بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2018 12:52ص تسوية عند «منتصف الطريق»: حكومة الميلاد ممكنة!

إبراهيم يحمل عرضاً اليوم «للنواب الستة».. والجيش يُلزِم الإحتلال بالتزام «الخط الأزرق»

حجم الخط
هل بدأ العدّ التنازلي لسيناريو إنهاء عقدة تمثيل النواب السُنَّة الستة، وبالتالي السير في خطوات تأليف الحكومة، قبل عيد الميلاد، الذي يصادف الثلاثاء المقبل؟
المؤشرات توحي بذلك؟
1 - مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم انتقل إلى الميدان، فالتقى الرئيس نبيه برّي، على ان يلتقي نواب التشاوري في منزل النائب عبد الرحيم مراد في محاولة للتفاهم على سير الخطوات، لجهة استقبالهم من الرئيس المكلف، وتسمية من يمثلهم في الحكومة.
2 - اللقاء التشاوري النيابي (النواب السُنَّة الستة) اجتمعوا وخرجوا ببيان مقتضب، ربط تأليف الحكومة بالاعتراف بهم كنواب يمثلون شريحة من المواطنين.
3 - النائب تيمور جنبلاط، رئيس اللقاء الديمقراطي، يزور الوزير جبران باسيل في ميرنا شالوحي اليوم، للتداول في العلاقات بين الحزبين، فضلا عن الملف الحكومي..
فهل كرت سبحة المتغيرات: فالرئيس ميشال عون قبل ان يكون السُني من حصته، ممثلاً لسنة 8 آذار، والنواب السُنَّة الستة باتوا أكثر ميلاً إلى ملاقاة الرئيسين عون والحريري عند منتصف الطريق، بأن يتمثلوا في الحكومة بشخص يتفق عليه، بعد ان يستقبلهم الرئيس المكلف سعد الحريري.
وتحدثت المعلومات عن شخص غير مستفز، يكون مقبولاً من الجميع.
وربطت مصادر المعلومات بين مجموعة من المؤشرات الإقليمية واللبنانية.. مشيرة إلى دور روسي ساهم في الحلحلة بدءاً من الجنوب..
ومن مؤشرات نجاح مهمة اللواء إبراهيم تحديد موعد للنواب السُنَّة، ثم ذهاب الرئيس الحريري إلى بعبدا، للتوقيع على المراسيم، إذا لم يطرأ ما يُشكّل مفاجأة أخيرة.. ترجئ التقدم المنشود.
وفي المعلومات ان الرئيس الحريري سيضع كتلة «المستقبل» في أجواء التطورات الإيجابية، وخيارات التسوية المقترحة، على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».
طريق سالكة
في هذا الوقت، عكست أجواء بعبدا و«بيت الوسط» أجواء ارتياح إلى ان الطريق إلى تأليف الحكومة باتت سالكة وبنسبة كبيرة، وان مراسيم التشكيل على قاب قوسين أو أدنى من الصدور في الأيام المقبلة، ما لم تطل من إحدى الزوايا عقدة مخفية، على حدّ ما تخوفت مصادر متابعة لتلفزيون «المستقبل» التي أكدت ان الرئيس الحريري لم يزر القصر الجمهوري في انتظار اكتمال المشهد الحكومي، ومسار المشاورات التي يتابعها رئيس الجمهورية ميشال عون، سواء عبر اللقاءات والاتصالات المباشرة، أو من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي أوكلت إليه مهمة المتابعة الميدانية، لا ان يكون وسيطاً.
وأشارت المصادر إلى ان التواصل بين «بيت الوسط» وبعبدا لم ينقطع منذ عودة الرئيس الحريري من لندن، معتبرة ان ترجمة هذا التواصل لا بدّ وان تجد صداها في الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
واوضحت مصادر سياسية مطلعة على أجواء بعبدا لـ«اللواء» ان الملف الحكومي وصل الى مراحله النهائية بانتظار الكشف عن تفاصيل مشاركة من يمثل النواب السُنة المستقلين في الحكومة.
