بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيار 2023 12:09ص كيف يمكن تحديد الإضطرابات الغذائية؟

«البوليميا» حالة نهم مفرط للأكل يليه حالة تقيّوء مقصود «البوليميا» حالة نهم مفرط للأكل يليه حالة تقيّوء مقصود
حجم الخط
تشمل اضطرابات تناوُل الطعام التركيز بشكل كبير على الوزن وشكل الجسم والطعام، مما يُؤدِّي إلى سلوكيات خطيرة في تناوُل الطعام. 
وهذه السلوكيات قد تُؤثِّر بقوة على حصول جسمكَ على التغذية المناسبة،إذ يُمكِن أن تُؤذِي اضطرابات الأكل القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم،كما قد تُؤدِّي إلى أمراض أخرى...
غالبًا ما تَحدُث اضطرابات الأكل في سن المراهقة والشباب، على الرغم من أنها قد تَحدُث في الأعمار الأخرى.
 لكن مع العلاج، يُمكن العودة إلى عادات الأكل الصحية، كما يُمكِن عكس المضاعفات الخطيرة التي تُسبِّبها اضطرابات الأكل في بعض الأحيان.

د.بلوط  

لتسليط الضوء على هذا الموضوع التقت «اللواء» الدكتورة في علم النفس والأستاذة الجامعية سيلفا بلوط،فكان الحوار الآتي:

إضطرابات معقدة تصيب المراهقين

{ كيف يمكن تحديد الإضطرابات الغذائية؟
- يمكن تحديدها على أنها اضطرابات في العلاقة مع الطعام، هي اضطرابات معقّدة تصيب المراهقين، وتشكّل نسبة المراهقات النسبة الأكبر من المصابين، والمؤكد أن هذه الإضطرابات لا يمكن أن تختفي لوحدها.»
 { ما هي العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذه الاضطرابات؟
- لا يوجد عامل وحيد مسؤول عن هذه الاضطرابات،فهناك عوامل عديدة، أبرزها سوء تقدير الذات وشعور المراهق بأنه من دون قيمة، السعي إلى بلوغ الصورة الكمالية، جو أسري مضطرب، صدمات...»
{ ما هو دور وسائل التواصل الاجتماعي في ظهور الإضطرابات الغذائية؟
- هناك علاقة وثيقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإضطرابات الغذائية، نظراً لما يمكن لهذه الوسائل أن تولّد لدى المراهقين شعور بسوء تقدير الذات وعقدة النقص.
 كما تؤثر هذه الوسائل على رأيهم بأنفسهم. ويؤدي نشر صور النحافة التي تخضع لل «فوتوشوب» إلى خلق اهتمام مفرط بالجسد إلى درجة الهاجس أو الوسواس.»
{ ما تداعيات هذه الاضطرابات الغذائية؟
- قد تؤدي هذه الإضطرابات إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق و الادمان على الكحول والمخدرات».

«الأنوركسيا»

{ من أهم الاضطرابات الغذائية تظهر «الأنوركسيا» و «البوليميا»، كيف يمكن تحديد «الأنوركسيا» وما هي اعراضها و انعاكاساتها؟
- «الأنوركسيا» هي الحاجة إلى البقاء في حالة نحافة تامة وخوف غير مبرر ومفرط من البدانة. بمعنى آخر، هناك هاجس وانشغال مرضي بالوزن.
أما بالنسبة إلى أعراضها، فتتمثّل في الأكل القليل جداً حتى في حالة الجوع، ومع الوقت يصبح هناك تحديد لنوع الطعام،بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط،و تجنّب الأماكن والمناسبات الاجتماعية حيث توجد الموائد.
 بمعنى آخر، هناك إنكار لحالة الجوع وخسارة كبيرة للوزن. ويلجأ أيضاً المصاب إلى استخدام المسهّلات و أدوية النحافة.
 فيما يخص آثارها الطبية، فتكمن في بطء ضربات القلب،انخفاض الضغط،التعرض للإغماء، تساقط الشعر، وغياب الدورة الشهرية....»

«البوليميا»

{ ماذا عن «البوليميا»؟
- «البوليميا» هي حالة نهم مفرط للأكل و يليه حالة تقيّوء مقصود، إن جاز التعبير، بهدف إزالة تأثير هذا النهم. 
وتكمن أعراضها في اللجوء إلى التقيوء واستخدام المسهّلات  ومدرّات البول و أدوية التنحيف، وممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط...
أما انعكاساتها على الصحة، فهي التقيوء،الذهاب المتكرر إلى دورة المياه و اصفرار الأسنان ونقص الطاقة، السكّري، وارتفاع ضغط الدم...»

العلاج

 { ما هي طرق التدخّل اللازمة للعلاج؟
- تعدّ الإضطرابات الغذائية معقدة، لذلك يتطلب علاجها عدة اختصاصات: الطب، التغذية وبالطبع تدخل العلاج النفسي.
 ويتمثّل الهدف من العلاج في اعادة التوازن للصحة الجسدية والنفسية، الوصول إلى الوزن المثالي، وجعل عادات الطعام سوية.
أما بالنسبة للعلاج النفسي، فهناك الاستشارات النفسية الفردية والعلاج الأسري والأدوية في حال كان يستدعي ذلك.