بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2023 04:03م بو عاصي من واشنطن: لن نقبل باختطاف لبنان بحجة مقاومة ممجوجة

حجم الخط
سأل عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي "كيف لوطن ان يزدهر ان كان حكامه يعملون لتنفيذ اجندة خارجية كما هو حال "حزب الله" او يستميتون في امتصاص مقدّرات الدولة من مال ووظائف كما هو حال حركة "امل" و"التيار الوطني الحر"؟!".

ففي كلمة له خلال تمثيله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حفل العشاء الرسمي في ختام أعمال المؤتمر الرابع والعشرين لمنطقة القوات اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية بمشاركة منطقة كندا، أشار الى انهم "يتنصّلون من اي مسؤولية، "كان بدّن وما خلّون"، وفي النهاية يراهنون على الافلات من أي محاسبة".

حضر حفل العشاء الرسمي حشد من الفاعليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، وعدد من المسؤولين الأميركيين، ووفد يمثل مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان، وأعضاء من مراكز الأبحاث في العاصمة واشنطن إضافة إلى أبناء الجالية اللبنانية، وشارك في حفل العشاء، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب الدكتور رازي الحاج، الأمين العام لحزب القوات اللبنانية الأستاذ إميل مكرزل، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن وائل هاشم والمستشار بشير طوق، والقنصل راوي حمدان. شارك أيضا رئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي، منسقة منطقة الولايات المتحدة الأميركية زينة يمين وأعضاء المنسقية، منسق منطقة كندا ميشال عقل وأعضاء المنسقية، ورؤساء مراكز القوات اللبنانية في كل من أميركا وكندا، ورؤساء القطاعات، وحشد كبير من الرفاق في كل من أميركا وكندا.

كلمة بو عاصي
أعلن بو عاصي في كلمته أن حكام لبنان الذي يعملون لتنفيذ اجندة خارجية كما هو حال "حزب الله" او يستميتون في امتصاص مقدّرات الدولة من مال ووظائف كما هو حال حركة "امل" و"التيار الوطني الحر" يتنصّلون من اي مسؤولية، "كان بدّن وما خلّون"، وفي النهاية يراهنون على الافلات من أي محاسبة"، مضيفاً: "طارت اموال المودعين وحلّق الدولار وانهارت العملة الوطنية واصبح ٨٠٪؜ من الشعب اللبناني تحت خط الفقر. كل هذا ليس مهماً بنظرهم إنما المهم ان تبقى وزارة المال مع حركة "امل". انقطعت الكهرباء بشكل شبه تام بعد هدر ٤٠ مليار دولار، "بسيطة" المهم أن تبقى حقيبة "الطاقة" مع "التيار". انقطعت علاقات لبنان مع العالم، بسبب سياسات "حزب الله" وتواطؤ جبران باسيل، "بسيطة" المهم أن تبقى حقيبة "الخارجية" مع "التيار" باشراف "الحزب" والباقي تفاصيل".
بو عاصي الذي اشار الى ان "الأدهى والأبشع هو أنهم ما زالوا يفلتون من المحاسبة والعقاب"، شدّد على ان ذلك لا يمكن ان يستمر وأن "المال العام يأتي من تعب الناس وكفاحهم وهو ملكهم وليس من حقهم ان ينهبوه او ان يمتصّوا دمّ الادارات" وسأل: "هل السلطة هي زبائنية وفرض المحاسيب في الادارة كما فعل كثر وعلى رأسهم حركة "امل" و"التيار الوطني الحر"؟! هذا ليس عمل سياسي هذه محاصصة لا تبني اوطاناً".

كما توجّه الى "حزب الله" بالقول: "إسمع جيداً نحن لسنا عبيداً عندك وادوات في خدمة اجندتك بل نحن اسياد هذا البلد وفي اساسه مع البطريرك الحويك. فلا تتوهّم اننا جبناء كغيرنا وأنت تعرفنا جيداً. نحن لن نرضى ان يتم التعامل معنا كأهل ذمة أو كضيوف في بيتنا".