ولفتت المصادر الى ان الساعات المقبلة ستكون مفصلية أمام ولادة الحكومة الجديدة بعد الوصول الى الاتفاق الذي يتولاه اللواء عباس ابراهيم. مؤكدة ان ابراهيم كان قد بدأ تحركه منذ فترة ولوحظ انه كان متوازيا مع المبادرة الرئاسية.
وافادت ان تفاصيل الاتفاق تبقى غير معروفة خصوصا في ما يتعلق بحصة رئيس الجمهورية بعدما يصبح الوزير السني من ضمنها، ولا تحبذ المصادر الحديث عن اللقاء بين الرئيس المكلف والنواب السُنة المستقلين لكنها توقعت حصوله في مجلس النواب برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
وكشفت ان الاتصالات لم تهدأ وان التواصل بقي قائما بين الرئيسين عون والحريري، الذي استقبل مساء وزير «المردة» في حكومة تصريف الأعمال وزير الاشغال يوسف فنيانوس وعرض معه المستجدات السياسية.
زوّار «بيت الوسط»
ونقل زوّار «بيت الوسط» أمس عن الرئيس الحريري ارتياحاً وتفاؤلاً حول إمكانية ولادة حكومية قريبة، لكن من دون اطلاعهم على تفاصيل المبادرات المطروحة لحلحلة الوضع، على اعتبار انه ما يزال بحاجة إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات، ولا سيما تلك التي يجريها الرئيس عون.
وتوقعت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» ان يترأس الرئيس الحريري اجتماع «الكتلة» الذي سيعقد بعد ظهر اليوم لاطلاع أعضائها على آخر المعطيات المتوافرة حول ولادة الحكومة، مع العلم ان الحريري لم يرأس اجتماعات الكتلة منذ أسابيع عدّة، في إشارة إلى جمود الاتصالات في حينه.
وربطت المصادر بين ما يجري في اليمن وما يجري في بيروت، واعتبرت ان الايجابية التي برزت في الملف الحكومي قد تكون انعكاسا لتطورات اليمن الاخيرة، وتوقعت انه في حال تم تثبيت وقف اطلاق النار في الحديدة اليمنية قد يتم حل الملف الحكومي في كل من لبنان والعراق، مشيرة الى انه وكما هو معروف فإن «حزب الله» هو الذي يمسك بزمام الامور بناءً لتعليمات ايران، لذلك تعتبر المصادر بأنه علينا مراقبة تطورات احداث اليمن.
وترى المصادر ان قرار «اللقاء التشاوري» وتمسكه بتوزير أحد من اعضائه مرتبط بموقف «حزب الله» الذي اذا اراد تسهيل ولادة الحكومة يطلب منهم الموافقة على تمثيل احد المقربين منه بالتوافق مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على أن يكون من حصة الرئيس عون.
صورة التأليف تتظهر اليوم
إلى ذلك، وصفت أوساط سياسية قريبة من عين التينة، الحراك الحاصل حول تأليف الحكومة بأنه «ايجابي»، وسجل تقدماً من الممكن البناء عليه، موضحة ان النواب السُنة المستقلين يتجهون للقبول بأن يتمثلوا من خارج «اللقاء التشاوري» وان الرئيس الحريري يتجه ايضا للقبول بهذا العرض، وان اختيار اسم الوزير السني السادس سيترك للتشاور بين الرئيس عون و«حزب الله» والذي أعلن أمس بلسان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» نواف الموسوي ان المدخل لحل عقدة الحكومة بالاقرار بتمثيل «اللقاء التشاوري».
وتوقعت هذه الأوساط ان تتظهر اليوم صورة التأليف أكثر بعد اللقاء الذي يجمع اللواء عباس إبراهيم مع النواب السُنَّة المستقلين، بتكليف من الرئيس عون، حيث يفترض ان ينقل إليهم الاقتراح القاضي بتمثيلهم عبر شخصية يسمونها وتحظى بقبول الرئيسين عون والحريري، ولكن بعد ان يجتمع معهم الرئيس المكلف للاستماع إلى وجهة نظرهم، على اعتبار ان هذا هو المخرج الوحيد الذي بات متاحا للحل وتشكيل الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة.
