بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 حزيران 2018 12:02ص «خط الشرق السريع» في طرابلس على «السكة الصحيحة»

تدمري: طرابلس عاصمة ثقافية وإقتصادية لما تختزنه

د. جومانة تدمري مع أعضاء الجمعية د. جومانة تدمري مع أعضاء الجمعية
حجم الخط
شهدت مدينة طرابلس وعلى مدى يومين متتالين «تظاهرة ثقافية – فنية» منوعة نظمتها جمعية «تراث طرابلس لبنان» تضمنت موسيقى وغناء  ومسرح  ورسم وتصوير وعروض ثقافية مختلفة اضافة الى ورش العمل والسينما والأعمال الطلابية.
وكانت محطة القطار في ميناء طرابلس والتي كانت تشكل نهاية ما يعرف بـ«خط الشرق السريع» قد شهدت حملة تنظيف واسعة قامت بها الجمعية الفرنسية في اطار حملة «تراثي تراثك» بهدف تحويلها الى متحف ومركز ثقافي متخصص سيكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط بحسب رئيسة الجمعية جومانة الشهال تدمري والتي قالت في حديث خاص لـ«اللواء» : «في العام 2006 تكونت لدي فكرة الاهتمام بتراث مدينتي الذي ينهار بطريقة سريعة، من هنا كانت الجمعية والتي من دونها لا يمكن نفض الغبار عن التراث، تم تأسيس الجمعية في العام 2009 في باريس وانطلقت المؤتمرات والندوات والتي شرفنا رئيس تحرير جريدة «اللواء» الأستاذ صلاح سلام بحضورها».
وتابعت: «خرجنا من المؤتمرات بثلاث توصيات هي: عملية جرد للأبنية التراثية بطريقة علمية، توعية المجتمع على أهمية التراث، وتجميل التراث، عملية الجرد لم تتم حتى الساعة، الا اننا قمنا بعملية التوعية من خلال «تراثي تراثك» والذي تحول الى برنامج تعليمي في المدارس بعدما وافقت عليه وزارة التربية وتم قبوله من قبل مدير عام الوزارة فادي يرق، وهكذا تم تعليم التراث في المدارس الرسمية شمالاً بهدف التوعية». 
وأشارت الى أن «تراثي تراثك» تم اطلاقه من داخل خان العسكر، والحمد لله حصدنا نجاحاً كبيراً وتم الاتفاق على أن يكون هناك موعداً سنوياً للتراث مع مدينة طرابلس تحت عنوان «تراثي تراثك» وهذا شبيه بأنشطة في كل دول العالم، وأول من أطلق الفكرة كان وزير الثقافة الفرنسي جاك لونغ الرئيس الفخري لجمعيتنا».
سكة الحديد
على «الطريق الصحيح»
ورأت الدكتورة تدمري بأن «طرابلس تعج بالمراكز الأثرية، والأمر يحتاج للجرد لمعرفة أهميتها سيما داخل الأحياء الشعبية، والحقيقة بأننا نسعى في هذا المجال بغية الوصول الى تجميل التراث واحياء الأنشطة الثقافية فيه، تماماً كما حصل في محطة سكة الحديد والتي تحولت الى تحفة فنية لاقت اعجاب كل الزائرين حتى انني تلقيت الكثير من الرسائل التي ترغب باستئجار المحطة لأهداف فنية، وهنا نتمنى على جميع القيمين عليها الالتفات اليها ومتابعة ما بدأناه وفي هذا الخصوص يمكن التأكيد على اننا مطمئنون على مستقبلها بعدما تكفلت الحكومة التركية باعادة تأهيلها وتحويلها الى متحف مما يعني وضعها على السكة الصحيحة سيما وأن هذا الحدث تزامن مع النشاط الذي أقمناه داخل السكة».
وتابعت: «في العام 2010 ومن ضمن نشاطات الجمعية قمنا بدعوة الياس خلاط والذي كان أول من نادى بسكة الحديد الى معهد العالم العربي في باريس والذي بدوره لفت الى ضرورة اعادة تأهيل السكك الحديدية في لبنان، وحينها أطلقنا من المعهد في شباط 2010 مشروعنا باسم «أصدقاء سكة الحديد»، وفي العام 2015 أقيم وفي نفس المعهد معرض ضخم أشرنا فيه الى سكة الحديد في طرابلس وأوكل الينا تنظيم ندوات حولها، وبالفعل حينما قمنا بتنظيم المشروع على الأرض اتصلنا بالياس خلاط وبجمعية «تران تران» والجامعة اللبنانية وكل من له دور في هذا الموضوع من أجل اعادة تأهيل سكة الحديد وتحويلها الى متحف مع ضرورة الحفاظ عليها من خلال تسويرها بحيث لا تعود مرتعاً للأوساخ والأعمال المنافية للأخلاق مع تحويل جزء منها الى حديقة عامة، اما محطة الركاب فيعاد تأهيلها لتفتح أبوابها أمام الركاب». 
طرابلس على الخارطة السياحية
وعن التوصيات قالت: «يتم رفعها الى مجلس الوزراء وبالطبع نعمل على متابعتها، الجمعية هدفها الاضاءة على المراكز الأثرية ونأمل أن تنال الاهتمام المطلوب، وهنا أتوجه برسالة لكل المعنيين بالثقافة والسياحة والتربية والأشغال والسكك الحديدية، ولكل نواب ووزراء المدينة ورؤساء البلديات بغية وضع اليد والتكاتف في سبيل اعادة مدينة طرابلس الى الخارطة السياحية، وأي حدث شبيه بالذي قمنا به داخل المحطة كفيل بأن يعيد الصورة الحقيقية لطرابلس، نحن نشكر كل الوسائل الاعلامية والتي وقفت الى جانبنا في هذا الحدث، مما ألغى فكرة عدم اهتمام الاعلام بكل ما يجري في المدينة من نشاطات ثقافية وفنية، وكم تمنينا لو ان النشاط استمر لأيام أكثر بيد ان التكاليف المالية الباهظة منعتنا من ذلك». 
وأضافت: «طرابلس يجب أن تكون عاصمة ثقافية للبنان وليس فقط اقتصادية، طرابلس تختزن كل الأمور وتستحق منا العناية اللازمة وهذا لن يكون ما لم نتكاتف مع بعضنا، نحن كجمعية نضع يدنا بيد كل من يريد رفع الاهمال عن المدينة، وكجمعية نناشد كل السياسيين في سبيل اتخاذ القرار للنهوض بمدينتنا، طرابلس قادرة على تخطي أزماتها والوصول الى كل دول العالم».
وختمت الدكتورة تدمري متوجهة بالشكر الى «وزارة التربية والتي أولتنا الاهتمام المطلوب، ومدير عام سكك الحديد في لبنان زياد نصر، ومدير عام وزارة الثقافة وطبعاً رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين وشركة لافاجيت والتي ساهمت في رفع النفايات وشركة جينيكو في اعادة تأهيل الأرضية».