هذا وإعتبر أن لدينا فرصة اليوم لتغيير المعادلة عبر الانتخابات الرئاسية التي وإن كانت محطة ولكن بالامكان ان تكون مدخلاً للحل، مضيفاً: "التغيير ممكن، ولا يظنن احد انه مستحيل لا بل هو واجب مصيري. اثبتت "القوات اللبنانية"، وبكل تواضع وفخر، انه من الممكن الحكم والقيادة بطريقة مختلفة. قدم وزراؤنا ونوابنا نموذجاً فريداً طُبّق بمسؤولية واخلاص وحزم، فكانت الشفافية والصدق والفعالية والتواضع ميزتهم، مما انتزع تقدير واعتراف الخصم قبل الصديق".
تابع: "نجحنا في ذلك لان ناسنا هم اجنحتنا، لان أعيننا قاومت المخرز وانتم اعيننا، لأن قلبنا قاوم السيف وانتم قلبنا. نجحنا لأن المصلوب انتصر بصليبه على جلاديه وعلى الموت ونحن ابناء الصليب المنتصر وابناء القيامة لكل لبنان وليس فقط لنا كقوات. هذا ما يبني الاوطان لا زبائنيتهم ومحصصاتهم وفسادهم. صحيح ان الثقافة الديمقراطية في خطر شديد اليوم كما كل عناصر هويتنا وقيمنا الجماعية المشتركة، لكن لا مكان لليأس. من هنا نحن نشخِّص الوضع بواقعية وبنظرة سليمة بحثاً عن حل وليس إستسلاماً".

واذ جزم بأن "لبنان غير ميؤوس منه، كما يدعي البعض، بل المنظومة الحاكمة"، اشار بو عاصي الى أن "مكونات هذه المنظومة تقارب الاستحقاق الرئاسي متسلحة بسلاح غير مسبوق في تاريخ الديمقراطيات وهو بدعة مرشح التحدي".

تابع: "لقد اعاد "حزب الله" وحلفاؤه إختراع الديمقراطية وأطاحوا بالاغريق واليونان وروما وبعصر الانوار واخترعوا معادلة ديمقراطية جديدة: إذا رشحتم احداً فيكون مرشح تحدٍ وحينها نشلّ المؤسسات. لكن فاتهم ان الديمقراطية هي عمل تحدٍ بإمتياز إنما في صناديق الاقتراع. لا فكرة لديهم عن الديمقراطية فهي خارج ثقافتهم. في جمهورية "حزب الله" وأعوانه، الديمقراطية هي باختياره لنا مرشحنا، ومن خلال املاء قواعد لعبة ابتدعها علينا، وفي النهاية نصبح ملزمين بمرشحه. عبقرية او فجور غير مسبوق؟ إن كان هناك من يخاف منه ويخضع له، فنحن لا نهابه لأننا اصحاب حق وهو الباطل".

كما أوضح أن "العنوان الفعلي لهذه السياسة هو: أخذ الرهائن والاغتيال"، مضيفاً: "أخذت المنظومة الاستحقاق الرئاسي وموقع الرئاسة ومؤسسات الدولة والشعب اللبناني رهينة. ان حاولتَ تحريرها يقتلونها ويحمّلوك المسؤولية. ان لم تحاول تحريرها إما تموت في الاعتقال أو يستعملونها لقتل الوطن والمواطن ورئاسة الجمهورية والمؤسسات معا. لكننا لن نستسلم وسنحرر هذه الرهينة. خير مثال على صلابتنا في هذا الخيار تجربة "21 نيسان" حين ادخل سمير جعجع الى المعتقل كرهينة وحلت القوات، لكن بعدها زال الخاطف وتحررت الرهينة بخروج الحكيم".

أردف: "لبنان وطننا ولن نقبل ان يختطف منا، لا بحجة مقاومة ممجوجة واهية ولا بنيّة تسخير مصالح الوطن والمواطن في لعبة نفوذ مقزّزة. الدولة ومؤسساتها "مش ملك بيت بيّن" مهما استكبروا، انهما ملك وضمانة الشعب اللبناني ونحن مؤتمنون عليهما. موقع رئاسة الجمهورية هو رأس نظامنا ولن نقبل ان يغتاله احد. لن نرضخ ولن نستسلم. سلاحنا التصميم والحق واحقية قضيتنا المقدسة والتزامنا بالدستور والقانون والحضارة لا الهمجية. هذا السلاح الذي حاربنا به ولا نزال والذي سمح لنا بالانتصار على جبهات القتال وفي السياسية وعلى الاعتقال والظلم".

ختم بو عاصي: "اجتاح الجراد لبنان في بداية القرن الماضي، تسبب بأضرار هائلة وبمجاعة رهيبة. لكنه زال وبقي لبنان وشعبه. المنظومة الحاكمة هي تماما كالجراد، مؤذية، مخربة، تحمل معها الفقر والجوع ولكن الجراد يبقى سرب حشرات والشعب اللبناني يبقى ويستمر عبر الدهور، فلا تخافوا".

