بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2018 01:37ص ترتيبات «الوقت الضائع»: بعبدا وتنهي القطيعة مع جنبلاط

بومبيو يتصل بالحريري قبل سفره: لبنان وسوريا على جدول قمّة ترامب - بوتين

حجم الخط
في الأيام الخمسة المقبلة: «لا حكومة ولا تأليف، فالرئيس المكلف سعد الحريري، غادر في إجازة خاصة، لن تستغرق سوى ثلاثة أو أربعة أيام، يعود بعدها، بالتزامن مع عودة الرئيس نبيه برّي، الذي تكون اجازته الاستجمامية انتهت أيضاً..
وفي الوقت الفاصل، يملأ الفراغ لقاءات يجريها الرئيس ميشال عون، لتحصين الاستقرار، ولجم السجالات الإعلامية، فبعد «خارطة الطريق» لاحتواء تصدّع «تفاهم معراب»، أعلن النائب السابق وليد جنبلاط ان اجتماعه مع الرئيس عون في قصر بعبدا عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم، وذلك بعد اتصال تلقاه من رئيس الجمهورية.. ليبحث في الملف الحكومي ويرى ما سيسفر عنه الاجتماع..
اما «خارطة الطريق» المسيحية، فسجلت خطوة تمهيدية لانضاج لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، تمثلت بايفاد الأخير وزير الإعلام ملحم رياشي إلى مقر التيار في سن الفيل للاجتماع بباسيل، الذي كان يستعد لترؤس اجتماع تكتل لبنان القوي، والذي وقف إلى جانب أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان لدى اذاعة البيان بعد الاجتماع، في إشارة إلى الالتزام بالتهدئة الإعلامية، والعمل على تذليل العقبات من امام تأليف الحكومة.
وفي المعلومات ان باسيل حرص على الفصل بين المصالحة المسيحية، وعملية تأليف الحكومة، وكانت التهدئة الإعلامية موضع اتفاق..
والتقت مصادر المعلومات ان حصيلة شهر وأكثر من الاتصالات لتأليف الحكومة رست على العقد التالية:
1- نائب رئيس الحكومة لمن للقصر أم «للقوات»؟ هذه العقدة لم تحسم بعد.
2- توزيع الحصة المسيحية بين التيار الوطني الحر و«القوات» ما يزال عالقاً..
3- تأكيد اللقاء الديمقراطي تمسكه بالحصة الدرزية الكاملة (3 وزراء)..
على ان التطور الأبرز أمس، تمثل بالاتصال الهاتفي، الذي تلقاه الرئيس الحريري من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والذي يأتي عشية التحضيرات الجارية بين وزيري الخارجية الأميركي بومبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، لقمة هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في 16 الجاري والتي سيكون الوضع في سوريا ولبنان من أبرز مواضيعها.
ولا تستبعد مصادر دبلوماسية ان يكون الوزير الأميركي حاول الاستفسار عمّا إذا كان هناك عقد جدية تعترض تأليف الحكومة، وعما إذا كانت محلية أم إقليمية..
الا ان المكتب الإعلامي للرئيس المكلف، ذكر في بيان له ان التداول خلال الاتصال تطرق إلى الأوضاع الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين..
وفي الإطار، قالت السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد ان بناء سفارة أميركية جديدة في لبنان يُعزّز الالتزام الدائم بالعلاقة الأميركية مع هذا البلد.
وأكدت الاستمرار في دعم العمل الهام في مساعدة اللبنانيين في بناء الدولة اللبنانية، منوهة باحترافية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والاستثمار في التعليم والصحة والزراعة.
ويبدو من محصلة اللقاءات التي تمت في اليومين الماضيين، والتي ستستكمل اليوم أيضاً، ان المسؤولين الكبار يضعون الأولوية في هذه المرحلة لتكريس مناخات التهدئة، وتبريد أجواء التشنجات السائدة، قبل استئناف مفاوضات تشكيل الحكومة، والمرشحة لأن تدخل بدورها في مرحلة الجمود، بانتظار عودة المعنيين بها من اجازاتهم في الخارج، وفي طليعتهم الرئيس الحريري، الذي غادر بعد ظهر أمس إلى باريس في زيارة عائلية، ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي ينتظر ان يغادر اليوم كذلك في إجازة عائلية إلى إحدى العواصم الأوروبية، فيما ينتظر ان ينهي الرئيس نبيه برّي اجازته في الجنوب الإيطالي قبل نهاية الأسبوع الحالي.
جنبلاط في بعبدا اليوم
وفيما بات اكيداً، استناداً إلى المعطيات المتوافرة، ان لا حكومة في الأفق المنظور، أقله قبل نهاية الشهر الحالي، سجل أمس تطوّر لافت من شأنه ان يكسر الجليد في العلاقة المقطوعة بين قصري بعبدا والمختارة، منذ ما قبل الانتخابات النيابية، ويعيد الحرارة إليها، بما يتيح في المجال لمناقشة الخلافات في أجواء هادئة، وذلك من خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس ميشال عون برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ودعاه إلى الحضور إلى قصر بعبدا اليوم محدداً له موعداً عند الثانية عشرة والنصف ظهراً.
