بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 أيار 2023 12:04ص هل تعاني من الإدمان الإلكتروني؟

حجم الخط
نجلس ساعات نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، دون السيطرة على وقتنا، ولا نستطيع التوقف على هذه العادة؟  نقضي أوقاتا طويلة في الألعاب الإلكترونية؟
فهل نحن نعاني من الإدمان الألكتروني؟
وما هو هذا الإدمان ؟
ما تأثيره على حياتنا وما أسبابه وهل من سبيل للتغلب عليه؟
لمعرفة الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها التقت «اللواء» الخبيرة في وسائل التواصل الإجتماعي منى صفي الدين، فكان الحوار الآتي:

نوع من الإضطرابات

{ كيف نعرف الإدمان الإلكتروني؟
- البعض يعتبر الإدمان الالكتروني نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، كما صنفها بعض الأطباء النفسيين، والذي يوحي بالاستخدام القهري لـ«الانترنت» وتصفح المواقع بشكل متواصل والاعتماد عليه في كافة الأمور الحياتية.

أنواع الإدمان الإلكتروني

{ هل من أنواع للإدمان ألإلكتروني؟ 
- تتعدد أنواع إدمان «الإنترنت» وإدمان «التكنولوجيا» للاطفال، حيث يرى بعض الأشخاص تحسين حالتهم المزاجية في الألعاب الإلكترونية، فيلجأ العديد من الأشخاص إلى التركيز على أحدث إصدارات الألعاب الالكترونية، وقضاء العديد من الساعات المتواصلة دون الشعور بالوقت.
أيضا هناك المواقع الإباحية التي تعتبر أكثر الأنواع انتشارا في الادمان الالكتروني، وهي تصفح مواقع الصور الإباحية، وغرف الدردشة بين الشباب والفتيات، والجلوس لساعات أمام كاميرات الهواتف للوصول إلى المتعة.
وهناك وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعد هذا النوع من الإدمان الإلكتروني اكثر انتشاراً، بعد تعدد وسائل التواصل الاجتماعي من «فيس بوك وتويتر وانستجرام»، والتي يقضي عليها الأشخاص العديد من الساعات لمتابعة كل ماهو جديد، ومشاركة لحظاته أول بأول، وعدم الاهتمام بأي أمور حياتية.
كذلك، الرسائل النصية التي تتمثل في الرغبة الملحة في التواصل مع الآخرين عبر الرسائل النصية، وإرسال الرسائل وتبادلها مع الآخرين.
كما هناك لعب القمار على «الانترنت»حيث يقوم مدمني المواقع الالكترونية بقضاء الساعات في لعب القمار أو الألعاب المحرمة على «الإنترنت»، للكسب الغير مشروع، دون الشعور بالملل.
وطبعا لا ننسى هوس الشراء والبيع عبر «الانترنت» الذي يصيب البعض، حيث يفضل بعض الأشخاص يومياً لساعات تصفح مواقع البيع «الأونلاين»، وعدم الرغبة في شرائها من المتجر.»

الأسباب

{ ما أبرز أسباب الإدمان التكنولوجي؟
- تتعدد كافة أشكال الإدمان على التكنولوجيا، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى إدمان المواقع الالكترونية، لتلبية العديد من الرغبات الملحة، منها:
< توفير السرية والخصوصية التامة لمن يبحثون عن السرية، وتفريغ الرغبات المكبوتة
< الفراغ والملل الذي يدفع الأشخاص في البحث عن ملاذ يلجأون إليه للتخلص من أوقات الفراغ
< توجه البعض ممن يعانون بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وافتقارها إلى الدعم العاطفي، واللجوء إلى الإنترنت لسد هذه الحاجة.
< الهروب من الواقع إلى عالم «التكنولوجيا والانترنت» أو ما يسمى بالعالم الافتراضي، ممن يعانون من اليأس أو الملل والانزعاج.
< الخروج من علاقة عاطفية والتعرض للصدمات النفسية التي تجعل الشخص بحاجة إلى الخروج من الحالة النفسية السيئة.
< إدمان المواد المخدرة، مثل الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية.
< الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والشعور بالخجل في التواصل مع الآخرين، هم أكثر عرضة للإصابة بالهوس الإلكتروني.
< انتشار الالعاب الإلكترونية الحديثة، وقضاء البعض العديد من الساعات المتواصلة على الإنترنت.
{ ماذا عن أسباب إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية؟
- العديد من الأطفال يجدون الملاذ الآمن في التمسك بالهواتف، وقضاء العديد من الساعات على الألعاب الالكترونية والتي تصل إلى الإدمان، ولا يعرف الكثير أسباب اتجاه الأطفال إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، والتي تشمل إهمال الأب والأم وعدم الاهتمام بواجباتهم تجاه أطفالهم، ولا سيما ان المشاكل الأسرية تجعل الطفل يهرب منها بالتصفح على «الانترنت». 
أيضا تواصل الأطفال مع الأصدقاء والحديث عن التكنولوجيا والألعاب الحديثة مما يولد الشغف لدى الطفل.
هذا بالإضافة، إلى الانفتاح الذي شهده العالم من تطور تكنولوجي، وانتشار التكنولوجيا الرقمية في كل منزل، والتي جعلت الأطفال يلجأون إلى استخدامها بشكل متكرر.

