء ممثلين عبر الكتل النيابية التي ينتمون إليها قبل تجمعهم في «اللقاء التشاوري».
وعبرت كتلة «المستقبل» التي اجتمعت أمس، عن هذا المنحى حين رأت ان حملة الأبواق التي تتصدر واجهة التطاول، نتيجة أمر عمليات لا وظيفة لها سوى التخريب على الاستقرار الوطني وتعطيل أية إمكانية لخرق الجدران المسدود امام تأليف الحكومة.
واهابت «بكل القوى السياسية العودة إلى الأصول في تأليف الحكومات والتوقف عن المحاولات المشبوهة لمحاصرة الصلاحيات المنوطة دستورياً بكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف».
وكانت تقارير غرفة «التحكم المروري» التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، قد أفادت عن قطع طريق تقاطع المدينة الرياضية وكورنيش المزرعة، ومستديرة الكولا وقصقص باتجاه المطار من قبل بعض الشبان الذين عمدوا إلى اضرام النار في اطارات السيّارات، وفي مستوعبات النفايات احتجاجاً على تصريحات رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهّاب، وأدى ذلك إلى حركة مرور كثيفة في هذه الطرقات، قبل ان تتدخل قوى الأمن ووحدات من الجيش إلى تحويل السير إلى طرقات فرعية، وبالتالي إلى تحسن تدريجي في السير، بعد مغادرة المحتجين الشوارع.
واهابت قيادة «تيار المستقبل»، بجميع المحازبين والمواطنين في العاصمة وسائر المناطق الامتناع عن اية ردات فعل سلبية كقطع الطرقات واحراق الاطارات، والتزام حدود القانون والتعاون مع السلطات المختصة وعدم الانجرار وراء الدعوات التي من شأنها الاخلال بالاستقرار.
وفي بيان لها، دعت كافة المنسقيات الى معالجة كل اخلال قائم على الارض بما يتيح تأمين سلامة التحرك للمواطنين.
و أعلنت منسقية بيروت في «تيار المستقبل» أن لا علاقة للتيار بما يصدر من دعوات لتحركات شعبية في بيروت استنكاراً للتطاول على الرئيس سعد الحريري على لسان وئام وهاب وغيره.
ودعت منسقية بيروت كافة المحازبين والمواطنين الى عدم الانجرار وراء أي دعوات قد يستفيد منها المتضررون من الاستقرار والباحثون عن فرص لتعكير الاجواء.
مواقف
{  وفي المواقف غرَّد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد سليمان، على حسابه عبر «تويتر»، في إطار رده على ما أسماه المرتزقة الذين يتهجمون على الرئيس الحريري، قائلا:«ان الهجوم من قبل «حزب الله» على النهج السياسي والاقتصاد، هو أمر مرفوض ومدان ومستنكر. وكذلك ان التطاول من بعض المرتزقة على الرئيس المكلف سعد الحريري ومقام رئاسة الحكومة هو مردود على مطلقيه ولن نسكت عنه».
{ استنكر النائب عاصم عراجي في حديث إلى إذاعة «الشرق» «الحملة التي يشنها فريق 8 آذار على الرئيس المكلف»، معتبرا أنها «تزيد الوضع تأزماً والمشكلة هي أنها عوض أن نقول كلاماً يلطف الأجواء ونستطيع حل المشكلة الموجودة في البلد، قمنا بخوض هجوم مزعج كثيرا وفيه نوع من الإسفاف تجاه الرئيس الشيهد وتجاه الرئيس المكلف وأنا أعتبر أنها تأتي في إطار الضغط على الرئيس الحريري من أجل توزير احد النواب الستة».
{ ورد مُنسّق تيّار «المستقبل» في جبل لبنان وليد سرحال على وهّاب واصفاً اياه «بالطبل على قارعة السياسة» وانه عبارة عن «مسلسل معروف من الابتزاز واستعطاء الرشاوى»، وانه يُحاضر «بالعفة والنزاهة وهو في مقر الفساد»، وانه «سيبقى لاعباً صغيراً في مجارير السياسة».
اما وهّاب فرد في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي على بيان كتلة «المستقبل» قائلاً: «اذا كان هناك من عنوان للأبواق المستأجرة فهي انتم وبوقكم الكبير والصغير، لكنه أخرس».