نواب سُنة 8 آذار
وذكرت مصادر المعلومات ان النواب السُنة متفقون على القبول بهذا المخرج، «لأن كل الاطراف باتت بحاجة الى حل ولا يمكن التأخير اكثر بتشكيل الحكومة في ظل المخاطر الكبيرة الناجمة عن التأخير سياسيا واقتصاديا».
وقالت المصادر: ان المخرج قضى بأن يجتمع الرئيس الحريري بالنواب الستة في السرايا الحكومي او القصر الجمهوري او مجلس النواب، لأن اعضاء اللقاء رفضوا الاجتماع بالحريري في «بيت الوسط»، لكن مصادر تيّار «المستقبل» أوضحت ان مساعي ولادة الحكومة لا تتضمن لقاء بين الحريري ونواب «اللقاء التشاوري».
وأشارت مصادر اللقاء إلى أن موقف النواب السُنَّة الستة، موحد من كل الطروحات، ولا صحة لوجود خلافات أو انقسام بينهم، وهو ما عبّر عنه بيانهم أمس بعد اجتماعهم في منزل النائب عبد الرحيم مراد بغياب النائب فيصل كرامي الموجود في لندن في إجازة عائلية يعود منها مساء الخميس المقبل.
وأكدت ان هناك تفاهماً شبه تام بين الأعضاء الستة على القبول بالمخرج المقترح على ان يكون الوزير الذي سيسمونه من ضمن مجموعة أسماء سيرفعونها إلى اللواء إبراهيم اليوم، من حصة اللقاء التشاوري لا من حصة الرئيس عون ولا من حصة الرئيس الحريري، وانه في حال الموافقة على المخرج سيحضر الوزير المعين اجتماعات اللقاء.
واكد النائب مراد لـ«اللواء» ان الاولية لدى اعضاء اللقاء هو الاعتراف بحيثيتهم المستقلة عن توجهات «تيار المستقبل»، وان لا حل من دون هذا الاعتراف. واوضح ان اللقاء سيستمع اليوم الى تفاصيل الاقتراح الرئاسي من اللواء ابراهيم ومن ثم يتم التداول بين الأعضاء (بعد عودة كرامي الخميس) لتقرير الموقف النهائي.
كرامي: حذارِ التشويش
الى ذلك، قالت مصادر النائب كرامي: لدينا منذ فترة أجواء توحي بأن الرئيس عون أمسك الموضوع الحكومي بيده ويقوم بالمساعي اللازمة لإنجاح مبادرة حكومية وننتظر اكتمالها كي نبدي رأينا فيها. ولكن هناك آخرون لا تُعجبهم مبادرة الرئيس عون، وهذا الكلام ينطبق على أقرب الناس إليه، ولا نفهم لماذا يسعون الى افشال الرئيس مجدداً.
وقالت المصادر: أيّ تشويش على تحرك اللواء ابراهيم لا معنى له، خصوصاً أنّ العقد السابقة قد تمّ حلّها وانتهى الأمر، أما الآن فليتركوا العقدة بين أيدي الحكماء، مشدّدةً على أنّ «المباحثات الجديّة في الساعات المقبلة لن تكون علنيّة، ولا جديد حكوميّاً قبل عودة النائب كرامي من سفره الى لبنان».
ولفتت إلى ان البيان المقتضب الذي تلاه النائب جهاد الصمد بعد اجتماع نواب اللقاء، والذي شدّد على ان «اي مبادرة لا تقر بحقهم بالمشاركة في الحكومة من باب احترام نتائج الانتخابات النيابية، لن يكتب لها الحياة، هو فعلياً الموقف الرسمي الوحيد والمعلن للقاء التشاوري، وهو واضح ودقيق ولن يضاف عليه أي حرف خلال اليومين المقبلين.
وفي تقدير مصادر مراقبة ومتابعة، ان التباين الظاهر في وجهات النظر بين كرامي ومراد الذي أكّد انفتاحه على أي حل يؤدي إلى تشكيل الحكومة، يوحي بأن التفاؤل الحكومي لا يستند إلى وقائع ثابتة، وان المشاورات المستمرة خلف الكواليس لم تقترن بمواقف عملية تشي بالحل.