*كلمة رئيس مركز واشنطن سامر نعوم*
وقد بدأ حفل العشاء بكلمة لرئيس مركز واشنطن سامر نعوم أكد فيها أن لبنان لم يركع في الماضي بفضل صمود أهلنا وشعبنا وأبطالنا وشهدائنا، فهو لم يركع عند حكمت السلطنة العثمانية لأربعمئة عام وبقي لبنان الأبي الصامد في وجه ظلم السلطنة، ولم يركع عندما حكمنا المحتل السوري ثلاثين سنة. وأكد نعوم أن لبنن لن يركع لحزب الله وإيران التي تدعمه. وشدد على أننا في الانتشار لن نسمح لأحد بأن يسقط لبنان. مشيرا أن لبنان لن يركع طالما كل مغترب لبناني يحمل في قلبه القضية اللبنانية.

*كلمة المنسقة يمين*
وألقت منسقة منطقة القوات اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية زينة يمّين كلمة أكدت فيها أن المؤتمر الذي انعقد هذا عام تحت عنوان الوفا للبنان الصامد هو تأكيد من جميع الرفاق على الوفاء والإخلاص وحب الوطن، والوفاء تجسد عبر حمل قضية لبنان في قلب وعقل وضمير كل الرفاق، وتابعت قائلة، الوفا للبنان الصامد بالعز والعنفوان والشموخ وبالانتماء والصلابة والتجذر بالأرض، الصامد بالحرية والكرامة التي لا تموت، والصامد في ساحات النضال والتضحيات، وفي أرض التحدي والتحديات والصامد بالاستقامة والتضحية وبذل الذات، ولبنان الصامد بإرادة الله وبقوة القوات. وأكدت يمّين أن الوفا للبنان الصامد، هو تأكيد على إننا لن نيأس ولن نستسلم لا بل، العكس هو الصحيح، حيث إننا سنواصل مسيرة النضال والتصدي للمؤامرة التي تحاك ضد وطننا لبنان، واعتبرت أن لبنان يمر بمرحلة صعبة جدا، لكن، من خلال تضحياتنا جميعا والتزامنا سيزول عنّه غبار الموت ويقوم من تحت الردم، ويرجع أحلى ما كان.

*كلمة الدكتور جبيلي*
وبعد ذلك ألقى رئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي كلمة قال فيها إن الصورة في لبنان قاتمة. لكن مهمة المركز اللبناني للمعلومات لم تكن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى حيث إنه لأكثر من عقدين، وخلال كل الأوقات الصعبة، عملنا على بناء لبنان حر وديمقراطي وذو سيادة، لما فيه خير الشعب اللبناني، ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية. ولن نتوقف الآن. وتطرق الدكتور جبيلي إلى الدعم الأميركي للبنان حيث وقفت الولايات المتحدة بحزم إلى جانب لبنان وقدمت خلال أكثر من عقد ما يقرب من ست مليارات دولار في شكل مساعدات إنسانية وأمنية للبنان. ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح في العالم للشعب اللبناني، وقد ساعد ذلك في تخفيف الضغط الناجم عن استضافة أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ومنع انهيار البنية التحتية للكهرباء والمياه والصحة في لبنان. وأضاف أن واشنطن دعمت بثبات إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأدرجت الأفراد المتورطين في الإرهاب الذي يقوضون استقرار لبنان على القائمة السوداء. وأضاف الدكتور جبيلي أن المركز اللبناني للمعلومات يناشد صانعي القرار الأمريكيين، لتحقيق الشراكة مع أولئك اللبنانيين الذين يمثلون بوضوح أجندة إصلاحية سيادية، وإثبات أن العناصر الإجرامية والإرهابية الفاسدة في لبنان ستدفع ثمن أفعالها، وللضغط من أجل إصلاح القضاء من أجل استقلال التأمين، ودعم تشكيل بعثة لتقصي الحقائق في انفجار ميناء بيروت، واتخاذ موقف واضح بشأن مستقبل الرئاسة في لبنان، والمساعدة في تخفيف العبء غير المستدام الذي يسببه وجود اللاجئين السوريين من خلال إيجاد حلول طويلة الأمد، والاستمرار في مساعدة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في واجباتهما للحفاظ على القانون والنظام وحماية المواطنين والسيطرة على الحدود مع سوريا، وخصوصا وقف عمليات تهريب المخدرات، والدفاع عن قوات الأمم المتحدة في الجنوب، وحماية لبنان من المحاولات الإقليمية لزعزعته، لا سيما من قبل إيران من خلال تدخلها الشائن في الشؤون اللبنانية. وختم الدكتور جبيلي قائلا إن المهمة التي تنتظرنا ليست سهلة، لكننا على ثقة من أن رؤيتنا المشتركة وتعاوننا الراسخ سيجعل سعينا لتحقيق السيادة الحرة في لبنان الديمقراطي ناجحًا.