وسألت «اللواء» جنبلاط عمّا ينوي ان يطرحه مع الرئيس عون، فقال: «هو دعاني، وسوف استمع إلى ما لديه، وغداً (اليوم) منشوف شو ممكن يصير».
وفي تقدير مصادر سياسية، ان لقاء عون - جنبلاط وقبله لقاء عون - سمير جعجع، يصبان في إطار ما اتفق عليه رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف الخميس الماضي على ضرورة تهدئة المناخات السياسية عبر مبادرات ترطيب الأجواء وإعادة وصل ما انقطع في العلاقات بين القوى السياسية، من أجل الانطلاق في مشاورات تأليف الحكومة العتيدة ضمن مناخات هادئة، قد تساعد في تدوير زوايا الخلافات الحادّة على الحصص الوزارية والاحجام والاوزان.
ولفتت هذه المصادر النظر إلى ان الرئيس الحريري الذي تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لم يشأ ان يغادر بيروت، في إطار اجازته العائلية القصيرة، قبل ان يطمئن إلى ان التفاهمات التي اتفق عليها مع الرئيس عون، قد سلكت طريقها، سواء على صعيد التفاهم المسيحيي بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية»، والذي هو ضروري لحل عقدة التمثيل المسيحي، أو على صعيد العلاقة بين قصري بعبدا- المختارة، التي ايضا «ضرورية لحل عقدة التمثيل الدرزي، وجاء لقاءه مع عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور أمس الأوّل في «بيت الوسط» يصب في هذا الاتجاه، حيث كان لافتا للانتباه إشارة النائب الاشتراكي الى ان الرئيس عون هو رئيس البلاد ولا وجود لقطيعة معه، مع انه وصف العلاقة مع بعبدا قبل أيام بأنها «باردة».
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان لقاء عون- جنبلاط يأتي في إطار ترطيب الأجواء وتنفيس الاحتقان بين بعبدا والمختارة. وقالت إنها لا يُمكن ان تتوقع نتائج مسبقة قبل أن يلتقيا ويناقشا وجهتي نظرهما. 
ورأت أن الرئيس عون سيسمع إلى ما يقوله جنبلاط دون معرفة ما إذا كان هناك من طرح وسطي في ما خص عقدة التمثيل الدرزي أم لا. 
وأشارت إلى أن اللقاء يأتي في سياق الجهود التي يبذلها عون لمعالجة العقد الحكومية دون معرفة ما ستكون عليه ردة فعل جنبلاط. 
وكررت القول أن الرئيس عون يبادر إلى الاتصال بالإفرقاء سعيا منه إلى إيجاد الحل وهذا ما قام به لجهة التواصل مع جعجع، من أجل تذليل العقبات امام ولادة سريعة للحكومة.
غير ان مصادر وزارية قريبة من «التيار الوطني الحر» قالت لـ «اللواء» ان الرئيس عون سيتمنى على جنبلاط المساهمة في حلحلة العقدة الدرزية، من خلال الموافقة على توزير الوزير السابق مروان خير الدين من أجل تسهيل تشكيل الحكومة، علما ان هذه الفكرة سبق ان طرحت ورفضها كل من جنبلاط والوزير طلال أرسلان في حينه.
لقاء باسيل- رياشي
في هذا الوقت، استكمل «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» مسار ترميم العلاقة بينهما، فعقد اجتماع عصر امس في مركز التيار الوطني في سن الفيل، بين رئيسه الوزير جبران باسيل ووزير الاعلام ملحم رياشي في حضور امين سر «تكتل لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان، بعد اتصال اجراه رئيس «القوات» سمير جعجع ليل امس بباسيل طالبا منه استقبال رياشي.
وعلمت «اللواء» ان البحث بينهما اقتصر على مسألة العلاقة بين الطرفين من دون التطرق الى موضوع تشكيل الحكومة.
  وذكرت معلومات مصادر المجتمعين ان باسيل ورياشي اكدا على ضرورة اعادة بناء العلاقة والثقة بين التيار والقوات، وان لا عودة الى الوراء وان المصالحة المسيحية تبقى اساسية لأنها ادت الى اراحة الشارع المسيحي، وبالتالي ركزا على اهمية التمسك ب»تفاهم معراب» وتصحيح الخلل الذي اعترى العلاقات وعلى استئناف اللقاءات بين الطرفين عبر عرّابي تفاهم معراب الوزير رياشي والنائب كنعان.
وبحسب ما أعلن رياشي، فإن الرجلين اتفقا على تهدئة إعلامية تمهيدا لمعالجة نقاط الخلاف، قبل ان تأتي لاحقا الخطوة المطلوبة، وهي مصالحة جعجع مع باسيل، بعد عودة الأخير من اجازته، على ان تكون الأولوية بعد ذلك لإزالة العراقيل التي تعترض تشكيل الحكومة، وتحديدا بالنسبة للتمثيل المسيحي، بعدما أبدى رئيس الجمهورية رغبته بحل هذه العقدة، من خلال التوصّل إلى صيغة مقبولة بين جعجع وباسيل لتمثيل «القوات» والتيار في الحكومة.