أنفاق الجنوب
في غضون ذلك، شهد الوضع الميداني جنوباً بعض التوتر، بسبب محاولات قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاوز الخط الأزرق، عبر زرع الاسلاك الشائكة في نقاط عدّة، أدّت إلى استنفار الجيش اللبناني الذي ردّ بحزم على هذه المحاولات.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً لضابط في الجيش اللبناني برتبة ملازم يدعى محمّد قرياني وهو يشهر بندقية في وجه قوات الاحتلال أثناء وضع السياج الشائك على نقاط في الخط الأزرق، معترضاً على وضع هذا السياج.
ولاحقاً، اوقف جنود الاحتلال أعمالهم بعد تدخل وفد من الارتباط في قوات «اليونيفل» بالإضافة إلى فريق طوبوغرافي تابع للجيش لتحديد النقاط التي تجاوزها العدو للخط الأزرق، فيما عملت قوة من الجيش على ابعاد جميع المدنيين الذين تواجدوا في منطقة كروم الشراقي، لمراقبة ثلاث حفارات تابعة للاحتلال اجتازت السياج التقني في المنطقة المتاخمة لبلدة ميس الجبل وباشرت بأعمال الحفر، لكن من دون خرق الخط الأزرق.
وأكّد المتحدث باسم قوات «اليونيفل» اندريا تينتي ان جنود «اليونيفل» انتشروا في المنطقة بعد تقارير عن حصول توتر بين القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي على الخط الأزرق لتهدئة الوضع ومنع أي سوء فهم والحفاظ على الاستقرار.
وأشار إلى ان الوضع في المنطقة عاد إلى هدوئه، وان جنود «اليونيفل» موجودون على الأرض.
ولوحظ ان هذا التطور في الوضع الميداني الجنوبي، تزامن مع جولة لقائد قوات «اليونيفل» العاملة في لبنان الجنرال ستيفانو دل كول، شملت الرئيسين عون والحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون، لعرض التطورات المتعلقة بالوضع على الحدود الجنوبية، ولا سيما ما يتعلق بالانفاق التي تقول اسرائيل ان «حزب الله» انشأها في الجنوب وصولاً إلى الأراضي المحتلة.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء» ان الجنرال دل كول أطلع من التقاهم على تطورات مسألة الانفاق لجهة وجود نفقين يشكلان خرقاً للخط الأزرق، وطلب اتخاذ الإجراءات، مرجحة ان يعمد الجيش إلى التدقيق بهذه المعطيات تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن غداً الأربعاء للبحث في ملف الانفاق.
وأكّد الحريري لقائد «اليونيفل» ان لبنان متمسك بالتطبيق الكامل للقرار 1701 واحترام الخط الأزرق على حدوده الجنوبية، معتبرا ان التصعيد في اللهجة الإسرائيلية تجاه لبنان لا يخدم مصلحة الهدوء المستمر منذ أكثر من 12 عاما، وان على المجتمع الدولي ان يلجم هذا التصعيد لمصلحة احترام الخط الأزرق والتطبيق الكامل للقرار 1701.
وسيزور دل كول اليوم قصر بسترس للقاء وزير الخارجية جبران باسيل في الإطار عينه.
وكانت «اليونيفل» أصدرت أمس بياناً خالفت فيه إعلان الاحتلال عبر اكتشاف أربعة انفاق على طول الخط الأزرق، وأكدت ان التحقيقات التقنية التي أجرتها بشكل مستقل تؤكد ان اثنين من الانفاق يعبران الخط الأزرق، وهذه تشكّل انتهاكاً للقرار 1701». ووصفت ذلك انها مسألة «مدعاة للقلق الشديد»، وانها طلبت من السلطات اللبنانية ضمان اتخاذ إجراءات متابعة وعاجلة وفقاً لمسؤوليات حكومة لبنان.
وأكّد البيان ان «الوضع في منطقة عمليات «اليونيفل» لا يزال هادئاً، وان قيادة «اليونيفل» منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار على طول الخط الأزرق، وتفادي أي سوء فهم من أجل الحفاظ على الهدوء في منطقة العمليات».