بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيار 2023 12:33ص في الأول من أيار: عمال لبنان يدفعون ضريبة الأزمة والمزاحمة والاهتراء النقابي

حجم الخط
السؤال الدائم المطروح، ما هو واقع ومستقبل عمال لبنان في مناسبة عيدهم ؟
الاحتفال بهذا اليوم العالمي في لبنان مليء بالحسرة والقلق، بدلا من أن يكون محطة فرح تحفّز هذه الشريحة الواسعة من اللبنانيين للاقبال على العمل والحياة بجرعة امل اضافية.
يواجه عمال لبنان اليوم في ظل الازمة التي تعصف في البلاد منذ سنوات ظروفا صعبة تتجاوز كل حدود، ليس بسبب الاجور المتدنية وضعف القدرة الشرائية بشكل كبير ومخيف فحسب بل لانهم يتعرضون لسلسلة ازمات وتحديات تحاصرهم وتهددهم من كل جانب. 
لم يعد العامل، على حد مصدر نقابي، مطمئنًا الى مصيره وديمومة عمله في أي موقع أو مؤسسة أو مصنع لأسباب عديدة ابرزها :
١- المزاحمة المتزايدة من قبل اليد العاملة غير اللبنانية بطريقة غير قانونية وخارجة عن كل الأطر التي يفترض أن تنظم عملها وفقا لقانون العمل والقوانين المرعية.
٢- عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي ينعكس على القطاعات كافة، حيث ما زلنا نشهد اقفال عدد كبير من المؤسسات وتعثر عمل قسم اخر،وما يترافق معها من حملات تسريح لعدد كبير من العمال والأجراء والموظفين في القطاع الخاص.
وتتفاوت أوضاع مرافق هذا القطاع، الذي شهد جزء منه تحسنا تدريجيا لا سيما في القطاع الصناعي.
٣- استمرار تدهور الليرة اللبنانية وفلتان سوق العملة،إضافة الى عدم توحيد سعر صرف «الدولار».
 كل ذلك انعكس وينعكس على رواتب وأجور العمال التي لا تكفي لسد الحاجات الضرورية والاساسية للإستمرار وتامين الحد الادنى من العيش والحياة الكريمة.
٤- غياب دور الدولة في كل المجالات وارتفاع كلفة الكهرباء وسائر الفواتير،وغلاء المعيشة بشكل عشوائي وجنوني في ظل انعدام الرقابة أو الحماية ليس للعمال فحسب بل لسائر المواطنين في مختلف الشرائح.
عيد العمال هذا العام لا يحمل كما الأعوام السابقة بارقة امل او اية بشائر بتحسن احوال هذه الطبقة التي تبعثرت وتشتت بفعل حجم الازمة والانهيار الحاصل وبسبب تجاهل الجهات المعنية في الدولة لاوضاعها، وضعف دور النقابات التي تعرضت لنكسات وضربات متتالية منذ فترة طويلة سبقت الازمة الاخيرة بعد ان تقاسمتها الاحزاب والطوائف، وحوّلت اغلبها الى ادوات تستخدمها في اللعبة السياسية والتجاذبات في ما بينها.
بالامس رفع عمال المطاعم والفنادق والقطاع السياحي الصوت بسبب تفاقم حجم المزاحمة غير الشرعية من اليد العاملة غير اللبنانية لا سيما السورية منها.
 وقبلهم بايام رفع موظفو المصارف الصوت ايضا بعد تزايد المخاطر والتهديدات التي تطاول عددا لا باس منهم بالصرف.
 وينسحب مثل هذا الوضع على عمال قطاعات عديدة اخرى مثل قطاع الالبسة والمحال التجارية.
 أما عمال قطاع البناء فهم يعانون من مشكلة مزدوجة : مزاحمة اليد العاملة غير اللبنانية، وشلل هذا القطاع منذ ما قبل العام ٢٠١٩.
وفي المصانع على تنوعها واختلافها يواجه العمال وضعا مشابها خصوصا خطر مزاحمة اليد العاملة غير اللبنانية بطريقة غير قانونية، حيث تتراجع نسبة العمال اللبنانيين بشكل مضطرد، عدا عن هجرة نسبة لا بأس بها من اليد العاملة اللبنانية الى الخارج.
عمال لبنان اليوم محاصرون بدائرة من المعاناة مثلهم مثل شريحة كبيرة وواسعة من اللبنانيين. 
وهم ينتظرون الفرج الذي لا يبدو انه في متناول سواعدهم حتى اشعار آخر.
في عيد العمال يتكرر المشهد الذي اقل ما يقال عنه، انه مشهد تغلب عليه العتمة بانتظار الفجر المنشود.