بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الأول 2019 06:00ص الجيش «درع الثورة».. ودموعه «سياج المُتظاهرين»

الأب المربي والعسكري الحامي الأب المربي والعسكري الحامي
حجم الخط
حُبُّ ودعمُ الشعب اللبناني لجيشه ليس وليد اللحظة، فعلى مدى السنوات الماضية تُسجّل للبنانيين ثقتهم بهذه المؤسّسة العسكرية، رغم «كفرهم» بباقي المؤسّسات.

ثقة يحاول أهل السلطة زعزعتها بوضعهم الجيش والقوى الأمنية في وجه المُتظاهرين كأداة لقمع تحرّكاتهم السلمية بحجّة إعادة فتح الطرقات أمام الناس، والترويج بأنّ الجيش سيستعمل العنف ضد المتظاهرين، علماً بأن تاريخ الجيش اللبناني ليس قمعياً، وما يحصل في بعض المناطق من احتكاكات مع أبناء شعبه تفرضه طبيعة الأرض، لكن من دون استعمال القُوّة.

مُنذ اندلاع التظاهرات في الشارع الخميس الماضي، لم تُسجّل أي مواجهة بين المواطنين المحتشدين في الساحات والجيش، بل على العكس، كانت حناجر المتظاهرين تصدح بهتافات الدعم للمؤسسة العسكرية ورجالها وحقوقهم، وتتردّد من الشمال الى الجنوب.

هتافات ما لبثت أن ارتفعت وتيرتها بعدما تصدّى عناصر الجيش مساء الاحد لمسيرة درّاجة تحمل أعلام حركة «أمل» و»حزب الله»، حاولت اقتحام ساحة رياض الصلح لإثارة الشغب وتوتير سلميّتها، ما ترك ارتياحاً لدى الأوساط الشعبية ولاقاها الشعب بتقديم التحية إليه في كل المناطق.


إنسانيّته تغلبت على واجبه فدمعت عيناه


هذه الصورة، كادت أن تتبدّل يوم أمس، بعدما نزل الجيش برجاله وعتاده الى الشارع قبل الظهر، وعلى أجندته تنفيذ قرار واضح: فتح الطرق العامة وإعادة السير الى طبيعته عليها.

فمن جل الديب الى الذوق، وصولا الى غزير فجبيل، تكرّر المشهد نفسه، وإن بنسب متفاوتة. صدامات بين المواطنين وعناصر الجيش، منع الاعلام من التصوير، نسوة يبكين، رجال يصرخون، كر وفر بين المتظاهرين ورجال المؤسسة العسكرية، وبعض الاصابات المحدودة.

غير ان المشهد عاد وهدأ، بعدما رفع المعتصمون الصوت عالياً، رافضين الاصطدام بإخوانهم في الجيش، ومردّدين الاناشيد التي تحييه وتدعمه. وسُجّلت لحظات مؤثّرة بين الطرفين، حيث ظهرت على الكاميرات دموع بعض العناصر العسكريةين تنهمر حسرة خلال المواجهات، والتقطت العدسات ايضا حالات عناق حار بين بعض المتظاهرين والعسكر.

الدموع التي ذُرِفَتْ من قِبل عناصر الجيش خلال تفريق التظاهرة في الذوق، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، التي تناقلت فيديو مؤثر لجندي، تظهر فيه عاطفته الانسانية تجاه شعبه، الذي يطالب بحقوق تتطابق مع حقوقه، وأجمعت آراء اللبنانيين عبر مواقع التواصل على أن هذه الدموع أحرقت قلوبهم، وكتبوا هاشتاغ #الوطن_يبكي.


دمعتك غالية.. وستزهو بإذن الله

ومن تلك المواقف اللافتة ايضاً، لقاء الحاجة نجوى سعدالله شبارو والملازم في الجيش اللبناني أمجد حسام الحسيني ابن بلدة شمسطار غرب بعلبك، خلال اليوم الاول للاعتصام في ساحة رياض الصلح، وتقبيله رأسها وحنوّه عليها، بعدما رمقها بنظرات الحب والحنان أثناء حديثها إليه، ليُثبِتَ بتصرّفه أن الجيش لم يكن يوماً من الأيام بعيداً عن إنسانيته.

مشهد اللُحمة بين الشعب والجيش، تكرّر في أكثر من مناسبة خلال الايام الماضية، وظهر جلياً عندما وقف عناصر الجيش كالدرع الحصين لحماية الثورة والمتظاهرين وسط بيروت، فيما تقدّمت الامهات والنسوة صفوف المتظاهرين للوقوف كجدار فصل بين المتظاهرين والمندسين الذين حاولوا افتعال أعمال شغب والاعتداء على الجيش.

إضافة الى هذه الصورة، تكرّر مشهد تقديم الورود من قبل المتظاهرين لعناصر الجيش في أكثر من منطقة وسط هتافات واغاني «تسلم يا عسكر لبنان».

في المقابل، وفي خطوة نادراً ما يلجأ اليها، غرد الجيش عبر حسابه على «تويتر» متوجها الى المتظاهرين، قائلا «الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب». 

وأضاف: «جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم. 

وتابع الجيش: لم نألُ جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين».