بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آب 2020 12:16ص مسرح انفجار بيروت أُبيح للجميع هل حُميت الأدلّة لمعرفة المسؤولين ومحاسبتهم؟!

خبيرة الأدلة الجنائية جنان الخطيب خبيرة الأدلة الجنائية جنان الخطيب
حجم الخط
سلسلة من الأسئلة تُطرح إثر كارثة «انفجار العنبر 12 في مرفأ بيروت»، التي ألمّت بنا: كيف باستطاعتنا معرفة الجاني أو السبب الحقيقي وراء هذا الإنفجار؟.. كيف سنحصل على كل البيانات المطلوبة إذا لم نتمكّن أساسا من حماية الأدلة؟.. أين المُستجيب الأول لمسرح الجريمة؟ وهل حمينا المسرح من التدخّل البشري أو الطبيعي؟
الجميع يدخل ويخرج على هواه، مسؤول من هنا؛ سيارة من هناك، والسؤال: كيف تتم حماية الأدلة وسط هذه الفوضى؟
أين الشريط الذي يمنع الدخول؟ (crime scene do not cross)... هذه أول خطوة بديهية كان يجب أن نقوم بها لحماية كافة البيانات والأدلة ليتم التحقيق حسب المعايير المهنية الجنائية المفروضة لنتمكّن من الوصول إلى سبب الإنفجار ونحاسب المسؤول عن هذه الكارثة!

خبيرة جنائية
لتسليط الضوء على ما إذا كانت الإجراءات التي اتخذت لحماية مسرح الجريمة كافية أم طغى بدوره الإهمال عليها، التقت «اللواء» خبيرة الأدلة الجنائية جنان الخطيب، فكان الحوار الآتي:
{ كيف تجدين الإجراءات التي اتخذت لحماية مسرح جريمة الإنفجار؟
- عندما شاهدت التلفزيون تفاجأت بنوع الحماية المفروض أن تحيط بمسرح الجريمة والتي لم تكن موجودة، ولا سيما أننا مررنا بالكثير من الكوارث المماثلة، وبذلك كان من المفترض أن نكون قد تدرّبنا على معرفة كيفية حماية مسرح الجريمة. مع الأسف مسرح الجريمة كان مباحا لدخول الجميع، بدءا من أهالي الضحايا، فالسياسيين وسواهم، الأمر الذي يُسيء إلى مسرح الجريمة، لأنه بمجرد دخول من يريد سيختفي الدليل بفعل العامل البشري الذي دخل، وفي المقابل ممكن أن يتم وضع دليل معين في مسرح الجريمة. وطبعا هذا موضوع خطر جدا.
أيضا مع الأسف، لم يتم تأمين الجريمة لجهة العوامل الطبيعية لحماية الدليل، حتى أنه لم يتم وضع شريط يقضي بمنع الدخول لمسرح الجريمة: crime scene do not cross.
نضيف إلى ذلك، أن في مثل هذه الجرائم التي تُصنّف بالمعقدة جدا يكون هناك عدد كبير من الأدلة، لكن المستغرب أنه لم يتم وضع مختبر ميداني لفحص الأدلة بشكل مباشر، ومن هذا المنطلق وجدت أنه كان هناك إهمال لجهة مسرح الجريمة، وتفاجأت لدى سماع قرار مجلس الوزراء لجهة حماية وعدم العبث بمسرح الجريمة، فهذا الأمر محزن جدا، لأن هذا الإجراء كان يجب أن يتم على الفور لا أن ننتظر إصدار قرارا بذلك، كما أستغرب عدم إضاءة مسرح الجريمة، فهذا الموقع يجب أن تتم إضاءته بالكامل لتكون الرؤية واضحة فيه، وبالتالي منعا من دخول أحد ما لمحو ما تبقّى من أدلة.
{ هل تعتبرين ان ما جرى نوعا من الإهمال أم أنه متعمّد؟
- دون شك هو إهمال فوق إهمال... وربما تكون المسألة مقصودة،لا أعلم؟
لكن لدى وقوفنا أمام فاجعة كبيرة مماثلة خصوصا وأن لبنان عانى الكثير من هذه الكوارث كان يجب أن نتعلّم من أخطائنا، وأن نكون أكثر دراية في هذا الموضوع، لجهة حماية مسرح الجريمة.
{ ما تداعيات عدم حماية مسرح الجريمة؟
- كما هو معلوم عندما يموت ويدمّر الدليل، الذي يعتبر بمثابة الرابط ما بين الجاني ومسرح الجريمة، وتصبح كميته ضئيلة لدرجة أنه لم يعد بالإمكان أن نفحصه في المختبر، حينها سنفقد بالتأكيد الرابط الحيوي الذي سيدلّنا إلى الجاني، وسبب الحادث، فهل هو سبب عارض أم أن هناك مَن افتعله، وكيف؟
{ البعض يعلّل سبب الانفجار إلى نوع من «التلحيم» الذي كان يجري في موقع الانفجار؟
- لا أعلم مدى حقيقة هذه الفرضية، خصوصا أنهم يعلمون بأن هناك عنبرا مليئآ بالمواد المتفجرة؟!! لذلك نضع علامة إستفهام كبيرة على هذا الموضوع.