إلا ان اوساطا سياسية في «القوات» توقعت ان لا يكون الحوار مع «التيار الوطني الحر» سهلا بالنظر إلى ان باسيل ما زال متصلبا بموقفه، ما يعني ان الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل تجاوز العقبات الموجودة، سواء ما يتعلق بالحصة المسيحية أو الحصة الدرزية، وسط توقعات بأن لا تكون هناك حكومة في وقت قريب وربما تحتاج الأمور الى أكثر من اسبوعين لانضاج الطبخة الحكومية، الا في حال حصول مفاجأة قد تفضي إلى ولادة سريعة للحكومة، إذا ما اقتنع المعرقلون بضرورة الاعتراف بالواقع التمثيلي للمكونات السياسية الأخرى، وبما حققته من نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط علىضرورة منح لبنان حكومة في أسرع وقت، لأن البلد يمر بمرحلة دقيقة، منبهاً جميع القوى لخطورة الأوضاع التي تدفع شبابنا إلى الهجرة.
وقال: «حين سمينا الأشياء باسمائها منذ اليوم الأوّل للتكليف، وصفوها بالعقدة الدرزية، وها هم الآن يعودون إلى المعيار الصحيح الذي طالبنا به منذ البداية، وهو التأليف على أساس نتائج الانتخابات.
اما تكتل «لبنان القوي» الذي اجتمع أمس برئاسة باسيل، فقد أكّد التزامه بقواعد التشكيل التي يقوم عليها النظام البرلماني، أي ان الاحجام النيابية هي التي تحدد حجم التمثيل في الحكومة، لافتا إلى ان هذه القاعدة لم نخترعها نحن بل معتمدة في كل الدول التي تعتمد النظام البرلماني.
وشدّد التكتل في البيان الذي تلاه النائب كنعان على ان تأليف الحكومات في لبنان هو حصرا مسؤولية الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وانه ليس لديه «فيتو» أو شروط على أحد، وان المطلوب احترام القواعد الدستورية.
مرسوم التجنيس
وعلى صعيد آخر، لم تشأ المصادر المطلعة ان تدرج زيارة الوفد الكتائبي برئاسة النائب سامي الجميل إلى قصر بعبدا، أمس، في إطار اللقاءات التي يعقدها الرئيس عون حول الشأن الحكومي، على الرغم من الانزعاج الذي ابداه امام الوفد من التأخير في تشكيل الحكومة، حيث أوضح الجميل بعد اللقاء ان الهدف الأساسي من الزيارة لبعبدا هو موضوع مرسوم التجنيس الذي يُشكّل بالنسبة إليه هاجساً كبيراً، مؤكدا على انه يجب  على رئيس الجمهورية تصحيح الأخطاء الموجودة في هذا المرسوم، علماً انه غير مسؤول عنها، ويجب الا يحصل تشكيل في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، والتي هي مسألة أساسية بالنسبة إلينا.
وقال انه تمنى على الرئيس عون ان يتولى تصحيح هذه الأخطاء خصوصا وان المرسوم يحتوى على شوائب كثيرة، مشيرا إلى ان الرئيس عون وعده خيرا وانه سينظر شخصياً في هذا الموضوع ويتخذ خطوات عملية في هذا المجال.
... والنزوح السوري
وعلى خط النزوح السوري، لفت الانتباه الدعوة التي صدرت أمس من وزارة الخارجية السورية، إلى السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية إلى مغادرة البلاد للعودة إلى وطنهم الام، مشيرة إلى ان الحكومة السورية مسؤولة عن مواطنيها وأمنهم وسلامتهم وتأمين احتياجاتهم اليومية، داعية المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الخصوص وللمساهمة في توفير متطلبات العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم وإلى رفع الإجراءات العسكرية احادية الجانب وغير المشروعة التي فرضت على الشعب السوري.
واللافت ان البيان السوري تزامن مع مبادرة «حزب الله» لتشكيل «لجان العودة» برئاسة النائب السابق نوار الساحلي لحض النازحين السوريين للعودة، بعد ان يتم وضع آلية لهذا الغرض.
وذكرت معلومات، في هذا السياق، ان الحزب سيصدر في اليومين المقبلين بياناً تفصيلياً لمندرجات هذه الآلية، تبدأ أولاً بتجديد خريطة مخيمات النازحين المنتشرة في المناطق، يليها إرسال مجموعة فرق من المتطوعين إلى المخيمات لملء «استمارات العودة» مع اسم البلدة التي ينوي العودة إليها، على ان ترفع الاستمارات إلى الجانب السوري للتدقيق فيها والموافقة عليها.
تجدر الإشارة هنا، إلى ان الجيش السوري نشر اسلاكاً شائكة على طول الحدود بين لبنان وسوريا في جوار معبر مطرية المجاور لبلدة القصر لمنع الانتقال سيراً على الاقدام، وأصبح التنقل لمواطني القرى المجاورة محصوراً بالمعابر الشرعية التي تقتصر على معبر الجوسية المجاور لبلدة القاع.