أبرز العوارض

{ هل من عوارض للإدمان الإلكتروني؟
- هناك علامات ادمان الالكترونيات الجسدية أبرزها: ألم في الظهر، الصداع المتواصل، زيادة الوزن أو فقدانه، الاضطرابات في النوم والتشويش في الرؤية.
في المقابل هناك علامات ادمان الالكترونيات النفسية مثل الشعور بالذنب، القلق والارتباك، عدم الأمانة، العزلة الاجتماعية، الاندفاع، الكآبة، التقلبات المزاجية، عدم الاهتمام بالوقت، الإفلاس وضياع الأموال بسبب لعب القمار.

خطر كبير

{ ما آثار إدمان «الإنترنت» على المجتمع؟ 
- لا شك أن آثار إدمان «الانترنت» يشكل خطرا كبيرا على كافة أشكال المجتمع، ألأمر الذي يؤدي إلى الانحراف والسلوكيات الخاطئة، خاصة فئة الأطفال والمراهقين وسيطرة «الانترنت» على النواحي الحياتية حتى أصبحت امر واقع، وتسببت في العديد من الأضرار، منها آثار إدمان التكنولوجيا على المراهقين كالإنحراف الأخلاقي، والتوجه إلى العلاقات الغير شرعية، التوجه إلى إدمان المخدرات، العزلة الاجتماعية وعدم المشاركة مع الآخرين، إهمال الدروس والواجبات والرسوب في الدراسة وعدم وجود اهتمامات شخصية، أو ممارسة رياضة وهواية مفضلة، الإرهاق الجسدي والنفسي والضعف العام.
أما في ما يخص آثار إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية، فمن الممكن أن تصيبه بمرض التوحد خاصة في السنوات الأولى، زيادة العدوانية والعصبية بسبب الألعاب الالكترونية العنيفة، الضعف العام في النظر، ضعف القدرات العقلية لدى الطفل.
 كما يسبب الادمان الالكتروني حالة من الإنهاك المعلوماتي لدى الطفل، بسبب التصفح كثيراً، بالإضافة إلى التعرض للانتهاك الجسدي والتحرش بسبب عدم الرقابة على الطفل وضعف الشخصية بسبب غياب الهوية وعدم وجود انتماء مجتمعي، خاصة الانفتاح على الثقافات الأخرى.»

المضاعفات خطيرة

{  هل من مضاعفات لهذا الإدمان؟ 
- لا شك أن مضاعفات الادمان الالكتروني خطيرة، وتسبب العديد من الآثار النفسية والجسدية التي تلحق بالأشخاص، كما ترتبط بإصابة الأشخاص بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية والسلوكيات السلبية. 

العلاج

{ ما سبل العلاج؟
- يعتبر العلاج بمثابة تغيير أنماط وسلوكيات استخدام الانترنت، والتخلص من الإدمان السلبي للانترنت عند المراهقين والأطفال، ويتم عن طريق العلاج المعرفي السلوكي أي الخضوع إلى جلسات تأهيلية سلوكية داخل احد عيادات علاج الإدمان أو غيرها تهدف إلى تغيير أنماط الحياة، والتحدث مع الطبيب النفسي في إدارة وقتك والسيطرة على استخدامك للانترنت، كما تستطيع التعبير عن مخاوفك بشأن الاستخدام السيئ للإنترنت دون خوف أو تردد، حتى تصبح قادرا على إعادة تدوير نمط حياتك والتخلص من الإدمان التكنولوجي.
ونادراً ما يتم استخدام العلاج الدوائي في حالات الإدمان الالكتروني، ولكن يلجأ الطبيب النفسي إلى العقاقير الطبية، إذا كان المدمن يعاني من بعض الاضطرابات العقلية، مثل الإكتئاب والقلق والوسواس القهري.